مازن عليش يكتب : التهميش والمهمشين

بقلم: مازن عليش
الفئة التي تعاني في أي مجتمع الفقر والجوع والمرض وويلات الحروب وغياب البنى التحتية، هي فئات لا تحتاج إلى رفع السلاح دائماً، ولا تحتاج شخص ينادي بحقوقها بشعارات الحرية والعدالة والديمقراطية ويصبحوا وقود حرب أهلية مستمرة، ولا يحتاجون أيضاً إلى الإنفصال كحلاً ومخرجا من الأوضاع المذرية التي يعيشونها، خصوصاً إن كان المجتمع يعيش في ظل الأمية والجهل وقائم على تنوع وتداخل قبائل.

إن تسليح العقول أولى من تسليح الأيادي، لذلك المهمشين فئات تحتاج إلى أن يتم توعيتهم بما هي العدالة الإجتماعية؟ ما هي الديمقراطية؟ ما هي المساواة؟ ما هي الحقوق والواجبات في الدولة. ليست مساندة لحزب أو جماعة استأثرت بالحكم وفضلت نفسها وظلمت فئة اخرى طائفيا وقبليا أو حزبيا، وفي ذات الوقت لا اجرم من يتخذون الحرب وسيلة للتغيير، لكنني كرجل يحب السلام في نظري مهما كان التغيير السلمي طويلا ومعقدا فهو أفضل من الحرب والأثار التي تتركها من ايتام وأرامل وجرحى ومعوقين الشلل والاطراف المقطوعة واللاجئين والمشردين والفقر والمرض والفاقد التربوي والأكثر خطورة فكر الإنتقام وإستحالة السلام الحقيقي ولو إنتهت الحرب بالإضافة إلى إمكانية نشوب حرب اخرى في ظل إنقسام الفئات التي تقاتل وتكتلها قبليا أو طائفيا، والواقع ملئ بالأمثلة من حولنا في ويلات الحروب وتحول المجتمع من آمن إلى خطير وإرتفاع حدة العنف والتطرف وعموما تغيير من سئ إلى أسوء.
*المعاناة التي يعيشها المهمشين في كل مكان، هي نتاج غياب الوعي في الحياة، كثرة الإنجاب، الفاقد التربوي، تعدد زواج الرجال وإضاعة حقوق الأطفال” الرعاية والتربية والتعليم، عدم التضحية من الكبار والأنانية من الأهل الأغنياء بالتكفل بإقاربهم الفقراء الأذكياء، عدم وجود التخطيط في الحياة، تقليل الذات وإضاعة القدرات والمواهب والإمكانيات.
*حقيقةً التهميش معضلة تتطلب تضافر جهود أبناء هؤلاء المهمشين في أن يمشوا بين أهليهم وعيا وتمثيل دور القدوة الحسنة تكاملاً مع الدولة ومواطنيها لرفع درجة الوعي في تلك الفئات المهمشة الضعيفة، تدعيما للدور المدني ومنظمات المجتمع المدني في خلق برامج توعية وورش عمل لبناء المجتمعات على سبيل المثال لا الحصر:
1. الصحة الإنجابية.
2. حقوق المرأة والطفل.
3. أهمية التعليم ورفع سقف الطموح.
4. الحاجة للحوار لدعم السلام الإجتماعي.
5. نبذ العنف ببرامج اللاعنف وبدائل العنف في حل الخلافات.
6. برامج التنمية البشرية، تقدير الذات والإيمان بالقدرة على النجاح، الطموح، عدم الإستسلام، كيفية الإبداع، كيفية الإسهام في الحياة …الخ من برامج بناء الإنسان وإدارة حياته للنجاح والتفوق.

عدم وجود المعرفة بالتوعية الصحيحة يجعلهم فئات تتعرض للإستغلال والإضمحلال والإنقراض تحت ظل مفاهيم دينية طائفية أو سياسية أو عرقية من الداخل والخارج تبقهم في صراعات مستمرة ومعاناة دائمة.

فالأموال التي تنفق في الحروب أولى بها برامج التنمية المستديمة، خصوصاً سعر السلاح أو معدات القتال والحرب مكلفة ويمكن أن تبني مدارس، تكسي عرايا وتطعم جوعى بعدد هؤلاء الشعوب المغلوب على أمرها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى