من أعلي المنصة – ياسر الفادني – لا تجعلوها عرجاء مكسورة القرنين !

الخرطوم الحاكم نيوز

كثر الحديث في هذا الأيام عن المصالحة الوطنية والتوافق بين أبناء الوطن الواحد بغية الوصول إلي صيغة تجمع الجميع وتعالج الجراح المثخن الذي أصاب الوطن ، ثمة تصريحات بدات تظهر هنا وهناك من قادة في المكون العسكري وبعض كمردات الحركات الموقعة لإتفاق جوبا

المكونات السياسية التي تكون حكومة حمدوك المدنية والتي تفرقت شذر مذر وأصابتها الانشطارات النجمية الظاهرة في سماء الحرية والتغيير وتقزمت في تكوينات صغيرة و هي للأسف الشديد التي تمسك بزمام الحكم وهي الناهي والآمر وهي التي تشكل عجينة الحكم الآن وتلتها وتعجنها بدون خميرة ، تضع القوانين وتنفذ ما يفيد مصالحها الذاتية والسياسية ، وهي حتما وبلا شك ترفض مبدأ المصالحة مع الإسلاميين وتفجر في خصومتهم وتكيل لهم كيل بعير او يزيد في الإقصاء والتفكيك ….

ما ظهر حتي الآن من معالم …في التوافق الوطني هو لملمة الذين ذهبوا وانزوا من كتلة الحرية والتغيير وتفرقت دماؤهم علي قبائل شتي ، الخطاب الذي ألقاه حمدوك قبل أيام من ٣٠يونبو والتي اسماها مبادرة ، هي مصالحة مجزئة…. وترميم لبيت الجالوص الخرب الذي تشرب بالماء من تحت….. لأنها لا تخدم التوافق السياسي العريض والمتشعب في هذه البلاد بل تخدم البيت الداخلي لمكونات الحكومة الإنتقالية المدنية ، الكتلة المدنية ضيقة الأفق الحاكمة تدرك تماما أن أي حديث عن المصالحة مع الإسلاميين سيكلفها ثمنا باهظا وربما يؤدي إلي مسائلات قانونية وتعويضات للممتلكات التي صودرت دون أحكام قضائية ومصادرات تمت ،فعلها البشير من قبل حينما أخذ عنوة ممتلكات آل المهدي وآل الميرغني في بداية حكمه ثم أرجعها لهم بتعويضاتها من خزينة الدولة ، المصالحة مع الإسلاميين يدركها الفئة القليلة التي تمسك بزمام البلاد ثمنها الإفراج عن كل السجناء السياسين الذين لازالوا في التحفظ دون اتهامات أو محاكمات ….

المصالحة التي يريدها حمدوك ومن معه ليس الاسلاميين فيها طرف ، ولنفرض جدلا أن الاسلاميون دخلوا في مفاوضات للتوافق الوطني بلا شك سوف يكون لهم شروط هذه سوف تكون بمثابة الحنظل الذي يجعل الحلة السياسية (شديدة المرارة)…! وتكون شوكة حوت في حلق الطرف الآخر ( يمكن أن تنبلع ويمكن لها أن تفوت) ! ،تعقيدات تجابه الواقع السياسي ومنعطفات خطيرة ومطبات ربما تعرقل مسيرة التوافق الوطني المنشود أن لم يتم تجاوزها ، لا تشاؤما لكن قراءة للواقع السياسي بنمعرجاته المختلفة هذه القراءة تحدد المفردات السياسية وتضع النقاط في الحروف وتجعلها مشكولة بالترقيم السياسي المعروف ولن نبلغ مجد التوافق السياسي الشامل حتي نلعق الصبرا بكسر الصاد وهو العشبة المرة…..

أي مصالحة أو توافق وطني لا يكون فيه الاسلاميون طرف و بعض الذين ذهبوا مغاضبين مثل (ترك) ومن هم لازالوا يحملون السلاح مثل الحلو وعبد الواحد ….. يكون كالنفخ في (القربة المقدودة) ويكون بمثابة ذبيحة عوراء عرجاء عجفاء مكسورة القرنين لا تصلح ليوم النحر التوافقي الشامل لأبناء الوطن الواحد… ويبقي كقول المثل ( كأنك يازيد لا جيت ولا غزيت ) … وان لم تحدث المصالحة الشاملة سوف يستمر التردي ويتلاشي الوطن حتي يصبح طفيل لايري بالعين السياسية المجردة . وربنا (يكضب الشينة)…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى