أهم المواقع الأثرية في السودان

 

 

تقرير : مأمون على فرح

في هذا التقرير نلقى الضوء على أهم المواقع الأثرية الموجودة بالسودان والتي كانت تفاصيلها مذهلة للباحثين وعلماء الآثار.

موقع النقعة :

بدأ العمل في موقع النقعة قبل العام «1990م» وهو واحد من المواقع المهمة الرافدة بالمعلومات ورغم أن هناك بعض التلال الرملية التي لم تُنقب بعد إلا أن مميزات الموقع واضحة وما يميزه هو العمارة الدينية وزخرفة المعابد حيث يضم الموقع معبد ابادماك ومعبد آمون رع وابادماك أشهر الآلهة المحلية رغم وفود عبادة الإله آمون من مصر.
معبد الإله الأسد يمثل النوع الأصيل للعمارة الدينية ويتكون من غرفة واحدة والصرح الأساسي مفتوح إلى نصفين بهما في المدخل أسدين وهناك رسوم للملك «ناتاكمني» وزوجته «أماناتوري» في نفس النقش والاسم مكتوب باللغة النوبية ويرمز للإله ابادماك برأس أسد بجانب زهرة اللوتس.. في نفس الإطار إلى الشمال طابور للملك «ناتاكمني» وزوجته، وأمير غير متوج وفي هذه المرة يتم تصويره برأس أسد وجسم إنسان وفي الاتجاه الغربي للنقش رمز للإله ابادماك بثلاثة رؤوس وأربعة أرجل، ويعتقد أن هذا الرمز له دلالة هندية، وهناك اعتقاد راجح أنه رمز محلي ويعكس أربعة أوجه وهذا يرمز إلى أنه إله الأربعة اتجاهات، وفي الشمال نفس المجموعة للإله ابادماك، وفي الداخل مشاهد دينية.
هناك دراسة هندسية قام بها «فريدس انكل» قال إن طول الغرفة يساوي عرضها وقد قام بترميم كثير من الأعمدة.. أمام المعبد هناك كشك يعرف بالروماني وعند سؤالي للدكتور خضر آدم عيسى عند زيارتنا لهذا الموقع في العام «2010م» إبان دراستنا عن سر هذه التسمية قال: إنه كشك مروي به بعض التأثيرات الرومانية.. وأن هذه الفترة اشتهرت بفترة البناء.

معبد الإله آمون بالنقعة:

بني هذا المعبد على طريقة المعابد الفرعونية وقد قامت بعثة متحف برلين بقيادة البروفيسور «بلدم» بالتنقيب في النقعة ويتميز هذا المعبد بأنه به منحدر يقود إلى البهو الداخلي ثم مجموعة من الغرف المقدسة التي توجد بها غرفة المذبح وهو لتقديم القرابين للالهة وبه كتابة باللغة المروية، وهناك مذبح آخر نُقل إلى المتحف القومي.. أيضًا هناك تمثال للملك «ناتاكمني» وابنه «شركرير» وزوجته.. هنالك أقدم المعابد بنته الملكة «شقداخيتو» حوالى «600ق. م» وإلى الجنوب يوجد حفير وهو واحد من المميزات المروية، وفي أسفل الجبل مدافن كثيرة وهناك «بئر الترك» مستخدمة حتى الآن وعادة تكون الحفائر محروسة بنحت لضفدع أو أسد.

الجبانات الملكية:

وهي من المواقع المهمة وهي مدافن منقولة من «نوري» بعد أن أصابها التصدع واستمر الدفن لملوك كوش الثالثة في «نوري» حتى القرن الرابع الميلادي وأول ملك دفن هو الملك «ناستاسي» الرابع وانتقلت الإهرامات بعد الغزو المصري في عهد الملك «أسبلتا» الذي انتقل إلى مروي وعمرت معابد مروي.

جبانات البجراوية:

 

نقبها جورج أندرو رايزنر والبجراوية الجنوبية كانت جبانة وهي مدفن من كوم حجري وتطورت إلى نوع آخر كالمسطبات وهي مدافن الملوك.. ولذلك هناك تشابه بين إهرامات نوري وإهرامات مروي.. والإهرامات السودانية سبقت المصرية؛ ففي السودانية ملحق جنائزي وبه مقصورة جنائزية ينزل به «32» درجًا يقود إلى مجموعة من الغرف تحتوي على الأثاث الجنائزي وأشهر أثاث جنائزي للملك «تيتامي» وبه أثاث للحياة الأخرى.. وتبدو في نقش مجموعة من الآلهة الذين يقودون الملك إلى داخل الغرفة في شكل مومياء وإلى الغرب ميزان وهناك أدعية تطالب القلب بقول الأفعال الحسنة وكبير الكهنة يقدم له مفتاح الحياة.
دفن في البجراوية الجنوبية تسعة ملوك وفي البجراوية الشمالية ملوك وملكات والأمراء غير المتوجين فيما تم حديثًا اكتشاف مقبرة «تالكي» واستمر الدفن في البجراوية حتى سقوط مروي.

معبد الشمس:

ذكره «هيردون» في كتاباته وقد استقى معلوماته من التجار، وذكر مروي لشهرتها وذكر معبد الشمس الذي يشبه معبد «دير البلح في مصر» وإلى الجنوب منه بيوت الكهنة وهناك رسومات للملكة «أماتريوس» و«أماني شخيتو».

المدينة الملكية :

مدينة مروي القديمة تحدها البجراوية والدرقاب ووجد اسم مروي في نقوش عديدة كما وجدت أسماء الأسرة «25» والمدينة مقسمة إلى قسمين.. إداري به القصر والمعابد وبيوت كبار الموظفين.. والآخر لعامة الشعب وكانت المدينة تسمى مدينة النيل.. قاد العمل في المدينة البروفيسور «بيزتشيني» من جامعة كالفري في كندا بالتعاون مع بعثة جامعة الخرطوم.
قام المنقب «كرّس» بتنقيب جبانات عامة الشعب وأخذ كل الأثاث الجنائزي معه إلى لندن.

موقع المصورات:

بدأ العمل فيه بواسطة البروفيسور «فرس هنراد» وكانت عمليات ترميم وتوثيق.. والموقع بعيد من البحر وله مغزى معين، ومن أهم معالمه المعابد وهناك سور يعتقد العلماء أنه كان لترويض الأفيال والأسود.. وزار الرحالة الفرنسي كابّو الموقع وقال إن آثار هذا الموقع تشبه الآثار الفرعونية.. كما هنالك بعض الآلهة المحلية مثل «ارفنوسر» والآله «سينونكر» سيد المصورات وهناك أناشيد ابادماك.. أكدت الحفريات الحديثة وجود حديقة كبيرة واكتشفت أحواض لحفظ المياه وماسورة من الحجر وهي أقدم ماسورة في السودان وهي متجهة ناحية الحفير ويبدو أنها في موسم الأمطار تحفظ المياه لوقت الجفاف.

جبل البركل:

الجبل المقدس والذي فضّل العديد من الملوك الدفن هناك لما كان لديه من قداسة.. مشاهداتنا على الطبيعة لهذه المواقع والدراسات الموجودة عن هذه المناطق أكدت لنا أنه لذا تم استقلالها وتجهيزها.. سياحيًا ستكون إضافة جيدة للدخل القومي بلا شك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى