ابراهيم عربي يكتب : (المهندس جعفر) … عودة الطرق للحياة (1- 2) 

الخرطوم الحاكم نيوز
تبارت الصحف واحتفي (الموتسبون والمفسبكون) الذين يعلمون مقدرات الرجل وخبرته وكفاءته ، تباروا علي طريقتهم الخاصة في نشر خبر إعادة تكليف المستشار جعفر حسن آدم مديرا عاما للهيئة القومية للطرق والجسور بعد أن أقالته تلكم الأيدي الآثمة التي تسلطت فامتطت سرج الثورة حين غفلة من الزمان .
وجدت خطوة إعادة المهندس جعفر بعد أكثر من عام ، وجدت ترحيبا قويا من قبل زملاء المهنة بالهيئة وخارجها ، وقالوا أن عودة الرجل لقيادة الهيئة تعني عودة الطرق والكباري للحياة بعد أن عاثت فيها الأيدي الآثمة فتنة وفسادا وتشريدا ، إنها فترة عبست فيها الوجوه في الوزارة وتكلست الأفكار وتسودت النوايا وشاخت القوي فعجزت الجهود ، فتوقفت مشروعاتها فآلت ما آلت إليه الطرق من تصدع وخراب ودمار ، ولعل الطرق والكباري نفسها قد إبتسمت بعودة حاميها وراعيها ومفجر نهضتها .
بلاشك أن عودة المهندس جعفر حسن جاءت تصحيحا لعمليات (سواقة الناس بالخلا) ، وتلكم (الكتاحة) التي جاءت من بنات أفكار (أحزاب الركشة) والذين في قلوبهم مرض ، جاءوا بها لتصفية حساباتهم فإجتاحت افكارهم الهدامة الخدمة المدنية تشريدا للكوادر والكفاءات .
غير أن عملية إعادة المهندس جعفر جاءت ثمرة مراجعات وتمحيص شديد ، عقب لقاءات واسعة لوزير التنمية العمرانية والطرق والجسور عبد الله يحي ، القادم للوزارة من أدغال دارفور متصالحا ممتطيا صهوة السلام بإتفاق جوبا .
بالطبع إنها مشاورات مع المسؤولين والجهات ذات الصلة والإختصاص المهتمين والمهمومين بالوطن ، حيث قال الوزير أن القرار جاء ضمن أخري إستكمالا لمسيرة التطوير والعمل على فاعلية وجودة الأداء داخل الوزارة وبغرض ترتيب أوضاعها الداخلية لمرحلة جديدة من التنمية والخدمات ، وكان الوزير قد تعهد عقب أدائه القسم بتحقيق التوازن التنموي ، وربط كافة أنحاء البلاد بالطرق عبر فتح فرص جديدة للإستثمار في مجال البنى التحتية والطرق والجسور وهذا وقت بالطبع تحتاج البلاد فيه لخدمات رجل خبر الطرق وخبرته ثمرة (36) عاما . 
إلا أن قرار عودة المهندس جعفر حسن مديرا عاما للهيئة القومية للطرق والجسور لم يعجب (الثلاثة ورابعهم …!) المتسلبطين في الثورة ، المتسلطين علي رقاب رفاقهم المفارقين للجماعة من أصحاب الغرض والأجندات الذين ظلوا يصادرون حقوق اللجنة التسييرية للهيئة القومية للطرق والجسور لأجل تقاطعات مصالحهم الذاتية ، وبلاشك يعملون علي إعاقة التنمية والخدمات ولا أعتقد يريدون للبلاد الإستقرار والنماء والإزدهار . 
فقد جن جنون هؤلاء (الثلاثة ورابعهم ..) بإعادة المهندس جعفر لقيادة الهيئة وقالوا ما قالوا فيه من أحاديث الإفك والضلال  لشيئ في نفس يعقوب ، فانكشفت خبثهم ، (وبالطبع سنكشف أمرهم ، ومؤهلاتهم وكيف جاءوا إلي الهيئة ، في الحلقة المقبلة) ، قد يعلم هؤلاء أو قد لا يعلمون أن المهندس جعفر حسن خبيرا متخصصا في عالم الطرق والكباري وإدارتها وبل من الذين يشار إليهم بالبنان بالبلاد ، فقد تخرج الرجل من (الهندسة المدنية) في كلية الهندسة في جامعة الخرطوم (أم الجامعات السودانية) في العام 1984دخلها بالباب زمن (البوكسن) وليس من الشباك مثل جماعة الواسطات والجهويات والشلليات والمناطقية وأصحاب الشهادات المضروبة . 
وليس ذلك فحسب بل المهندس جعفر حسن ثروة قومية ، متخصص في (إدارة الطرق والجسور) ثمرة دراسات عليا في المانيا في العام 1994م ، حيث إبتعث إليها عقب منافسة شرسة ولولا كفاءته وأهليته لما نال ثقة زملاءه بالإجماع لمنحة الدراسات العليا لا سيما لرجل مهني (تكنوقراط) مثل المهندس جعفر ، متحرر سياسيا ولا ينتمي للتيار الإسلامي المسيطر وقتها علي كافة مفاصل الحياة ، وقد وجد الرجل في مجال تنفيذ عمله العديد من المضايقات من قبل متنفذين من النظام السابق ، كفيلة بان تبرئ ساحة الرجل من أي إفتراءات وأكاذيب وأضاليل !.
للمهندس جعفر سيرة عطرة مع الطرق ،عمل منذ تخرجة في الفترة (1985- 1988) عقب تخرجه من جامعة الخرطوم في مفوضية الشئون الهندسية – قسم الطرق بولاية الخرطوم في عهد الدكتور محمد الامين سعيد وهو من مؤسسي المفوضية ، سافر للعمل في ليبيا في ذات المجال في الفترة (1988 – 1990) ، عاد من جديد للمفوضية وعمل فيها في الفترة بين (1990 -1992) حيث إبتعثته المفوضية إلي ألمانيا (1992 – 1994) للدراسة في إدارة الطرق والجسور ، عاد وعمل في إدارة الإسكان والمرافق العامة في الفترة (1994 – 1996) فترة المهندس زمراوي مديرا عاما لها ، ذهب الرجل معارا للعمل في شركة إستبي الإيطالية للطرق والجسور عالمية الشهرة والسيرة عمل فيها مهندسا مقيما في قطاع (الفاشر – أم كدادة) من طريق الإنقاذ الغربي في الفترة مابين (1996 – 2001) وبالطبع كانت خطوة مهمة للتأهيل والمواصفات .
وليس ذلك فحسب بل يعتبر 2001 بذاته عام النكبة الإجتماعية لأسرة المهندس جعفر حينما إفتقد إثنين من أطفاله الصغار (دون العاشرة) وسائقه في حادث نهب مسلح (40) كلم شرق الفاشر وجرحت زوجته وقريبته ونفسه ، ولازالت تلكم الحادثة تشكل مأساة جرحها غائر لدي الأسرة تدمي لها القلوب وتتساقط لها دموع الرجل مع لحظة في ذكراها ويعتصره الألم والحزن كلما تذكرها ، رغم الصبر والجلد وقوة الشكيمة التي يتمتع بها المهندس جعفر ، وتلك هي الفرية التي ذهب بها البعض من الذين ران في قلوب مرض ولا يرون إلا الشوك في الورود ، ذهبت محاولاتهم لتلبيس الرجل ثوب المؤتمر الوطني زورا وبهتانا وتارة حرس الحدود وأخري الدفاع الشعبي لشيئ في نفس يعقوب !. 
نواصل ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى