والي الحر الأحمر : منصات الاعلام الجديد بالغت وضخمت وصبت الزيت على النار

مع والي البحر الأحمر عبدالله شنقراي في حديث الموانئ والكهرباء :

*وانت تحاور والي البحر الأحمر المهندس عبدالله شنقراي الذي عمل في القطاع المصرفي والعمل الطوعي يلفت انتباهك الهدوء والبساطة الشديدة للرجل ،وهو المفتاح السحري لنجاحه في إدارة ولاية ساخنة ومعقدة وبها كثير من التقاطعات..

*طوال الساعتين من عمر المقابلة التي يطالعها القارئ آدناه كان الرجل لايتكلف في الإجابات كما يفعل أغلب المسؤولين،ولايميل إلى طريقة السياسيين في الإكثار من الحديث عن الذات وعن النجاحات المتوهمة بل أعترف بالأخطاء والاخفاقات ووعد بالعمل على حلها..

*وسجل الوالي صوت إشادة بلجان التغيير والخدمات في الأحياء التي شكلت الداعم الرئيسي للوالي وللحكم المدني ولانسياب السلع التموينية فضلاً عن العمل للتعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي والوقود والمواصلات، ووصفهم بأنهم الأعمدة التي يبني عليها صرح الإنتقال الديمقراطي..

في السطور أدناها نقدم إجابات الوالي حول أسئلة الموانئ والكهرباء التي يضج بها الشارع الساحلي..

الخرطوم /محمدادريس

**التمازج الثقافي ودوره تقليل النزاع :

*بالنسبة للاستقرار الذي تنعم به ولاية البحر الأحمر الآن.. لأن الحياة في ربوع محلياتها المختلفة فيها إدماج ثقافات مختلفة،والمدن الرئيسىية فيها نشأت مع السكة حديد كما هو معروف ،أما طوكر وسواكن هي مدن تاريخية جمعت مكونات ثقافية مختلفة وخلاصة التنوع وتمازج بين الحضر والريف وبالتالي لاتوجد نزاعات، حتى أضحت (طوكراب/ وسوكني /بورتسوداني) هي الهوية الغالبة على ماعداها من اثنيات وقبائل، أيضا حياة المناطق ومابها من أسواق ريفية يتبادلون من خلالها المنتجات أسهمت تحقيق الاستقرار وهذا المرتكز الأساسي للحياة الإجتماعية في البحر الأحمر وكسلا والقضارف.. جميع الخضروات تأتي من كسلا والمحاصيل من القضارف فضلاً عن التواصل بين مناطق السودان الأخرى،وتبادل المواسم على الساحل بين الشتاء والصيف،
وموسمي الأمطار للرعاة والمزارعين وهو مايعرف (القنب والاوليب) وفيها رحلات تبادلية من حلايب حتى عقيق مناطق رعى فيها اندماج الحركة الاجتماعية وجميعهم يعرفون طقوس وتقاليد بعضهم…!!

وتاسيسا على ماسبق، فإن الحوادث التي حدثت في العامين الماضيين عبارة عن حوادث فردية تم إضفاء الطابع القبلي عليها لكن الحقيقة أنها أحداث فردية تم تسيسها.. فضلا عن الآثار السالبة لوضع الشرطة الحالي الذي أضحى غير جاذبا للالتحاق بها.. ممااخر التدخل الفوري وحسم هذه الحوادث في وقتها.. ولكن رغم ذلك الصراع محدود في بورتسودان التي بها ١٩٠ حي سكني.. المشاكل في نطاق محدود لايتجاوز ثلاث أحياء ومنصات الاعلام الجديد بالغت وتضخمت وصبت الزيت على النار وهي التي عملت على تهويل الأحداث ولها الأثر السالب بنظرة منحازة لطرف وربما (متطرف) في ذلك الطرف، وهنالك نماذج للتعايش بين المكونات على أرض الواقع..!!

**غياب نيابة المعلوماتية هو السبب..

*هذه تحديدا كانت رؤية اللجنة الأمنية والحادبين على الإستقرار في البحر الأحمر.. وبعد زيارة النائب العام ووزير الداخلية،الآن لدينا نيابةمعلوماتيةكمؤسسة عدلية مختصة تباشر عملها
وسيتم الافتتاح قريباً،وقد تكون لاحظت على الأقل في الآونة الأخيرةتراجع حدة الخطاب المنفلت.. وهو أمر يحسب لصالح ذلك الإتجاه القضائي .. وسيساهم ذلك في تطبيق القانون واستقرار الأحوال.

**البارجة التركية والفيرنس

*أمر متابعة وحللت مديونية البارجة التركية التي تغذي بورتسودان بالكهرباءكان هو الهم الرئيسى لزيارتنا للخرطوم،ولكن أيضاً لدينا شواغل وقضايا أخرى مثل سلعتي والجمعيات التعاونية الكثيرة ومياه الشرب لمدينة بورتسودان بطرح كل الحلول الطارئة والمتوسطة المدى والطويلة والاستفادة من موارد حصاد المياه وتنفيذ الدراسة التي تتحدث عن جلب المياه من نهرالنيل وامامنا عروض من شركات كندية وصينية وكل ذلك ينتظر حدوث انفراج في التمويل بالإضافة إلى عروض من شركات تعمل في مجال التحلية
بإستخدام الطاقة الشمسية واستخدام الخزانات واستغلال بقية مواعين المياه الموجودة هنالك بإذن الله تعالى.

*أما بخصوص الكهرباء كان لدينا شغل مع وزارة المالية أن تدفع للبارجة عبر هيئة الموانئ التي هي اساسا موارد خاصة بالمالية الإتحادية، وتم تحويل مبلغ ١٠ مليون دولار على ثلاثة دفعات متبقي ١٩ مليون دولار، وتم الاتفاق على ذلك وصدر خطاب بالخصوص بالأمس والشركة استجابت وأمس الأول دخلت الكهرباء تدريجيًا.. الآن التحدي الماثل كيف نؤمن وقود الفيرنس،
توجد باخرتين قادمتين ويوجد تفاكر بأن يتم تخصيصها للباخرة قبل أن تنفد كمية الفيرنس الحالية الذي يكفي فقط لأربعة أيام وشغالين في هذه التحديات.

واستطيع أن اقول أن زيارتنا للخرطوم مثمرة حيث جلسنا في تفاهمات مع وزير المالية لاستلام المحطات التحويلية في سنكات وهيا ضمن مشروعات صندوق إعمار الشرق وكان معنا المدير التنفيذي للصندوق اللواء ابومحمد جعفر ونتك بحضور الشركات الصينية ومتفائلين بإكمال عملية تسليم المحطات التحويلية التي ستساهم في استقرار التيار الكهربائي..

**معالجات في الموانئ :

*الميناء تعتبر المشغل الرئيسى لأهل الولاية وهي رئة البلاد،اي تحسين في إزالة المعوقات يصب في تحصين الاقتصاد المحلي والقومي ونعمل الآن في معالجة كل السلبيات لعدم تكرارها في المستقبل ،مثلا الرافعات في أيام الحصار تأثرت بعدم توفر قطع الغيار الآن حدث انفراج.. والآن محطة الحاويات شغالة بصورة جيدة وحريصين على تطوير المناولة، ووجهنا الجهات ذات الصلة في الدفاع المدني بدراسة أسباب الحرائق المتكررة ومراجعة استيفاء البواخر لشروط الصلاحية وأتباع كل شروط السلامةودقة الإجراءات لإستقرار الموانئ عبر النافذة الواحدة وهو إتفاق بين جميع أطراف العملية من مصدرين وموردين وغيرهم وهو يوفر الوقت والمال ويؤدي إلى رفع الكفاءة للموانئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى