محمد إدريس يكتب : تشاد مابعد (ديبي)..!!

محمدادريس

لم يكن متوقعاً ولاواردا في أي من سيناريوهات المشهد التشادي الذي تم تسخينه بعامل خارجي قوي(إغتيال الرئيس) وعدم التدخل لحماية الصديق كما جرت العادة ،وان بدت ملامحه بحركة احتجاجيةرفعت شعار (تمرق بس)في وجه حكم الثلاثين عاماً من جهة،والمعارضة المسلحة
لقوى التغيير والوفاق بقيادة مهدي علي، من جهة أخرى هي معارك كانم الشرسة التي وحدت جميع خصوم دبي حتى من عشيرته الاقربين الذين يتهمونه باللعب على التناقضات الاثنية، وبسرقة ثورتهم عقب الإطاحة بحسين هبري فضلاً خصومه من باقي المكونات الرئيسية التي أقصاها من المشهد طيلة سنوات حكمه..!!

إغتيال الرئيس دبي بدي كأنه السيناريو الأسرع للولوج مباشرة إلى مرحلة تشاد( مابعد ديبي)، والتي يرجح أنها لن تكون (ليبيا مابعد القذافي) باعتبار الجهات المسيطرة على إنتقال السلطة السلسل الذي تم في ساعات ، ولكن ربما الأقرب لاحتمال أن تكون شبيهة بالجار الشرقي السودان مابعد البشير،شراكة بين قادة التغيير الجدد الذين وجهوا الدعوة للمعارضة باستئناف حوار سياسي كعنوان للمرحلة الجديدة
مابعد ديبي، مابعد الحزب والفرد الواحد، إلى تعددية تسع العسكر والمعارضة والمليشيات على السواء..!

*أغلب المراقبين للشأن التشادي والمتصلين بدوائره الحاكمة والمعارضة،في شبه إجماع بأن جهات ما عملت على إزاحة ديبي من المشهد بعد أن استنفذ أغراضه، وضمن حزمة ازاحات ستطال رؤساء أفارقة آخرين، لتشكيل قيادة بمواصفات جديدة للقارة السمراء بعيداً عن جنرالات الحروب والعشائر والديكتاتوريات العتيقة، واستبدالها بأنظمة ديمقراطية نسبياً تؤسس لمشاريع سياسية جديدةتتماهي مع تطورات المنطقة..!

*كان ديبي غارقاً في ذاتيته حتى الساعات الأخيرة من حكمه.. يتأهب للاحتفال بدورة رئاسية خامسة في إنتخابات صورية..
جولات ميدانية حول الأقاليم
وصفقات ومصالحات قبلية لتثبيت دعائم سلطته،واللعب مع الغرب بورقة التطبيع مع إسرائيل مكافحة الإرهاب، ومحاربة الجماعات الإسلامية(بوكو حرام) في مالي والكاميرون وقطع الطريق أمام الهجرات غير الشرعية نحو أوربا وهي مهمات اوكلها مباشرة لنجله في قيادة القوات الخاصة التي ابلت بلاء حسن في الغرب الأفريقي وشكلت قوة ضاربة..!

*انطوت صفحة مهمة من تاريخ تشاد برحيل الرئيس إدريس ديبي،وسجل موقف بطولي وهو ينهي حياته في ميدان القتال ،وستبدأ الآن صفحة أكثر أهمية لمستقبل تشاد الوفاق والحوار،هنالك أصوات مشفقة على محمد ديبي رئيس المجلس العسكري الجديد، الذي لايمتلك الخبرة الكافية لإدارة تعقيدات تشاد، فضلا عن أن الأصوات التي كانت خاضعة لحكم أبيه رغبة اورهبة لن تخضع بالضرورة للشاب الثلاثيني، فالجميع يترقب ماذا سيحدث عقب تشييع الرئيس في مسقط رأسه بأم جرس وعقب أيام الحداد..هل سيبقى المشهد تحت سيطرة الجهات التي نفذته أو سيخرج عن سيطرتها هذا ماستجيب عليه الايام القادمة..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى