من أعلي المنصة – ياسر الفادني – العيد الجاب الناس..لينا ماجابك !

ما أجمل الشعر في العيد وما أجمل شعراء بلادي الذين ظل يشكل العيد لهم لوحة إبداع متفردة ومميزة ، هارمونيتها المفردات الجزلة والجرس الموسيقي الفخيم الذي يشنف الأذان تطريبا ونغما ، لوحات شكلت وجدانيتهم السامقة المفعمة بحب الوطن وحب الأهل وحب الأرض وحب من سكن الديار وله مكان خاص في سويداء القلب ، إسحاق الحلنقي واحد من شعراء بلادي تشكلوا إبداعا في العيد عندما خط بقلمه الشفيف :
العيد الجاب الناس …لينا ماجابك
يعني نسيتنا خلاص…مع إنك إنت الخليتنا
نغني الحب فكرة وإخلاص…
هذه الكلمات التي ترجمها الفنان الموسيقار محمد الامين لحنا وغناءا ، كلمات فيها الحب لبعيد ،الحب الكامن في جوف الشاعر والذي يدق في إحساسه السادس..! ويلهب له عاطفة البعد الخامس ،كلمات فيها عتاب مع إيجاد العذر للذي غاب ،كلمات فيها التحامل اللين الناعم لبعيد بعد أن وجد له العذر يعني نسيتنا خلاص ،وشاعرنا في هذه المفردات يصر علي تمسكه بالذي غاب وعدم الإستغناء عنه ويقول : مع إنك إنت الخليتنا ،إذن هنا تموضع المظهر في الجوهر وصار الجوهر هو الحقيقة الماثلة …. نغني الحب فكرة وإخلاص….

لوحة أخري رسمت ذات عيد وهي اللوحة الشعرية التي رسمها الشاعر المرهف التجاني سعيد …(قلت أرحل) التي تغني بها امبراطور الغناء السوداني محمد وردي حين قال شاعرنا :
ﻗﻠﺖ ﺍﺭﺣﻞ ﺃﺳﻮﻕ ﺧﻄﻮﺍﺗﻲ
ﻣﻦ ﺯﻭﻻً ﻧﺴﻰ ﺍﻹﻟﻔﺔ …
ﺃﻫﻮِّﻡ ﻟﻴﻞ ﺃﺳﺎﻫﺮ ﻟﻴﻞ
ﺃﺗﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﺮﻓﻰ ﻟﻲ ﻣﺮﻓﻰ …
ﺃﺑﺪﻝ ﺭﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺭﻳﺪﻙ
ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻓﻰ
إلي أن انشد قائلا:
زي عيدا غشاني وفات.. وعاد وعم البلد أعياد.. التجاني سعيد واحد من ملوك الشعر الغنائي في بلادي الجميلة بكتابها هنا أنزل عصارة خياله في هذه الكلمات التي خطاها في ليلة عيد ظل الفقد فيه لجة قاتمة.. والشوق فيه مباح….. والقرار فيه صادق، اسوق خطواتي لي زولا نسي الالفة ، ليل فيه الهيام محسوس ومنظور، وركوب الأمواج رحيلا متاح ….. والتقوقع في المرافي الدافئة ملاذ ، هنا عرض حال للشاعر بأن عيده ذهب وفات لكنه عاد مرة أخري وعم الفرح، سيمفونية أداها وردي بصوته الشجي وأبدع فيها …..

الراحل المقيم الشاعر محمد عوض الكريم القرشي رسم لوحة أسماها …(غابوا) عني .. كتبها في عيد من الأعياد حيث كان طريح الفراش في المستشفي فغاب عنه أحبابه لانشغالهم بالعيد هذا الغياب حرك فيه لواعج الوحدة والعزلة والضعف الذي اصابه بسبب المرض فقال …
عدت ياعيدي بدون زهور …
وين قمرنا وين البدور
غابوا عني….
ولعل قمرنا يقصد بها طبيية تسمي قمر تأتي إليه كل يوم ذات صباح تحمل معها الزهور ، الغياب للشاعر فراغ كبير وخاصة ممن يحب ،حتي وصف نفسه في هذه القصيدة بالمسجون حينما قال :
سجنوني داخل قصور….
قالوا عيان لشفاك ندور
غابوا عني…
ما اجملك شاعرنا محمد عوض الكريم القرشي وما احسنك الكروان الراحل المقيم زيدان ابراهيم فدمتما في ديار الخالدين….

ما أجمل بلادي وما أجمل العيد فيها وما احلي بلادي وما احلي شعراؤها الذي سطروا الدر النفيس كلماتا وألقا ومحبة ،إذن العيد فرح ،العيد تغيير ، العيد أمل لحياة قادمة ، صباح العيد يشبه وجه الحبيب وصدق معشوق الملايين الراحل محمود عبد العزيز حينما غني :
بريدك ياصباح العيد…وياطلة قمر في سمايا….
بريدك وكل ما أتوه بلقاك في العمر سلوايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى