الرادار – ابراهيم عربي – (محاكمة رموز الإنقاذ) … مطاردة الساحرات (11)

الخرطوم الحاكم نيوز
قلنا في الحلقة السابقة أن صلاح قوش عندما سألته اللجنة الأمنية عن إعتقالات رموز النظام المخلوع الإقتصادية ، قال لهم إنه يقترح أن تبدأ الإعتقالات بكل من أسامة داود ووجدي ميرغني وآخرين أشار إليهم قوش بالاسم ! .
غير أن التطورات الدرامية التي حدثت بتسلم البرهان رئاسة المجلس العسكري وتنحي قوش عن الجهاز ، بدأت حملة إعتقالات لبعض رموز النظام السابق ولكنها كانت فاشلة ، إذ تم القبض علي مجرد ناشطين في المجال الاقتصادي منهم عبد الباسط حمزة والحاج عطا المنان وجمال الوالي ، وشقيق الرئيس المعزول المرحوم اللواء طبيب عبد الله البشير ووالي جنوب دار فور السابق آدم الفكي والأخير لاتربطه أي علاقة بهذه المجموعة الإقتصادية المعنية وربما أخطأت اللجنة وربما لتصفية حسابات خاصة لا نعلمها ، وبالطبع هؤلاء ليسوا رموز الإقتصاد المعروفين .
بينما أضيف البروفيسور مامون حميدة لهذه المجموعة  ! وتلك لوحدها تؤكد الكيد السياسي ، فقد ذهب أحد العاملين معه للمطار لإكمال إجراءات سفره لإيطاليا للمشاركة في مؤتمر علمي وقتها ، وفور أن علم أحد موظفي المطار بذلك قام ببث منشور علي وسائط التواصل الإجتماعي قال من خلاله بأن بروف مامون في طريقه للهروب خارج البلاد ، فتحركت الأجهزة الأمنية ساعتها وقامت بالقبض علي البروف وأودع سجن كوبر لأكثر من عام ولم يفرج عنه إلا تحت ضغط المنظمات العالمية الناشطة في المجال الطبي ، لاسيما وأن للبروف إسهامات ومشاركات قوية في تلك المحافل .
ربما هنالك مساومات أو تفاهمات قد حدثت عقب فشل المجلس العسكري في القبض علي قيادات النظام السابق ، ترتب عليها أن يقدم النظام المخلوع عدد محدود ومسمي من قياداته ليتم إعتقالهم مقابل توقف حملات المطاردة وعدم اتساع نطاقها .
علي العموم (وفقا لتلك التفاهمات) فقد تم إعتقال كل من علي عثمان ، والدكتور نافع علي نافع ، والدكتور عوض الجاز ، وحسبو محمد عبد الرحمن ، وعثمان كبر إضافة  للمعتقلين منذ اليوم الأول الفريق عبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون ، حيث تم تحويل هؤلاء من معتقلات الجهاز إلي كوبر ، فيما شملت التفاهمات أيضا وضع الفريق بكري حسن صالح والبروف إبراهيم أحمد عمر والزبير احمد الحسن قيد الإقامة الجبرية في منازلهم ، وبالتالي تغير وضع الزبير أحمد الحسن من الإعتقال إلى الإقامة الجبرية .
غير أن نطاق الاعتقال قد إتسع قليلا ليشمل الفاتح عزالدين ويبدو أن ذلك مرتبط بتصريحاته إبان التظاهرات وقبل سقوط النظام ، ويفهم بالطبع هذا الإعتقال في إطار مخاطبة الرأي العام برسالة بأن النظام الجديد لايشارك النظام السابق الرؤية بشأن تلك التظاهرات ، وضمت قائمة الإعتقال كذلك نفر من قيادات الدفاع الشعبي ورموز المجاهدين محمد حاتم سليمان وكمال إبراهيم وعادل السماني وحاج ماجد وعبد الرحمن موسي ، ويبدو أن اعتقالهم جاء في سياق أمني إحترازي بحت .
وليس ذلك فحسب بل شملت قائمة الإعتقال أبوهريرة حسين وزير الشباب والرياضة والذي لم يمضي علي تعيينه إسبوع وهو مريض والمهندس حامد صديق الذي لم يكن يشغل أي موقع حزبي أو تنفيذي والدكتور كمال عبد القادر الوكيل الأسبق لوزارة الصحة ومدير مدينة البشير الطبية وآخرين كثر، غير أن إعتقالهم يشير لتقاطعات شخصية بحتة لاتتعدي إستغلال الظروف لتصفية حسابات شخصية بحتة .
مع الأسف لقد تطورت الأوضاع وتنامت قائمة الإعتقالات بعد تشكيل الحكومة المدنية وتعيين مولانا تاج السر الحبر نائبا عاما وتكوين لجنة ازالة التمكين ، حيث تنامت لتشمل آخرين يصعب حصرهم ولازالت الإعتقالات مستمرة ، وفقا لأرجح الروايات لايقل عددهم عن (الثلاثمائة) معتقل بتهم متباينة وسنتعرض لها في حينها ، كما ان الآلة العسكرية للإعتقال إنطلقت أيضا لإعتقال أعداد مقدرة من العسكريين تحت تهم الشروع في تحركات انقلابية .
 تجدر الإشارة الي أن أبرز الشخصيات التي شملها الإعتقال اللاحق شملت بروفيسور إبراهيم غندور رئيس الحزب المكلف واللواء أنس عمر رئيس المؤتمر الوطني المكلف بالخرطوم وآخرين ، وبالطبع سنستعرض في الحلقات القادمة كيف سارت الإجراءات القانونية تجاه تلك المجموعات ، وهو جوهر الهدف من هذا التحقيق الاستقصائي والذي حرصنا من خلاله علي أستطلاع آراء مختلف الطيف القانوني .
 غير أنما حدث لأحمد هارون يؤكد أن هنالك كيد سياسي وتصفية حسابات ، لاسيما إذا ربطنا ما بين إعتقاله وملابسات حديث حميدتي عندما سأله الزميل الطاهر حسن التوم في حلقة لبرنامج حال البلد بتلفزيون (سودانية 24) عن أسباب كراهية الرأي العام لقوات الدعم السريع فسارع الرجل لإفراغ ما في جوفه من حمم بركانية قائلا بأن هارون هو السبب ومكانه السجن وليس واليا لولاية شمال كردفان !،(قلنا وقتها انه سيكون لها مابعدها) ، وربما لذلك أدخل هارون كوبر سجينا (عامين) تقريبا دون تهم ودون محاكمات !.
ولكن من سيلحق بهارون بالسجن من أعضاء المجلس العسكري علي ذات المنوال هكذا؟ حسبما إتهم حميدتي بأن هنالك من ضللهم بالمجلس بشأن إعتقال أشقاء الرئيس !.
نواصل السبت المقبل ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى