ابراهيم عربي يكتب: (العمال في عيدهم) … ضيعوك ودروك ..!! 

الخرطوم – الحاكم نيوز
مر العيد العالمي للعمال في الأول من مايو لهذا العام 2021 مرور الكرام في السودان لا حس ، لا صوت ولا خبر علي المستوي الرسمي والشعبي ، فالبلاد تمر بأزمة كما العالم ، فالناس كل مشغول بنفسه في لحظات إحتضار ، الوطن يتهاوى آيلا للسقوط ، في ظل حكومة بذاتها تترنح شمالا ويمينا ومجتمع (مخدر) تايه بين هؤلاء وهؤلاء ، بين غدر العملاء وضربات تقاطعات المصالح المؤلمة وكيد أصحاب الأجندات الماكرة ، مر عيد العمال هكذا دون أن تتذكره مكونات (قحت) التي تربعت علي كرسي السلطة حين غفلة من الزمان علي جماجم الثوار ، مع الأسف حتي الحزب الشيوعي الذي كان يدعي تبنيه قضايا العمال والمسحوقين ، يبدو أنه تخلي عنهم متماهيا مع الرأسمالية والليبرالية .
غير أن منظمة شباب من أجل دارفور، بعثت برسالة رقيقة لعضويتها عبر العالم تفتخر وتعتز بالعمال (الجنود المجهولون) في يوم عيدهم العالمي الأول من مايو من كل عام ، ترجو لهم حياة مستقبلية مليئة بالأمل والتفاؤل ، لا سيما أهل السودان ودارفور خاصة في ظل ظروف عصيبة تمر بها البلاد ، ونحن من جانبنا نهنئ هؤلاء الجنود المجهولين ونهديهم رائعة عملاق الفن (رحمة الله عليه) ونراها كأنها قد جاءت في شأنهم لتنصفهم في يوم عيدهم العالمي هذا 
ضيعوك ودروك .. إنت مابتعرف صليحك من عدوك 
إستغلو الطيبة في قلبك .. وبي إسم العواطف خدعوك 
حتي من كلمة حنانهم وودادهم حرموك .. الله ياخد ليك حقوووقك ويجازي الظلموك
علي العموم يعتبر الأول من مايو من كل عام يوما إحتفاليا عالميا للعمال منذ العام 1856 ، وكان روبرت أوين أحد مؤسسي (الاشتراكية الطوباوية) أول من دعا له وكان بمثابة إنتصار للعمال لينالوا حقوقهم كاملة في ظل الثورة الصناعية التي إنطلقت في بريطانيا وانداحت في أوربا علي أكتاف العمال المقهورين ، ومنذ وقتها أصبح يعرف بيوم العمال العالمي، أو يوم العمل ، وآخرين يطلقون عليه عيد الربيع والعمل ، وهو يوم مهم للتضامن مع الطبقة العاملة .
يجيئ هذا العيد في ظروف عالمية بالغة التعقيد غطت عليه تداعيات الكورونا وما خلفته من أحزان بفقد أكثر من (3) مليون شخص علي مستوي العالم فيما تجاوزت حالات الإصابات (140) مليون شخص ولازال يحصد المزيد من الأرواح في الهند وغيرها ، فانهارت الدول وانهارت إقتصادياتها وليس السودان إستثناء .
ولكنها أوضاع جاءت فاجعة علي الأسرة السودانية في ظل مرور عامين من التغيير أوصلت البلاد لمرحلة قاسية بالغة التعقيد يعيش فيها العمال ظروفا صعبة يفتقدون الأمن إلا قليلا وفي ظل إرتفاع جنوني في الأسعار وإنفلات في السوق في ظل أزمات متلاحقة إنعدم فيها الخبز والدواء ، وعن الغاز والوقود والكهرباء حدث فلا حرج ، طالت الأزمة حتي المياه رغم أن البلاد بذاتها ترقد علي بحار وأنهر ووديان وخيران من المياه .
يجيئ عيد العمال في وقت تنكرت فيه الحكومة الإنتقالية لهم ، فرمت بالعمال (كرتا محروقا) يواجهون مصيرهم المجهول ، بلا شك أن حكومة حمدوك قد قتلت أحلام الشباب وحطمت طموحاتهم وتطلعاتهم ، فغادر البلاد منهم من غادر زرافات ووحدانا ولازالت القنصليات تتكدس بمن تبقي منهم تماما كما تعج السفارات بالفارين من جحيم الوطن غادر هؤلاء بلادهم  بلا عودة لتفتقد البلاد شبابها وسواعد بناءها وتعميرها ومفجر نهضتها فارين من جحيم تلكم الأوضاع المأساوية في وقت غابت فيه المسؤولية وضاعت فيه الوطنية .
مع الأسف يجيئ عيد العمال 2021 في ظل حكومة الثورة التي جاءت علي أجساد ودماء الشهداء بشعارها (حرية ، سلام وعدالة) والبلاد لازالت تفتقد للحرية وتفتقد السلام منقوصا وأيضا تفتقد العدالة التي أصبحت مسيسة ، وليس ذلك فحسب ، بل هزمت  شعار الثورة (حنبنيهو) ، فالبلاد نفسها يهددها الجوع والعطش والمسغبة والتمزق والتشتت فيما تجاوز التضخم 400% ، بلاد تتخاطفها المحاور يمينا ويسارا .
وبالتالي مر علي البلاد عيد العمال العالمي مايو 2021وحكومة الشراكة الإنتقالية سادرة في غيها وقد سلبت الشباب القدرة والعزيمة ، شردت من شردت واغتالت آخرين لم تتوقف عند حد لجنة التمكين بأعمالها المشوهة التي ظل يبرطع فيها وجدي صالح وصلاح مناع من نشفي وخبث إلي آخر حيث طالت الفتنة قضاة ووكلاء نيابة وبل طالت لجان قانوية لفض الإعتصام ، أفقدت العدالة معناها ، فدفع النائب العام المستشار مولانا الحبر باستقالته لمجلس السيادة  واصفا أعمالها بإنها ليست (قانونية ولا دستورية) ، أدانتها المنظمات الحقوقية الخارجية وإعتبرتها عبثا واستهتارا بالقانون وإنتهاكا للوثيقة الدستورية غير المبرئة للذمة .
هكذا كافأت حكومة الشراكة الانتقالية العمال في ذكري عيدهم العالمي بقوائم جديدة من الفصل التعسفي والتشريد جاءت بها ذات لجنة التشفي  والتمكين طالت كفاءات من قضاة ومستشارىن ومهندسين وكوادر مؤهلة ومدربة وعاملين بعدد من الوزارات والهئيات ، طالت في مجملها أكثر من (10) آلاف عامل وموظف بصورة إنتقامية غير مؤسسة ، ولم يجد هؤلاء الحكومة الإنتقالية التي تخلت عنهم رغم ما حققوها من  إنجازات ومشروعات خدمية وتنموية (إقتصادية ، إجتماعية ، ثقافية وغيرها ، مع الأسف الشديد لازالت لجنة التشفي هذه تواصل إعتقالاتها للعمال وتنتهك حقوقهم ، تخمد إحتجاجاتهم المطلبية السلمية وتخمد مسيرات المطالب العدلية .
الرادار .. الجمعة السابع من مايو 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى