بقلم : علي العمودي
كاتب بصحيفة الإتحاد الإماراتية
تربطنا بالسودان الشقيق روابط تاريخية تفوح ثناياها عطراً وعطاءً ومحبة وتقديراً، تتدفق بعمق وغزارة ملتقى النيلين، تردد أصداؤها صحاري وأودية وشطآن الإمارات، تحف بضفافها معان وصور زاهية للوفاء والثناء لبدايات جليلة عندما فتح السودان أبواب جامعاته وكلياته العسكرية والشرطية لأبناء الإمارات، تحيط بهم قلوب أبنائه وسماحة خُلق أهله وطيب معشرهم.
تعززت الروابط مع تدفق السواعد السمراء في بواكير مرحلة بناء الإمارات لتساهم بخبراتها في مختلف جوانب المسيرة المباركة سواء في قطاع العمل البلدي أو الإعلام والتعليم والطب وغيرها، وقد كانوا خير سفراء لبلادهم بدماثة خلقهم وتواضعهم وتكاتفهم، لا يستقبلك المرء منهم إلا باش الوجه طلق المحيا مرحباً بك بتلك العبارة ذات المفعول السحري في كسر الحواجز..«حبابك عشرة».
وعندما توالت الخطوب على هذا البلد الجميل، كانت الإمارات في مقدمة من هرعوا للوقوف إلى جانبه لتجاوز الظروف التي ألمت به.
اليوم مع هذا الظرف العصيب والاستثنائي الذي يلف العالم جراء تفشي جائحة كورونا، بادرت الإمارات بإرسال عشرات الأطنان من المساعدات الطبية والإنسانية كمساهمة في تعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية ومكافحة الجائحة التي شلت الحياة على مختلف الصعد في كل ركن من الكرة الأرضية.
وإلى جانب المساهمة الرسمية الإماراتية حرصت الدولة من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على دعم الحملة التي أطلقها أبناء الجالية السودانية في وطنهم الثاني الإمارات لجمع التبرعات لدعم الجهود المبذولة من السلطات السودانية للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد – 19» والسيطرة على تداعياته الصحية والطبية.
وهي الحملة التي خصصت لها الهيئة أكثر من 300 موقع بالمراكز التجارية والجمعيات والأسواق على مستوى الدولة، إلى جانب رقم الحساب المصرفي الدولي للهيئة لإتاحته للسودانيين المقيمين بالدول الأخرى. ولكنها ليست حملة قاصرة على السودانيين بل دعوة للجميع للمشاركة والمساهمة لدعم أهلنا في السودان والوقوف إلى جانبهم للتصدي للجائحة والتخفيف من تداعياتها الكارثية، سائلين الله أن يرفع الوباء والبلاد عن بلداننا أجمعين.
ونختم بأبيات لشاعرنا الراحل حبيب الصايغ في تحيته للسودان والسودانيين:
يشهد الرمل في أبوظبي والبحر// كذا والسماء ميلا فميلا
كل زول قد رق أو شف حتى// أوشك الصعب حوله أن يزولا
أيه يا معشر الكرام وأوفى الناس// كنتم بين الحنايا نزولا.
وسيظل السودان وأبناؤه دوما بين الُمقل ووسط المهج