
هشام الكندي
جميل ماخطه الشاعر المرهف التجاني حاج موسى فى سفر الأغنية السودانية (أمي يا دار السلام) تقديسا لامه دار السلام وحنجرة الفنان ترباس البثتها ثوبا غشيبا من الجمال حتى أصبحت الأغنية عبر السنوات ملاذا يستظل بها من انهكتهم آهات الحياة ، ومثلها عذوبة عبر منحى النيل للمرهف السر عثمان الطيب (بحر المودة) التي شداها المعتق محمد جبارة تبحر بك فى عوالم من الحب لملكة نبع الحنان .
وهدير زغرودة حواء الطقطاقة تشق الدياجي ويلجم جبروت المستعمر ويلهب قوة الرئيس الأزهري لرفع العلم ، فعزرا الطقطاقة فالسودان لم يكن ذاك السودان فذهب فردوس الجنوب ولم تصل مراكب الاسكلا إلى جلهاك وتوارت سمراوات مريدي والزاندي عزرا طقطاقة فرائحة النيل
لم تكن كما كانت عند الملتقى فساسة بلادي بعدك لم يكونوا قدر رمزية الزغرودة للعمل والإنتاج فكانت لهم زغردوة فى محافل الزواج والختان .
عزرا أمي (كلتوم) فأنت فى يوم عيدك بين معسكرات النزوح والقتل والتشرد فاغتصبت الحواكير لتكوني لاجئة فى وطنك تنومين وتصحين على زخات الرصاص والموت المجاني وصهيل الخيل وانت بين عملك فى الزراعة والمرعى وجلب مياة الحفير والدونكي
عزرا أمي (ست البنات) فحمل المياة من النيل على وسادة رأسك قد سبب لكي آلام الغضروف والرقبة والرطوبة ، فعزرا لك وأنت تسهرين الليل وأنت (تلولي) أطفالك لأن ضرع الغنيمات جف من الحليب وما أن نزلت أرجلهم على الرمال كانت لدغات العقارب بالمرصاد فقتلت برأتهم ومن استجار من لدغاتها حصدته مراكب العبور غرقا يحملون الكتاب والكراس و ينشدون نحن جندالله جند الوطن .
عزرا أمي (سارة) وأنت تقودين مواكب الخلاص بالقيادة العامة حتى سقوط النظام و تقدمين أبنائك شهداء من أجل التغير فاستشهد الشباب ولم يشهد لهم الوطن فتفرقت أرواحهم بين حدث ماحدث ومين الكاتل ومين الحاكم .
عزرا أمي (عوضية) لوقتك الطويلة منذ الصباح في صفوف الخبز للحصول على العيشة أم خمسة جنيهات ورغم سعرها لم تتوفر وأصحاب المخابز يقدمون خبزا فى قمة السوء ولا يمد لانسانية القرن بشيء لا رائحة وكأنه مخلوط بموية الدميرة .
عزرا لك أمي (إحسان) لوقفتك الطويلة فى عز شمس الهجير فى انتظار مجيء دفار الغاز وضربات الشمس وكورونا والالتهاب ووجع الرأس ، والدفار لم يأتي وإن اتى يكون حاملا أنابيب ابرسي وأنت تحملين أنبوبة النيل وسخونة الشمس تلهب الحديد حتى تتم حملها بقطعة الطرحة والتوب وغلاء الركشة.
عزرا أمي (أم حقين) والظلام الدامس يغطي البوادي والحضر فلا فرق بين الرواكيب الصغيرة والعمارات السوامق فالنور أضحى نور محياك ، عزرا لعودتك لزكريات الفتاشة والفانوس والرتينه واندياح قمر 14 (يا قمرا اقلبي السنسنه الحمرا شوفي حبيب غاب ماجا) .
عزرا لك أمي (ست الجيل) وأنت تقفين الساعات الطوال فى انتظار المواصلات رقم غلاء سعر التذكرة ، فعذرا لك فقط تزكرى ألق بصات ابورجلية والهيئة العسكرية وبصات الديوم الشرقية وبص الوالي .
عزرا لك أمي (عواطف) فعثرة السنوات الطوال هدأ حيل الخال والولد وأصبح الناس ساكين معايش كبد الحياة ولا مشفق على وطن على كلام الشيخ ودتكتوت (علماها ياكلوا فى بلماها لامن تحثى البليلة) و شهر رمضان على الأبواب سودانا المسحور محتاجين كرامة بليلية الكبكبي والعديسيا ،
فعزرا لك أمي فى يوم عيدك (وحبي ليك كان ذادي )