الخرطوم : الحاكم نيوز
التحية لجيشنا الأبيض والأخضر اللابس الكاكي (سادة ومزركش) ، لقد إستحق الجندي بالقوات المسلحة (مطر أحمد مطر) التكريم لدوره المجتمعي المشرف في سد ثغب من ثغور التعليم الذي أصبح (تأليما) في عهد الحكومة الإنتقالية ، إذ يفتقد للمعلمين والكتب والإجلاس والتي طالت البني التحتية المهترئة والبيئة المحيطة نفسها علاوة علي إرتفاع الرسوم والنفقات التي هزمت إدعاءات مجانية (التعليم والعلاج) ، مع الأسف أدت جميعها لإرتفاع نسبة التسرب وإزدياد الفاقد التربوي .
بلاشك ما أقدم عليه الجندي مطر ليس غريبا علي القوات المسلحة بأدوارها الوطنية المتعددة في تاريخها مسيرتها الطويلة ، وبالطبع ليست الأولي ولكنها خطوة جاءت في وقت كادت أن تندثر فيه عبارة (شكرا لقواتنا المسلحة) ، وإذ تعتبر مبادرة الجندي مطر رسالة مهمة إستلمناها كما إستلمها الأعداء والذين في قلوب مرض معا ، ولها أكثر من عنوان ، وتلك ضمن خطة وإستراتيجية القوات المسلحة ومهمتها الوطنية لسد الثغرات التي يتطلبها الواجب بالبلاد .
حقا لو لا الجيش لما كان الوطن في ظل التربص والكيد والمكر وتقاطعات المصالح الداخلية والإقليمية والدولية والتآمر ضد السودان ، ولذلك ليست المبادرة ضرب من الخيال أو ظاهرة فحسب بل خطة مستمرة درجت عليها القوات المسلحة ، والجندي مطر أحد فرسانها وقد تصدي لسد تلكم الثغرة لتدريس مادة اللغة الإنجليزية وما أدراك ما الإنجليزي ، وبالطبع ذلك حدث لابد من الوقوف عنده طويلا ، براڤو مطر شكرا جيشنا الرسالة وصلت ..!! .
لقد إحتفى رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالحدث وتداولت بشكل واسع صورة للجندي مطر وهو يؤدي رسالته التعليمية مرتديا بذته العسكرية بكل ثقة وثبات وأهلية ليؤكد كما قال الفريق أول حميدتي النائب الأول لرئيس المجلس السيادي ، ردا علي (المعلوفين) من دعاة المدنياااااااو، قائلا (المدنياااااو بذاتها دايرة عسكريااااااو تحميها) ، وأعتقد إنها لشراكة وطنية مطلوبة ولذلك كان تخريج ماجدات من الجيش الأبيض أمس سويا مع تخريج اشاوس الدفعة (64) بالكلية الحربية نموذجا شمل بعض منتسبي جيراننا ، مثلما كان الجندي مطر أحمد مطر معلما وهو يرتدي بكل فخر وشموخ وعزة بذته العسكرية ليسد تلكم الثغرة التي عجزت عنها المدنية .
بالطبع لم تكن مبادرة الجندي مطر غريبة وليست فريدة وقد دأبت القوات المسلحة علي تغطية عجز المعلمين والبنية التحتية للمدارس بالولايات المختلفة وما كانت عزة السودان بدفعاتها المختلفة وما كانت مبادرات المجاهدين في ظل الحكومة السابقة التي إنتقدها معارضوها كثيرا في ذلك إلا خدمة وطنية لها أهميتها وضرورياتها كما كانت يدا وساعدا لتفجير الطاقات الكامنة بالنفير لسد الكثير من الثغرات فكان نفير الحصاد والنظافة وإصحاح البيئة وغيرها ، وذلك غرس يؤكد أن يد الله مع الجماعة ، وأعتقد كانت بذاتها فكرة (الكتائب الإستراتيجية) التي اسماها البعض (كتائب الظل) ، ولكن مهما كانت تسميتها أعتقد إنها ذات الفلسفة لسد النقص في الكوادر المدنية والعسكرية ومنها سد ثغرة الجيش الأبيض .
قطعا لم تكن مدرسة ود عاروض الأساسية بالحدود الشرقية النائية بالفشقة في ولاية القضارف لوحدها وليست الأولي ، فقد سبقتها أدوار أخر لأفراد من القوات المسلحة وما الجندي مطر إلا نموذجا لواحد من زملائه وقد ظلوا يقدمون الكثير والعديد من المشروعات والمساعدات الخدمية للمجتمع وقد شاهدنا أدوارا كثيرة ومتعددة للقوات المسلحة والشرطة والأمن وقوات الدعم السريع وهي جزء من القوات المسلحة تقدم الغذاء والإيواء والكساء والدواء والخدمات الأخري للمجتمع بلا من ولا أذي .
بالطبع ليست مدرسة ود عاروض النائية لوحدها فغيرها كثر، وإذ تعاني معظم مدارس البلاد نقص حاد في تدريس اللغة الإنجليزية وغيرها ، فالشكاوي شملت مدارسنا بمناطق الريف البعيد والنائي ومناطق الحضر الأمنة المستقرة ، إذ ينقصها جميعا الكثير من المعلمين لاسيما اللغة الإنجليزية والرياضات والكيمياء والأحياء والفيزيا ، فالتعليم حقا يحتاج للكثير وعلي رأسها التدريب والتخطيط وليس التخبط والعشوائية والعواسة والصواطة السياسية ، بلا شك نقص المعلمين يعني الرسوب وضياع سنين من العمر ، وتلك لوحدها تهزم فكرة عودة المدارس الوسطي التي أعلنت الحكومة عن جاهزيتها لها كذبا ونفاقا، فلا أدري كيف يكون ذلك وهي تعلن فشلها لتوفير المعلمين والكتب والإجلاس والأدوات والمعدات وبل تفتقر للبيئة والبنية التحتية .
ولذلك نأمل أن تستمر مبادرة الجندي مطر لسد العديد من الثغور في التعليم خاصة لتتسع الرقعة وليست قصرا علي الحدود الشرقية فحسب والتي سررنا بدورالقوات المسلحة فيها ، وبل أثلجت صدورنا لأن يستعيد جيشنا كافة أراضينا المغتصبة ويحميها ويقوم بواجبها المدني فيها وبل يعمل علي تعميرها وتدريس الطلاب فيها مادة اللغة الإنجليزية وغيرها من المواد وكافة الأعمال المدنية .
ولذلك كانت مبادرة الجندي مطر محل فخر وإعجاب الجميع وإشادة الآلاف بمواقع التواصل الاجتماعي ، بل كانت بذاتها رسالة مفادها (يد تعمر ويد تحمل السلاح) لتدافع عن الأرض والعرض بحدودنا الشرقية ، وبلا شك إنها رسالة تبعث علي الأمان والإطمئنان والإستقرار وتؤكد أن أرضينا آمنة ومحروسة بجيشنا (براڤو الجندي مطر).