أوراق ملونة – شهاب حداد – متي تصفو سماء الخرطوم ..?!!

الخرطوم – الحاكم نيوز

وأنا بصدد كتابة هذا المقال تداعى إلي خاطري مقال أديبنا العالمي الراحل المقيم صاحب الحروف الذهبية الأستاذ الطيب صالح وهو يطرح بعض الأسئلة في مقاله الشهير الذي كتبة لما يقارب الثلاثة عقود وكان أولها هل مازالت سماء الخرطوم صافية .. ?!!
كيف تكون سماء الخرطوم صافية ومازال بعض ساستنا لايبارحون اماكنهم ومازالت مطاراتنا تعج بالمسافرين والمهاجرين من الشباب والأسر هربا من الغلاء الفاحش وسيولة الأمن في مظاهرها المختلفة ومايترتب عليها إلي دول الجوار و الجارة مصر اصبحت هدفا ومحطة مهمة في قاموس الهجرة للشباب كسائر أقطار العالم بصورة ملفتة للأنظار.

كيف تصفو سماء الخرطوم وكل يوم شركات الإتصالات
تفاجئنا بأسعار جديدة كيف تصفو سماء الخرطوم وأسعار الوقود وبأمر وزارة المالية تفتح جرحاً آخر لأعباء تنوء بها الجبال ليحملها كاهل المواطن المغلوب على أمره وقطوعات الكهرباء المستمرة ماعادت شاغل غير أنها أصبحت مصدراً من مصادر التندر لأحاديث الناس وبعض ظرفاء المدينة
متى تصفو سماء الخرطوم وجوقة من السماسرة هم يقودون حركة الاسعار في اسواقنا وهم نفسهم من يحددون تعرفة المواصلات والسيارات وسيارات ( البوكو حرام) والعقارات وقفة الملاح في أسواق الخضار والمدهش هم اصحاب القدح المعلي حتي في أسعار فحص الكورونا للمسافرين

متى تصفو سماء الخرطوم ودور مؤسساتنا الرقابية هي نفسها تحتاج إلي رقابة ..كيف تكون سماء الخرطوم صافية وشوارعها واسواقها تعج بالأوساخ وأعداد المتسولين كل يوم في إزدياد وعلى وجوههم أسئلة كثيرة وهي تقف أمامك بسحناتها المختلفة في وهن وضعف لا يحدوه الأمل.
كيف تكون سماء الخرطوم صافية وبعض أصوات ساستنا النشاز تظل توضع في غير أماكنها ليزداد الوطن عبئا فوق عئب .
السودان هذا الوطن الواسع الشاسع برغم تشظية وجراحاته وآلامه الغائرة في كل أنحائه وسطا وشرقا غربا وشمالا وجنوباً بمشاهد ستظل شاخصة أمامنا إن لم تتغير تلك العقلية والأيدلوجيات العقيمة في إدارة شؤونه سيظل الحال كما هو لتلك المشاهد التي خطت ورسمت علي يد صاحب موسم الهجرة للشمال.
رحل صاحب دومة ود حامد في صمت وثورته
السلمية في دواخله تصرخ حرية ـ سلام . وعدالة وظل شاهدا علي ثورته السلمية بمداده الذي تقطر وجعا علي
بلاده وبأهلها الطيبين ورحل ومازال سؤاله لايبارح مكانه سلاحا أبيضا فتاك في وجوه
ساستنا ولا يمكن لأحد في أن يطعن في شهادته.
عجبي رحل صاحبنا والصور هي ذاتها والملامح نفسها بل أسوأمما كانت عليه ويظل السؤال قائماً..متي تصفو سماء الخرطوم ..!!?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى