ابراهيم عربي يكتب : (أحمد هارون) … مشاهدات جلسة تحقيق لم تتم (1 – 2)

الخرطوم الحاكم نيوز
تم إستدعاء مولانا أحمد محمد هارون للمثول أمام لجنة التحقيق الخاصة بأحداث دارفور للمرة الثانية خلال أكثر من عامين قضاها الرجل حبيسا بسجن كوبر (سمبلة) ، غير أن الإستدعاء هذه المرة جاء علي عجل ربما لتسبق به النيابة مقدم وفد الجنائية إلي الخرطوم ، ومن الواضح إنها تعمدت تأخير الإعلان لشئ في نفس يعقوب ! ، ولكنها إن كانت تقصد إرباك المتهم وإنتزاع معلومات خاصة بها ، فإنها بكل تأكيد تكون قد أخطأت الهدف مع شخصية مثل مولانا أحمد هارون (قاضي وسياسي محنك) ، وحتي تكتمل الصورة دعونا نرصد من خلال حلقتين مشاهدات من جلسة التحقيق التي لم تتم كما كان مرسوم لها !.
جاء المتهم مولانا أحمد هارون لمقر النيابة الكائن بمقر مجلس الصداقة الشعبية بشارع الجامعة قرب بيت الضيافة وسط حراسة مشددة (جيش ، دعم سريع ، شرطة امنية ، شرطة العمليات  وشرطة السجون) وليست جديدة بل ظلت بذاتها حالة ملازمة للرجل وملفتة للنظر حتي عندما كان هارون مستشفيا بكل من (علياء ورويال كير والشرطة ويستبشرون) ، وليس ذلك فحسب بل عندما تم نقل مولانا من مستشفي الشرطة إلى مركز العزل بمستشفي يونيفرسال إثر إصابته بكرونا العام الماضي وكان أول مريض والمريض الوحيد بذلك المركز لحوالي أسبوعين ! ، حضر للإشراف علي إجراءات تحويله الفريق شرطة عثمان يونس نائب مدير عام الشرطة ومعه عدد كبير من قيادات الشرطة للإشراف علي عملية التأمين لحركته وضم موكب الحراسة ترسانة من (24) عربة تاتشر مسلحة من مختلف الوحدات و(أربعة) مدرعات و(ثلاثة) إسعافات متماثلة ( لزوم التمويه) .
كان قبلها روجت جماعة حزب الشائعات فرية فطيرة لم تقنعهم أنفسهم ناهيك عن الآخرين ، قالوا أن مولانا أحمد هارون قبض عليه في محاولة لتهريبه من مستشفي الشرطة ، حقا هؤلاء لا يعرفون أحمد هارون ! ، علي كل سأل هارون نائب مدير عام الشرطة مستغربا (الحاصل شنو.. ؟ وبالطبع لم ينتظر منه ردا .. قائلا (أنا عندما كنت واليا لجنوب كردفان وفي ساعة (الكتمة) كنت أتحرك لتفقد القوات في الخطوط الأمامية لم تكن حراستي بهذا الحجم) !،  واطلقها ضحكة بسخرية (كانوا ناس اللواء هبيلا واللواء بشير مدير الشرطة وقائد الجيش بكادوقلي كانوا وقتها مضيعننا ساكت ..!) .
علي العموم جاء هارون الجلسة مرتديا جلبابه المخطط الذي كان كثيرا مايظهر به في المناسبات ولكنه هذه المرة جاء يتوكأ علي عصا طبية جراء عمليات جراحية متعددة أجريت له بركبته إثر إصابته بغضروف في الركبة بالسجن ، وقد راجت وقتها أيضا شائعات ساخرة عرفت ب(الطشط) قالوا أن مولانا هارون تعرض للضرب بالطشط من قبل أخيه الجنرال عبد الرحيم محمد حسين ، علي كل وصل مولانا هارون متأبطا دفتر أوراق ومعه أخيه المهندس آدم الفكي والي جنوب دار فور الأسبق والذي خلفه واليا لجنوب كردفان . 
كالعادة دلف مولانا أحمد هارون واثقا من نفسه إلي النيابة محييا أفراد القوات النظامية وظل يوزع قفشاته عليهم وهم يبادلونه التحايا بصورة لا يمكن لأي مراقب أن يتجاوزها ، واضح أنها مكتسبة من خلال فترة عمل أحمد هارون وزيرا للدولة بالداخلية وواليا لكل من ولايتي جنوب وشمال كردفان ، إذ صنعت تلك رباطا وجدانيا وكيمياء تواصل لافت للنظر بينه وبين أفراد القوات النظامية !.
وصل هارون ولم يكن بمقر النيابة ساعة وصوله سوي ضباط وأفراد الشرطة العاملون بالنيابة والمرافقون له ، فسألهم بعد مرور حوالي الساعة بقفشاته المعهودة (ياشباب كدي أفقدوا السادة المستشارين ، مايكونوا تم رفدهم من قبل لجنة إزالة التمكين بقراراتها التي تمت إذاعتها في الليلة السابقة ؟) ، علي العموم حضر المستشار أبوقراط ومن بعده المستشار مبارك .
غير أن مولانا المستشار الدكتور الهادي مكاوي رئيس لجنة التحقيق في أحداث دار فور وهي اللجنة التي تتولي التحقيق مع مولانا أحمد هارون ، قد شكل غيابا عن الحضور ، لم يحضر إلي أن غادر مولانا هارون سرايا النيابة عصرا وقد علمنا أن مولانا الهادي ورغم رئاسته للجنة إلا أنه لم يحضر أيا من جلستي محاولة التحقيق مع مولانا أحمد هارون سواء الجلسة السابقة التي أجلت أو هذه الجلسة ، وتفيد متابعاتنا والتسريبات المتداولة أن الرجل لديه رأي واضح في أعمال هذه اللجنة رغم تكليفه برئاستها !.
ولكن من الواضح أن مولانا أحمد هارون كان يبحث عن تسجيل هدف مبكر في مرمي النيابة ، فسأل منذ بداية أعمال الجلسة عن موعد حضور وفد الجنائية إلى البلاد ؟! وسط دهشة اللجنة ، وكان هارون يعلم بأن تحريك اللجنة لأعمالها كما حدث سابقا إرتبط إما بزيارة وفد من الجنائية أو رحلة لأحد المسئولين لدولة الإمارات ؟! ، وقد تبين ذلك من خلال الإعلان الرسمي للجنائية الدولية ؟ وبالطبع ليس الأمر مجرد صدفة (ما وراء الأكمة ماوراءها) .
ربما إستخدم مولانا أحمد هارون (الحاسة السادسة) ولذلك كان مصرا علي إستفسار عضوي اللجنة عما إذا كانا متأكدين من أن غياب رئيسها ليس بسبب فصله ؟ وعما إذا كانا الإثنين معا متأكدين أنهما لم يتم فصلهما؟ أيضا وسط دهشة !غير أن المدهش حقا إنه قد ثبت بعد إنتهاء التحقيق أن المستشار أبو قراط كان ضمن قائمة المستشارين المفصولين بالكشف الذي ظهرت معلوماته التفصيلة عصر ذلك اليوم أي عقب نهاية الجلسة .
مع إنعقاد جلسة التحقيق أعاد أحمد هارون إستفسار اللجنة عن الوقائع والإجراءات الخاصة بالتحقيق أهي تلك المتعلقة ببلاغ الجنينة أم متعلقة بإجراءات لاهاي ؟!، ومع إصرار اللجنة علي إنها تعمل وفقا لمرجعية بلاغ الجنينة للعام 2006 ، فجر مولانا أحمد هارون أمام اللجنة مفاجأته الأولي في شكل سؤال (هل تم إحضار يومية تحري ذلك البلاغ من شرطة مدينة الجنينة ؟! .
نواصل …
الرادار .. الجمعة السابع من مايو 2021 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى