محمد ادريس يكتب : رحلة مع سلطان دارفور..!!

الخرطوم : الحاكم نيوز
التاريخ فيه كثير من المغالطات ولكن الثابت أن دينار في اللغة المحلية بدارفور تعني(هذه نار)،وتطلق على المحارب القوى الشجاع في الثقافة السودانية (رجل من نار)، وتقول الروايات أن والدة السلطان على دينار هي من أطلقت اللقب وتقصد الشجاعة والإرادة التي قاوم بها المستعمر الانجليزي.. والحفيد أحمد أيوب دينار السلطان الحالي هو قطرة من ذلك البحر.. يكتب الآن تاريخ جديد للسلطنة يمازج فيه بين الماضي التليد والمستقبل الأخضر..!

عندما رافقته إلى الفاشر الإسبوع الماضي وهو ضمن وفد رفيع المستوى بقيادة الدكتور الهادي إدريس، عضو المجلس السيادي ورئيس الجبهة الثورية وقيادات في حركات الكفاح والحرية والتغيير ،تلمست إهتمامه وانصرافه نحو هموم النازحين واللاجئين لدرجة أنه لم يعد في ذات اليوم إلى الخرطوم مع وفده بل مكث أكثر من اسبوع بمعية أعيان الإدارة الأهلية يواسي الأرامل ويقدم المساعدات لليتامى ..

كيف لا وهو كبير القوم في مقر السلطنة متفقدا أحوال عشيرته وأنصاره،وقد طوت دارفور صفحة الحرب إلا أن الافرازات الإجتماعية ماتزال ماثلة لايحقنها بالتسامح والسلام الاجتماعي والمصالحة الوطنية إلا بوجود السلطان ورفاقه الحادبين على بناء المجتمع،على غرار (نتسامح ولكن لن ننسى) كما في التجربة الروندية التي قادها الرئيس الملهم( كاجامي) بانضباط وعزم رجال الجيش حتى صارت الهوية الروندية هي الغالبة وتلاشت الفوارق الاثنية
.. والبداية كانت من محاكم (جاكاكا) محاكم محلية لتسوية النزاعات الأهلية.. بالمناسبة إتفاق جوبا نص على إقامة محاكم محلية في دارفور لتحقيق العدالة الانتقالية..!

لفتة بارعة من الوالي نمر أن يكون في معيته كبير الإقليم ، مردود ذلك انعكش فوريا في الاستقبالات الحاشدة والحفاوة التي هي شارة النجاح والانطباع الأول،ثم كانت المطالبات الشجاعة من السلطان باسترجاع كل مااخذ من ممتلكات السلطنة وأراضي قصر السلطان التي شيدت في مكانها مرافق حكومية، لتعود إلى أصحابها كما عادت ممتلكات كثيرة تمت مصادرتها في وقت سابق ..!

الصورة الباهرة والأكثر جمالاً ضمن زيارة معسكر النازحين، كانت من السلطان حينما تبني ابن العمدة ساجو سيف الدين وتكفل بدراسته بتركيا وعلاج والده..صورة السلطان الحريص على تعليم ورعاية وإغاثة أهله..!

وبذلك يقدم سلطان عموم الفور الشاب نموذجاً في قيادة أهلية شابة مواكبة لاتنتظر محاصصات ومكاسب شخصيةباللهث خلف المسؤولين،إنما نموذج مختلف قائم على خدمة الناس وتسخير الإمكانيات والعلاقات في خدمتهم.. وهي بمثابة دروس مجانية لبعض ممن ينتفعون من عمل الإدارات الأهلية ويحيلونها إلى حلبة صراع سياسي بالتحريض وإغلاق الطرق والعبث بالأمن الاجتماعي وتنظيم المواكب للبسطاء والمغرر بهم
ثم تكون الحصيلة فتن وصراعات وتقاطعات إقليمية .. هذا هو الفرق بين القادة والمهرجين..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى