وزيرة الخارجـية تعـود بعد رحـلة ناجحة لكلٍ من نيويـورك وموسكو

الخرطوم الحاكم نيوز

عادت مساء أمس وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق والوفد المرافق لها إلى البلاد بعد رحلة شملت الولايات المتحدة حيث خاطبت جلسة مجلس الأمن الطارئة حول سد النهضة، ومنها إلى روسيا الاتحادية حيث تناولت الزيارة العلاقات الثنائية مع روسيا في كافة المجالات وتكللت المباحثات بالنجاح وفتحت آفاق أرحب للسودان في إطار انفتاحه نحو العالم وتوصيل موقفه حول أزمة سـد النهضة.

حيث شارك الوفد في الجلسة الطارئة لمجلس الآمن بنيويورك، حول تطورات ملف سد النهضة الإثیوبي الأخيرة الذي انعقدت في الثامن من یولیو الجاري، والذي جاء استجابة للطلب الذي تقدم به السودان ودعمته جمھوریة مصر العربية.

و عقد الوفد لقاءات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن فور وصوله إلى نيويورك قبل انعقاد الجلسة بأربعة أيام، بما في ذلك فرنسا والتي تتولى رئاسة المجلس، حيث شرح الوفد باستفاضة موقف السودان من تطورات الملف موضحاً الأسباب التي تقف خلف إعادة المسألة إلى المجلس مرة أخرى، كما أوضح الوفد بأنها ليست قضية مياه أو تداول، وطالب السودان بدعم موقفه استناداً إلى الدور الوقائي المناط به المجلس في حفظ الأمن والسلم والاستقرار في الإقليم.

وناقشت السيدة الوزيرة مع الأمين العام للأمم المتحدة عدة قضايا تهم السودان كما أوضحت له موقف السودان في ما يلي سد النھضة وطالبته بلعب دور أكبر في هذه القضية.

وأشارت الوزيرة الى دعم مجلس الأمن لموقف السودان استناداً على تطابق العناصر التى دعا لها المجلس والتي تضمنھا خطابنا لرئیس مجلس الآمن وهي استئناف المفاوضات وعودة الأطراف الثلاثة إلى طاولة النقاش تحت مظلة الاتحاد الأفريقي بغرض الوصول لاتفاق خلال إطار زمني محدد،كما دعا إلى ضرورة النأي عن الخطوات الأحادیة أو القیام بأي أعمال أو تصريحات من شأنھا تقویض عملیة التفاوض.

وقالت “فإن انعقاد الاجتماع في حد ذاته ُیعد انتصاراً للسودان من حیث أن المجلس قد اعترف بوجود قضیة تستحق مناقشتھا” ،وتوقعت الوزيرة أن یصدر المجلس، خلال الأیام المقبلة، مخرجاً یُعِّزز الاجتماع ویعالج الموضوعات التي تحدث عنھا السودان.

وأكدت الوزيرة أن السودان لا یعترض على حق إثیوبیا في استغلال مورد النیل الأزرق، إنما یدعو فقط أن یكون ذلك في إطار إتفاق ُیمَكن إثیوبیا من الاستفادة من سد للنھضة و ُیجنب بلادنا مضاره عند الملء والتشغیل.

ولدى زيارتها لروسيا والتي امتدت لثلاث أيام غطت كافة مجالات التعاون الثنائي بين السودان وروسيا الاتحادية، وأكدت الزيارة من خلال نشاطاتها المتنوعة السياسية والاقتصادية والثقافية المنهج الكلي في التعاطي مع روسيا والحرص على أن يشمل ويغطي التعاون كل المجالات ذات المصالح مشتركة.

حيث تم تبادل وجهات النظر في الإطار السياسي الصحيح لتطوير العلاقات الثنائية والاتفاق على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية فضلاً عن التعاون العسكري، كما اتفق الجانبان على عقد لجنة التشاور السياسي خلال الأشهر القليلة القادمة.

واستعرضت المباحثات التطورات الإقليمية ذات الأهمية المشتركة للجانبين خاصة فيما يتعلق بسد النهضة والتأكد من فهم الجانب الروسي لموقف السودان على أثر التطورات الأخيرة خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة.

حيث أكد الجانبان على استمرار التنسيق السياسي في المحافل الدولية إزاء التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي الجانب الاقتصادي رحبت وزيرة الخارجية بالموقف الروسي إزاء اعفاء ديون السودان ضمن نادي باريس، وتم الاتفاق على تفعيل آليات العمل الاقتصادي المشترك بين البلدين وتحديداً اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي، كما قدمت الوزيرة الدعوة للجانب الروسي لانعقادها في الخرطوم قبل نهاية العام الحالي 2021.

ورحبت الوزيرة برغبة الجانب الروسي في توسيع استثماراته في السودان لاسيما في مشروعات البنية التحتية بما يشمل الطاقة والنقل.

فيما تم عقد لقاءاً ناجحاً نظمته غرفة التجارة والصناعة الروسية مع عدد من رجال الأعمال والشركات الروسية، سيكون له مابعده ، وفي ضوء الحماس والجدية من جانبهم في العمل مع السودان في المجالات المختلفة خاصة بعد أن مهدت خطوة اعفاء الديون الروسية الطريق أمام المستثمرين وجعلت من الممكن بالنسبة لهم الحصول على الضمانات وامتيازات الائتمانات التي تقدمها الهيئات الحكومية والمؤسسات المالية الروسية المختصة لهم .

وقفت الوزيرة ووفدها من خلال زيارتها لجامعتي العلوم الإنسانية في موسكو وجامعة بطرسيبرغ على الرغبة الأكيدة لدى هاتين الجامعتين في تطوير علاقاتهما مع المؤسسات التعليمية السودانية في كل التخصصات والمجالات والفرص الهائلة التي يمكن أن تُقدم في مجالات التعليم العالي والتدريب ورفع القدرات للشباب والمتخصصين في المجالات المختلفة، خاصة بالنظر الى الإمكانات الهائلة التى تتمتع بها هذه الجامعات من حيث بيئة التعليم والمختبرات الحديثة في شتى المجالات العلمية والبحثية، الغير المحدودة فرص للجامعات السودانية والطلاب في التعاون مع الجامعات الروسية وتطوير وسائل وتقنيات البحث العلمي.

هذا وقد كانت الزيارة سانحة طيبة لالتقاء الوزيرة بالجالية السودانية في روسيا من طلاب ومقيمين، حيث استمعت الوزيرة الى مشاكلهم ومقترحاتهم فضلاً عن مقترحاتهم في تطوير أوجه التواصل والتعاون بين السودان وروسيا، وأكدت سعيها في سبيل معالجة المشاكل التي طرحوها بالتنسيق مع الوزارات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى