
(حميدتي معانا وما همانا ..!) عادت هذه العبارة بسجيتها لمسرح الحياة من جديد مع تأزم الأوضاع في البلاد ، وليست من فراغ ، إذ ضاقت سبل الحياة المعيشية علي الناس في ظل ظروف معقدة ، إنفلات في الأمن وخلافات وتقاطعات سياسية وتجاذبات إجتماعية ، عادت في ظل أزمات حياتية مترادفة وشح في الغذاء والدواء والكساء وفي ظل سيول وفيضانات وكوارث طبيعية إجتاحت البلاد طولا وعرضا فأصبح الناس أسرى في وطنهم ، وأكثر ما أقلقني اليأس الذي إنتاب الشباب للفرار بجلدهم فرادي وجماعات خارج أسوار الوطن وكأنها خطة مقصودة ودور مرسوم له بعناية ، في وقت ظل فيه النائب الأول لمجلس السيادي الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع يجوب الدول والولايات بحثا عن السلام والإستقرار لأجل أن يظل الإنسان إنسانا عزيزا مكرما والسودان وطنا للجميع .
لم تتوقف تلكم الجهود عند باخرة المساعدات الإنسانية التي تسلمها والي غرب دارفور الجنرال خميس عبد الله أبكر أمس الأحد بميناء بورتسودان هدية من دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة ومجتمعا لأهالي ولاية غرب دارفور الجريحة إستجابة لطلب خاص من قبل النائب الأول إبان زيارته الأخيرة إلى أبوظبي ، وقد جاءت الباخرة محملة بالغذاء والدواء ومواد الإيواء من خيام ومشمعات وغيرها من المساعدات الإنسانية .
وبلا شك تظل الحقيقة ماثلة مهما حاول البعض طمسها أو التقليل من شخصية حميدتي أو إحداث خلل ما أو تصدع أو أزمة ثقة بينه والمجتمع من جهة وبينه والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي من جهة أخرى ، فإنها محاولات يائسة ليس مصيرها إلا الفشل والفشل الذريع ، فما يربط بين الرجلين كثير مثلما يربط السودان بدولة الإمارات العربية المتحدة علي مر التاريخ (رحم الله الشيخ زايد – حكيم العرب) ، وبالطبع لن يستطيع أحد أن يهد جسر المودة القوي وتلكم العلاقة الأخوية الحميمية التي بنيت وترسخت علي أساس متين بين إبن زايد وأخيه حميدتي لا سيما عقب التغيير في السودان.
وبالطبع لم تكن تلك الباخرة الأولي أو الأخيرة فقد ظل ولي عهد أبوظبي عند الخط دوما متي ما كانت الحاجة ، وبلا شك إنها علاقة إستراتيجية ممتدة يجدها المواطن تنمية وخدمات ، ولذلك نرى أن باخرة المساعدات تلك قد جاءت في وقتها لمقابلة الإحتياجات التي خلفتها الأحداث الدامية المؤسفة بولاية غرب دارفور ، إذ يمر المواطن هناك بظروف إنسانية بالغة التعقيد، ولا يسعنا إلا أن نشكر النائب الأول وعبره نشكر الشيخ محمد بن زايد لدعم أهل السودان ماديا وعينيا ، وليس جديدا فقد ظلت أبواب أبوظبي مشرعة ولم تتوقف تلكم الجهود عند مساهمات بن زايد في مقابلة إحتياحات مفاوضات السلام بجوبا ، بل ظل الرجل يدعم إحتياجات الحكومة الإنتقالية باكرا يجود بالغالي والنفيس .
وليس ذلك فحسب فقد أعلن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة تكفل الشيخ محمد بن زايد إنشاء وإعادة تأهيل (12) طريق بإقليم دارفور تربط الولايات الخمس فيما بينها بجانب ربطها لدارفور بولايات السودان المختلفة خاصة ولايتي شمال وغرب كردفان وبلا شك إنها طرق مهمة وقد ظلت تمثل هاجسا لأهل دارفور كافة ولنا نحن في منظمة شباب من أجل دارفور خاصة وقد جاءت ضمن خطتنا لأجل النهضة الشاملة والتي يعتبر الإنسان أساسها وهو صانعها والمستفيد منها .
لقد ظلت دولة الإمارات تمد يدها لأهل السودان في السراء والضراء بلا كلل ولا ملل لأجل الإنسان رغم مماحكات أصحاب الأجندات وجماعات تقاطعات المصالح التي جعلت من ذلك مصدر خلاف وتخوين وتشكك .
شكرا لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا والشكر مستحق لولي العهد محمد بن زايد على إهتمامه المتعاظم بالإنسان في السودان لا سيما إنسان ولاية غرب دارفور، والشكر أيضا مستحق للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة (رجل السلام) .