ابراهيم عربي يكتب : (كلاكيت التفاوض) … أحذروا هؤلاء …! 

الخرطوم الحاكم نيوز
خبر تم تمريره بذكاء شديد طارت به مواقع التواصل الإجتماعي من تحت أجندة ماكرة لصرف الأنظار بعيدا عن الخطة الأساسية (الدولة العلمانية) التي يجري  تمريرها من تحت الطاولة التي يسيطر عليها سواقط اليسار وبني علمان بجوبا ، وبالتالي جاءت مسودة الحلو التي دفع بها للوفد الحكومي ، يطالب بالأربعاء عطلة رسمية للبلاد بدلاً عن الجمعة ، مجرد بالونة لها مابعدها !.
علي العموم وافق عليها الوفد الحكومي من حيث المبدأ للتفاوض عليه ، ربما عن علم وربما جهلا بتكتيكات وإستراتيجيات وفنون التفاوض ، ولكن أعتقد قصد الحلو الدفع بالأربعاء عطلة رسمية للبلاد وإلغاء الزكاة نهائيا ، وتعدد اللغات الرسمية وتغيير المناهج ، المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق ، مجرد (تجارة بالقطاعي) لشرعنة علمانية الدولة عبر وثيقة المبادئ فوق الدستورية والتي لم تترك من الوثيقة الدستورية إلا إسمها .
قطعا الذين ذهبوا في هذا الإتجاه لا يعرفون الحلو جيدا ولا يعلمون شيئا عن سياسة وفنون الحركة وتكتيكات وفدها المفاوض المتمرس (الدكتور أحمد عبد الرحمن ، كوكو جقدول ، عمار آمون ، عزت كوكو ، جقود مكوار) ومن خلفهم الدكتوران المثيران للجدل (محمد يوسف ومحمد جلال) وحراس العلمانية دوليا وإقليميا ، قد لا يعلم وفدنا المخدوع المندفع هذا فنون التفاوض وكلاكيت المفاوضات !.
لا يخالجني شك بأن السيناريو الذي دفع به الحلو عبارة خطة ماكرة إما لتسميم الأجواء لتعطيل التفاوض في الوقت الذي (تكشن فيه بصلة الحكومة) أو لتمرير مكاسب خارج صندوق المنطقتين تحت حراسة دعاة العلمانية ، لانها ليست من قضايا الحرب عند النوبة كما ذهب بشانها القائد تلفون كوكو أبو جلحة (ثالث أربعة) أول من جندوا للحرب بجبال النوبة لمظالم تاريخية وتنموية وخدمية وقسمة عادلة في السلطة والثروة . 
سألت القائد جقود مكوار وهو من أشرس المقاتلين المورو الأشاوس ، من الذين غرر بهم لإشعال فتيل الحرب (الكتمة) وسط أهله والتي تمر ذكراها العاشرة الإسبوع المقبل ، سألته وقتها وهو مسؤول ملف الترتيبات الأمنية بالمفاوضات بأديس أبابا وكان ساعتها عرمان رئيسا كامل الدسم لوفد الحركة بأمر الحلو، ويضم الوفد الدكتور أحمد عبد الرحمن سعيد وبثينة دينار وإستيفن وكرشوم ومبارك أردول وآخرين خبراء ومستشارين ، بينما كان الحلو وعقار يتواجدان بأديس أبابا في مكان قصي دون ان ترصدهما الأعين .
سألت جقود متي تتوقف الحرب ؟ ولكن قبل ما يجيب الرجل توالت عليه الإتصالات من الميدان وكان هؤلاء ينتظرون فرحة التوقيع علي وقف إطلاق النار بشغف ، فرد القائد جقود عليهم مبتسما قائلا (ياجماعة لسع .. شغل دا بجرجروا بجرجروا ..!) ففهمت وابتسمنا معا ، وكانت العيون الخضر ونظرات وفد نداء السودان لنا بالمرصاد .
بلاشك أن جقود ورفاقه هؤلاء دخلوا الحرب خيارا مرا مفروضا، وجاءت وبالا عليهم تقتيلا وتشريدأ وتدميرا لمقدراتهم ، الآن تغيرت الظروف وأصبح الكل يبحث عن السلام المفقود بين أجندات أباطرة الحرب ولورداتها وجماعة تقاطعات المصالح ، الحمد لله نجحت المساعي فجاءت معظم أسر قيادات التمرد الخرطوم والأبيض وغيرها بداخل الوطن لأجل بناء مستقبل واعد لهذه الثروة القومية وهم قيادات المستقبل وذلك فضل من الله .
علي كل تغيرت الظروف وذهب المؤتمر الوطني بثورة ديسمبر 2019 عقب (22) جولة تفاوضية (رسمية وغير رسمية) فشلت دون الإتفاق علي مجرد إغاثة من هم في مناطق سيطرة الحركة بسبب إنعدام الثقة بين الطرفين ، بينما فشلت كافة الجولات دون أن تنجح لمجرد أن يصافح الحلو وفد التفاوض بما فيهم زملاء الدراسة وأصدقاء الأمس ، فشلت لأن المعارضة جاءتها بخيلها وخيلائها وجاءها المجتمع الدولي بقراراته وأجندته الماكرة التي تحرسها تلكم العيون الخضر !.
فشلت بسبب تلكم الكواليس والكلاكيت التفاوضية وهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة ومتشعبة ، فالمقاتلون (البندقجية) يريدون توقيع السلام وإنهاء الحرب اليوم قبل الغد ، بينما يريدها السياسيون وأصحاب الأجندات وجماعات تقاطعات المصالح تصعيدا لمكاسب ومغانم وأجندات خاصة ليست بعيدة عن مصالح النوبة ، لذلك طالت الحرب (35) عاما لم تهدأ إلا قليلا ، ولازالت تراوح مكانها في وضع خطوات تنظيم !.
غير أن الواقع هنالك عدة متغيرات ومياها كثيرة قد جرت تحت الجسر ذهب حمدوك كاودا وتصافح الحلو مع حميدتي والبرهان والكباشي وتصافح الجنرالات والجنود ، وتشابكت الأيادي بين كافي طيارة وكوكو إدريس ، حيث كانت أسواق السلام بديلا لأسواق السمبك .
بالطبع ما أصبحت ذات أدوات الحرب وتلكم العمليات العسكرية التصعيدية الميدانية التي طالت كادقلي وتلودي والعباسية ودلامي وأم برمبيطة وكالوقي والدندور وأبو كرشولا وأبو سفيفة والحمرة وغيرها بين يدي جولات التفاوض لتقوية المواقف التفاوضية ، ما أصبحت ذاتها أدوات فاعلة ، فالحلو الآن يقود وفده المفاوض وقد سبقت الجولة عقد عدة مشاورات ولقاءات ومصالحات شعبية ومجتمعية وسياسية تحت قيادته تطالب جميعها بإنهاء الحرب ولكن ..!
ولكن ..! أحذروا كواليس وكلاكيت التفاوض واحذروا بني علمان هؤلاء ، فالأوراق التي بين يديكم تسيل بين ثناياها الدماء وتتقطع بين جنباتها الأجساد إربا إربا ، فالذين أعدوها كتبوها بخبث يقصدون العلمانية دينا هاديا للدولة وحارسة للفترة الإنتقالية التي قد تمتد (عشرة سنوات) ، وأن تصبح وثيقتهم دستورا وقانونا أعلا أسموها بالمبادئ فوق الدستورية ، محصنة ضد الإلغاء والتجميد والتعديل ، إنها قنابل موقوتة موضوعة بعناية وقد تذهب بالبلاد بلا عودة فاحذروا هؤلاء .
الرادار .. الثلاثاء الأول من يونيو 2021 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى