عاصم البلال الطيب يكتب : من قتل ود الحورى وقائع السادسة والنصف الدامية بعيون البراءة بالرهد اب دكنة

الخرطوم – الحاكم نيوز

النار والرمضاء
سبحان الله تتقطع بنا السبل وهاهى المنافى والمغتربات فاعلتها، تنتفى اسباب شرود بعضنا إستجارة من نارنا برمضاء الغربة ولا يعودون كفرانا بكل الحلول الممكنة وقد تحولت لمستعصية وتقترب من المستحيلة، يبقون بعيدا لشئ ما فى الصدور أو لعدم مساورة الأمل النفوس بانطفاء النار بعد كل سقوط مدوى،، يتعذبون ويتفنون ويحتسبون إيمانا وصبرا والأيام يعدون عسى ولعل، يفقدون وينقصون إحساساً عن بعد كل ما مات شقيق أو عزيز لديهم بالكورونا او تداعياتها أو بطعنات سكارى او غير سكارى نجلاء وما هم بنجباء من يتلاعبون بنعمة العقول فى الرؤوس أو مودعة فى القلوب أو متغلغلة بين الحنايا، كثيرون أعرفهم ممن هجوا وبعضهم اوصلته المطار موصيا بعدم الطولة ولكني من عويناته أدركت سر عدم عودته حتى الآن وبعد مضى ثلاثين عاما لازال نيلنا هيلنا يفيض و َينحسر، استودعته الله ولباسى تى شيرتا أنيقا وشعرا أسود مسبسبا بينما الآن هنداما والسلام فضفاضا وشعرا أبيض أجعدا لازال كما سعف النخيل يقاوم السقوط لا كما شعر رأس من استودعته وآخر صورة فى الأسافير بثها قاعا صفصفا، تلك حياتنا منقوصة كل يوم من بين ايدينا ومن خلفنا، يرن هاتفى ويضئ برقم من تلك الجزر والأرخبيلات العجيبات، من ماليزيا المشارقة كما جارتها سينغافورة التى بأقصى حدودها شرقا معلما سياحيا معبدا من يبلغه مؤمنا يصلي لديه ركعتين اللهم سبحانك و آخر من فرط إعجابٍ بسحر دنيا يهتز رقصتين مع رشفتين او نفسين مضيعا نعمة تأمل العمرين، وما المعلم السياحى غير لافتة مدون عليها بكل اللغات ها هنا تنتهى الأرض وحياة الإنس وللجن ربما براحات هناك ،ود الرهد اب دكنة، ود الحورى على محمد بابكر هجر بعضا وبضا من شرقنا ويمم شرقا نهائيا ولسان حاله ليس كلنا فى الهم شرق،إبن الشمال أصلا والسجانة لحنا وشحما ولحما الدكتور امير سيد أحمد خليفة حسبه وكفاه توصيفا بنونته لأستاذنا سيد أحمد خليفة الرقم صعب التأتى والتخطى، أمير صادقته بصداقتى وعلامتى الفارقة مع ابو السيد، أمير مما قام مسروق منافى ومغتربات بعيدة وموجوع فيها بفراق يستلذه وفي كل حقبة عمرية يستزيده، عاش روسيا نسيبا وكما لاتينيا فى كولمبيا جيفارا و فيدل كاسترو وينتهي به الترحال الآن ببلد الآنجلوساكسون ولا أدرى أمحطة أخرى فى الإنتظار أم تراه لعصا الترحال واضعا؟ ود الرهد اب دكنة وطأ لمهاتفته برسالة واتساب إستئذانية رحبت بها قبل أن ترتد إليه وطرفه، عاجلنى بها قبل إكمال حروف الرد موافقة واستجابة لسودانى تأخذه الأقدار عن الديار والأهل بعيدا في ماليزيا الساحرة والمتبرجة السافرة جمالا وابداعا جل الخالق وللمخلوق فيها حق الإجتهاد ،ود الحورى متحليا بأدب الرهد اب دكنة يحيني ويعلمنى باتخاذه الدكتور أمير سيد أحمد قنطرة للتواصل،هى الاسافير ربما جمعت بين ود الشمال والسجانة بابن الشرق ود اب دكنة، هذا من ماليزيا وذاك فى إنجلترا وانا ثلثتهم من شمبات بشرق النيل،أقصيا شرق وغرب الدنيا يلتقيان وبينهما برزخان يبغيان وآمال معلقة وباقية. كلا الإثنين ولد َود السيد وو َد اب دكنة حل عليهما فى مغتربيهما ما يهمهما ويغمغمهما لو الإيمان ولطفه وعلو كعب الصبر به على الجزع، فقد الدكتور امير بتداعيات إصابته بكورونا شقيقه وحبيب كل معارفه يوسف سيد أحمد خليفة ليشق عليه نبأ الرحيل ويتعاظم الإحساس بالاسى والفراقين موتا واغترابا لكنه لملم جراحه ولاذ بربه فاحتمل، ود اب دكنة، ود الحورى فقد وهو فى مغتربه الشرقى شقيقه بطعنات او ما يشابهها نجلات ربما متتاليات بينما هو امام منزله بالرهد والدنيا مغرب ليبلغ نبأه الشقيق فى المشرق البعيد، يا احباب والجنس بشرا ولو لم يجمع فإن المصائب يجمعن المصابين،ود أب دكنة على استجار فى ما يبدو بولد ود السيد ليعينه فى نشر قضية مقتل شقيقه بصُحفيته واعلاميته لتكون قضية رأى عام ودرأً للتكرار ولكن ولشئ فى نفسه أشار أمير قبالتى مستأنساً ربما مستبصرا قدرة على الفعل وهأنذا فاعل.

عقارب الشرق
جمال محمد بابكر الحورى الشقيق الآثر أب دكنة على ما سواها، يقيم هناك راعيا لكباره وأسرته الصغيرة زوجته وصغيريه وضاح ومحمد ذوى الأربعة والسنتين ربيعا، ساعيا فى الأرض بين الناس بالحسن والخير مشعا لمن حوله طاقات إيجابية وعن بعد يبثث السكينة والطمآنينة فى فؤاد الشقيق المسافر بعيدا ضاربا فى الأرض ناهبا لخيره وأهله وبلده، ومثله تحاوره الهواجس وتساوره الظنون والغربة بعض من حرقة و فرقة ومران على نكبة، تشير عقربا ساعتها وقاضيتها للسادسة ونصف مساء بالرهد اب دكنة وفى ماليزيا يعانقان ما بعد منتصف الليل والبعد بين المشرقين عظيم، ود الحورى على يغط فى نومة عميقة او يسعى بين الماليزيين لاصابة ما هاجر إليه هجرا لأب دكنة بينما شقيقه جمال يقرر فجأة إستجابة لقدر مستخبئ محتوم الخروج بطفليه لجلسة سودانية معهودة امام حرم المنزل بعد إستئذان الزوجة ام على وضاح لمناسبة زواج لمتها بالجوار نسائية، غادرت الزوجة ولعلها رمقت جمالا وانصرفت وما ظنت صغيرها يلحقها مهرولا وحيدا وصائحا وسط اللمة بصرخة يا امى ابوى قتله صاحبه ،بلغت دار المناسبة وأجواء الفرح تنتثر فوقهن وعروستهن، دقائق لم تمض وجمال فى ضفة الحياة الأخرى مع صغيريه يلاعبهما ويداعبهما ويتجاذب أطراف السلام والتحايا مع كل مرور آمن متقطع والهدوء فى أحياء أب دكنة يسود ويعم مع إرخاء الليل السدول على مسرح ساكن، الكرسيان خاليان وجمال وقوفا يراقب الإبنين خوفا باحساس ابوى يفقدانه كما هى مشيئة المقادير بعد لحظات وعواء الموت ودويه يخالج هناك أصوات فرحهن ويتداخل مع فرح أم الصغيرين زوجة جمال التى ما كانت تدرى بينها والترمل عد خطاويها بين بيتها وبيت المناسبة، هذه الأجواء ترسّمتها وبعضها تسقطّته من رواية على ود الحورى المكلوم، اما ما جرى وراء آستار تلك الليلة المسدلات كما شعورهن هناك يرويه خطفا وفطا على ود الحوري تجنبا للتصورات المرعبة وتخيلات الغائب البعيد، لم يعد يجد وينفع إبلاغ المصاب ولو جلل غير دفعة وصدمة واحدة والأسافير سباقة وِملوانة،وما أبلغوه على عن وقائع السادسة والنصف مساء أمام منزل شقيقه جمال فظيع كل ما تكرر وبات يتطلب تحليا بالإحساس بالأمن الذاتى وتسلحا، لازلنا دولة قائمة ومثل ما جرى بتلك الليلة اثبات وقائعه ومضابطه دليل على قيام الدولة اوقيامتها، وددت ربطا ما جرى بود الحورى وبين بواقعة نهب زميلنا الصحفى عزمى بقلب الخرطوم لكنى خشيت توسعة رقعة الذعر والرابط بين الحدثين جرأة علنية إجرامية، وعزمى خسر مالا ولله الحمد وود الحورى فقد الروح شهيدا مغدورا، إذ مر به وصغاره وفقا للاقوال الاولية المتناثرة من يظن أنهما سكارى ما ربطت سكرتهما إلا أمام بيت ود الحوري جمال، وقفا يتشاجران، طلب إليهما مغادرة حرم بيته والعراك بعيدا،لم يستجيبا مما رواه الصغير وأقبلا عليه بنصل او ما شابهه طعناً فأردياه قتيلا أو كان مافعلاه سببا والقطع فى ذلك عمل مؤسسات دولة نظامية وعدلية لا زالت قائمة بيد أن إمكانية تكرار ما حاق بود الحورى وارد مما يتطلب سن وإعادة تشريعات أشد ردعا، هذا بعيدا عن هذة القضية وفتواها بأيدى العدالة،وأعجبنى ود الحورى على وهو يشيد بنهج العمل الصحفى الحافظ لحقوق الكافة دون مساس بحق أحد حتى لو كانوا ممن يتم التحفظ عليهم كمتهمين فى قضية مقتل أخيه ود الحورى جمال، وننتظر مزيدا من الوقائع والتفاصل ونمنح ذوى الاختصاص وقتا لاقامة العدالة معضلتنا الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى