الطاهر ساتي فبل مغادرته الصيحة يكتب : نحو فجر جديد..!!

:: لعلكم تذكرون، فبراير العام 2020، عندما تم تكليفي برئاسة تحرير هذا الصحيفة، وثقت في الزاوية الأولى الأسطر التالية: (التحيات الطيبات لقُرّاء “الصيحة”، ونستأذنهم بأن نكون شركاء – معهم – في صناعة سلطة رابعة يُستلهم نهجها من فضائل الحرية والسلام والعدالة.. ومع زملائي الأفاضل، لا نعدكم بغير المهنية التي سنعض عليها بالنوجذ عند رسم السياسة التحريرية لصحيفتكم)..!!

:: لم يكن بيني والقارئ وعدٌ بعد التكليف غير (المهنية).. واجتهدنا جميعاً، في هيئة التحرير، لنفي بهذا الوعد، والحمد لله، إذ في النفس بعض الرضاء لما تحقق، فالكمال لله.. أي مثل كل البشر قد نكون أخطأنا التقدير في خبر ما أو رأي، أو في ذات تحقيق أو تحليل، ولكن لم تضل سياستنا التحريرية طريق المهنية بقدر المُستطاع.. وكم هي مُرهقة هذه المهنية في أزمنة الثورة والثورة المُضادة..!!

:: ولم يكن سهلاً تغيير الصحيفة مؤسسياً وتحريرياً، إذ كانت مترهلة للغاية، وذات سياسة تحريرية غير التي تتخذها حالياً، ولكن بفضل الله – ثم تعاون المجلس والإدارة – تمت معالجة الترهل بعملية جراحية (مؤلمة)، ومع حفظ كل حقوق العاملين، وبواسطة لجنة مهنية ذات سلطة واسعة، بحيث لم تكن لإدارة التحرير غير سلطة تنفيذ توصياتها (كما هي)..!!

:: و أسعدنا خلق مؤسسة صحفية ذات نظم إدارية غير مُقيّدة إلا بالمؤسسية وضوابطها الصارمة وليس الشخوص وأمزجتها المتقلبة، وهذا كان أحد أهم أهداف التكليف.. وكذلك السياسة التحريرية للصحيفة اليوم، تختلف عما كانت عليها، بحيث تقف سياسة اليوم على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، وعلى مسافة واحدة من كل الأفكار والآراء، غير موالية لحزب أو جماعة، وغير منحازة إلا لكلمة الحق و الرأي السديد غير المتطرف ولا المتنطع والمزايد، وهذا ايضا كان من الأهداف الكبرى..!!

:: وكما تتابعون، لقد تزينت صفحات صحيفتكم هذه بأقلام لها في خدمة الناس والبلد فكر وعرق وتاريخ أخضر، وبهم تحولت الصفحات إلى ملتقى الرأي والرأي الآخر، في السياسة و الثقافة و غيرها.. الواثق كمير، الجميل الفاضل، عبد الحفيظ مريود، محمد عثمان إبراهيم، الصاوي يوسف، صلاح الدين عووضة، رباح الصادق، ياسر عرمان، عبد الله مسار، عبد الفتاح عرمان، معتصم محمود، إسماعيل حسن و.. و.. هم كثر، ولهم جميعاً كل الحب والتقدير ..!!

:: أما فريق العمل، بقيادة الأخ الخلوق الغالي شقيفات، والمبدع أبو عبيدة عبد الله والمخلص الذي يحترق يومياً السكرتاية – حتى تكتمل اللوحة – هيثم موسى.. وإخواني رؤساء الأقسام (جادين، باعو، رشا، عبد الله، ناصر وسراج الدين).. ثم قناديل الصالة، المحررين والمحررات، والرائعون في القسم الفني، وأساتذة التدقيق والتصحيح.. و.. كل العاملين..!!

:: في كل عامل بالصحيفة سر هذا العطاء المتجدد يومياً.. فالأعزاء وجدوا إدارة واعية، يدير دفتها الأخ يحيى حامد بحنكة وحكمة، وبسلامة الإدارة نهضت الصحيفة، و تجاوزت متاريس؛ لتمضي نحو المزيد من النجاح.. و يمتد الشكر للأفاضل بمجلس الإدارة، د. مصطفى عبد النبي وأركان حربه.. أشكرهم على ثقتهم وتعاونهم طوال (فترة التكليف)، وقد انتهت اليوم بفضل لله؛ ثم بتوافق كل الأطراف المؤمنة بأن التغيير من سنن الحياة و أن التجويد دائماً في التجديد.. وفقنا الله وإياهم – و إياكم – إلى ما فيه خير بلادنا وشعبنا..!!
Tahersati@hotmil.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى