مأمون على فرح يكتب : لحظات ساكنة

قرص الشمس
مأمون على فرح
لحظات ساكنة..

عندما ينتصف النهار وتتوهج أشعة الشمس ويصعب معها الحركة للصائم… فإن احساس التعب والعطش يصل مداه ثم لا تدرك انت الذاهب باتجاه منزلك أن هناك من وصل إلى أقصى مراحل التعب دون أن يراوده احساس الراحة ولو بعد حين في وقت يكون فيه تعبك مؤقتاً وينتهي بوصولك إلى منزلك وجلوسك بين أولادك وفي هواء التكييف والمراوح.
في رمضان شهر الرحمة يكون الإنسان متجرد من حب الذات ينظر لغيره يحس بتعب الآخرين واحتياجهم هذه سنن وغريزة وتربية دينية وجدت وستظل إلى الأبد في كل الناس، فيكونو على غير عادتهم في أيامهم العادية ويظل العطاء متاصل في مثل هذا الوقت تقربا لله بالأعمال الصالحة و امتثالا القدوة الحسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود ما يكون في رمضان وروى عن قتادة انه كان يقول : من لم يغفر له في شهر رمضان فلن يغفر له في غيره وعنه صلى الله عليه وسلم قال : لو يعلم الناس مافي شهر رمضان من الخير لتمنت امتى ان يكون رمضان السنة كلها ولو إذن الله للسماوات والأرض إن تتكلما لشهدتا لمن صام رمضان بالجنة.
وهذا وتلك الحركة الدنيوية المرتبطة بالعطف والإحسان ليست عن فراغ وإنما هي احساس وإدراك من الغير بأن هذا الأمر فيه منفعة كما يقول العلامة محمد متولي الشعراوي فقد قال حينما تنفق جنيه فأنت على يقين انك الرابح لأن الربح هنا مضاعف فما تنفقونه من خير فإن الله يخلفه وهي أنانية مستحبة لأنك تتطمع في الأجر الأعلى والمرتبة الأفضل.
وفي رمضان بغير فوائد التراحم وصلة القربى واطعام الطعام وعمل الصالحات فوائد لا تحصى ولاتعد فعن بن مسعود رضي الله عنه من صام يوماً من رمضان خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإذا انسلخ عن الشهر وهو حي لم يكتب عليه خطيئة حتى الحول ومن عطش نفسه لله في يوم شديد الحر من ايام الدنيا كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة… لذلك فإن ذات الفعل للخير مرتبط بالانانية المحببة وهي دعوة البذل والخير.
في السودان هذه القيم التكافلية موروثة وموجودة وفي رمضان تكون مضاعفة فحركة المجتمع مرتبطة بصدق في هذا الإطار التكافلي بغض النظر عن الظروف وغيرها من الأسباب فيكون هذا الوقت بالذات ينتظره الكثيرين للبذل وفعل الخير فالحياة ماضية والناس في حوجة لمثل هذه الحسنات لأن الايام تجري وليس في العمر بقية لتعوض أو تكون ضامنا انك سوف تكون موجود في عامك المقبل..
* شاهدنا نماذج مختلفة لاشكال التعاون والتكافل بين طوائف المجتمع مع اجتهادات كبيرة لمنظمات العمل الطوعي والخيرين والشباب ولجان المقاومة في داخل الأحياء وأولئك الخيرين القادمين من خارج البلاد لايلوون شيئآ سوى فعل الخير وتقديمه لمن يستحقه دون أن يعرفهم أو يعرفوه… فمرحا لهم هذا الكسب الكبير في شهر التوبة والغفران..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى