ابراهيم عربي يكتب : ماذا لو إتحد دارفور ؟!  (1 – 3)

الخرطوم الحاكم نيوز
ماذا لو إتحد دارفور؟! سؤال إستدراكي له ما بعده ، إتخذته منظمة شباب من أجل دارفور (م ، ش ، ا، د) شعارا لها ، وبالطبع له أهداف ورسالة ومدلولات ومطلوبات ، وأعتقد الإجابة علي سؤال كهذا ، يجب أن تسبقه الإجابة علي العديد من الأسئلة المماثلة والمترادفة ، هل يمكن أن تتحد دارفور ؟ وكيف يمكن أن يتم ذلك وعلي ماذا ؟! ، وعلي أي أسس وضوابط ونظم يتم الإتحاد ؟! وماهي مقومات ومطلوبات ذلكم الإتحاد الذي إتخذته منظمة شباب من أجل دارفور شعارا لها ؟! .
أولا دعونا نفذلك معنى أو لفظ أو كلمة إتحاد التي إتخذتها منظمة شباب من أجل دارفور شعارا لها ! يقول (عمنا قوقل) الفعل اِتَّحَدَ ، اِتَّحَدْتُ ، أَتَّحِدُ ، اِتَّحِدْ ، وإتحاد باللغة الإنجليزية معناها united أي إجتماع أكثر من شيء ليصبحوا في النهاية شيئا واحدا ، وكلمة اِتِّحَادٌ لها عدة مترادفات ومتطابقات منها إِئْتٍلاف ، إِتّفاق ، إِجْتِماع ، إِرْتبَاط ، إِمْتِزَاج ، إِنْخِرَاط ، إِنْدِمَاج ، إِنْضِمَام ، تَآلُف ،  وأيضا لها متناقضات منها إِخْتِلافٌ ، إِفْتِراق ، إِنْشِقاقٌ ، إِنْفِصالٌ ، إِنْقِسام ، تَشَتُّتٌ ، تَفَكُّكٌ ، تَنازُعٌ ، تَنافُرٌ ، تَنَاحُرٌ وغيرها .
صحيح أن الإتحاد يعني ضم كيانين أو أكثر مختلفين فيما بينهم من أجل الحصول على كيان واحد ، ولكن ليس ذلك المفهوم الوحيد ، فالإتحاد مفهوم أعمق وأشمل وهو عبارة عن عملية تذويب كيانين أو أكثر سويا من أجل تشكيل كيان واحد ، بحيث يتساوى الجميع في الخير والشر والتطور والنماء وبل في القوة والإخلاص والوفاء والعطاء للكيان المتفق عليه بلا حدود ، وبالتالي لا تبقى هنالك خصوصية للفرد المتحد لنفسه في شيئ إلا في حدود ما يتعلق بالأمور الشخصية الخاصة به ، وهذا إعتقد ما هدفت إليه منظمة شباب من أجل دارفور ..!.
وهنالك العديد من النماذج للإتحادات حول العالم كما هو كائن في الولايات المتحدة الأمريكية والاتِّحاد الأوربيّ ، اتِّحاد المغرب العربيّ وغيرها من الإتحادات المهنية المختلفة (الصحفيين ، المهنيين ، الأطباء ، المزارعين ، الرعاة ، الحرفيين ، المعلمين وغيرهم من الإتحادات الإقتصادية والمجتمعية من منظمات دولية وإقليمية ومحلية ونقابات وجمعيات) ، وبلاشك ولاريب أن في الإتحاد قوة ومنعة ويعتبر مصدر فخر وإعتزاز وأهلنا يقولون (إيد علي إيد تجدع بعيد) وتلك حكمة المهلب بن أبي صفرة لأولاده (تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسراً ، وإذا إفترقن تكسرت آحادا) .
الباحث والمتأمل وبل المراقب يجد أن مفهوم الإتحاد قائم بشكل أساسي على تفضيل الشخص للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، سواء بالتنازل عن حقوقه من أجل المصلحة العامة أو في العطاء الذي لا مقابل له أو في معاونة إخوانه أو رفاقه الذين يعيشون معه في نفس المجتمع ، وهو ما يعود بالنفع والفائدة على الكل ولو خصما عليه ، وبالتالي أطلقت منظمة شباب من أجل دارفور ذلكم السؤال ماذا لو إتحد دارفور؟ أطلقته شعارا لها لأجل النهوض بدارفور أرضا ومجتمعا .
علي كل يظل السؤال الجوهري قائما ماذا لو إتحد دارفور ؟ ولكن ماهي مقومات ومطلوبات ذلكم الإتحاد الذي إتخذته منظمة شباب من أجل دارفور شعارا لها ؟! ، أعتقد هذا ما يجب أن يجيب عليه الشباب أنفسهم من خلال الواقع عمليا (وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي .. وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا ، وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ .. إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا) .
نواصل ….
الرادار الأحد .. الرابع من يوليو 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى