شرف الدين أحمد حمزة يكتب :السودان ومزامير الإبراهيمية الإسرائيلية( 9- 12)

الخرطوم الحاكم نيوز
{أمريكا وإسرائيل_الأصل والصورة}
■المهاجرون الأوربيون الشرقيون والغربيون والإسكندنافيون والآسيويون الأوائل الذين إستوطنوا الأرض الجديدة “أمريكا”إنشغلوا تماما في ترتيب أوضاعهم الجديدة وسبل كسب العيش والثروة،لكن اليهود ومنذ وصولهم ولأول مرة إلي شواطئ نيويورك عام 1654كانت لهم أهدافهم البعيدة في الإستيلاء على الأرض الجديدة بكامل ولاياتها وبشريتها وثرواتها وصناعة تاريخ جديد وشهادة ميلاد جديدة لهذه الأرض الجديدة توطئة لإنطلاقتهم الكبرى للسيطرة على العالم أجمع برؤاهم التوراتية والتلمودية وبإعتبارهم شعب الله المختار وتصديقا للوعد الإلهي لهم بوراثة العالم وشعوبه وفق المقولة التوراتية(كل أرض تدوسها بطون أقدامكم فهي لكم).

■لقد إستفاد اليهود من العفو الرئاسي للرئيس الأمريكي “أبراهام لنكولن” في مقابل القرار بطردهم الصادر قبلا من عمدة مدينة نيويورك لخستهم وقيامهم بأعمال الجاسوسية على خطوط التماس بين الأطراف المحتربة أثناء إندلاع الحرب الأهلية الأمريكية_فلم يضيعوا وقتهم بعد أن إستشعروا أهمية الموقع الرئاسي مستقبلا لتحقيق أجندتهم الخفية في الأرض الجديدة حيث أقاموا فورا حكومتهم “الخفية”السرية بولاية نيويورك التي باتت تشرف على توزيع الهجرات اليهودية المتتالية على سائر الولايات خاصة بعد إعلان الدولة الفيدرالية المسماة الولايات المتحدة الأمريكية.

■المهاجرون الآخرون كانوا أول الضحايا للخداع والمكر اليهودي على الأرض الجديدة_فقد نشأت حكومة اليهود”الخفية” دون أن يشعروا بعد أن إستولى اليهود على إمبراطوريات المال والإقتصاد والدعاية والإعلام والسينما والتلفزيون حال ظهوره كذلك،وإستقطاب العلماء والخبراء أرباب الفنون والعلوم والصنائع من اليهود،والهيمنة الكاملة على تجارة الحديد والمعادن والصناعات والأنشطة التجارية.

■بدأ اليهود كذلك في إعادة هندسة العقائد المسيحية لسكان الولايات المتحدة الأمريكية وشجعوا الطوائف النصرانية إلي التحول إلي المذهب “البروتستانتي” الذي يبرئ اليهود من تهمة وقتل المسيح بزعمهم بينما بقية الطوائف المسيحية تظل تلعن اليهود في كل صلواتهم_فقد أضحى أكثر من 60% من الشعب الأمريكي يتعبدون ويؤدون صلواتهم وقداسهم على ترانيم وتراتيل المذهب “البروتستانتي” كما أصبح حوالي20% من الآباء الذين يلقون دروس الأحد بالكنائس البروتستانتية من الحاخامات وإختتموا ذلك كله بالحصول على ما يعرف بوثيقة التبرئة من دم المسيح وقتله وصلبه بزعمهم من الطائفة “البروتستانتية”التي تؤمن كما اليهود بالوعد الإلهي لليهود وبكونهم شعب الله المختار ويؤدون صلواتهم بتراتيل العهد القديم ومزامير داؤود اليهودية الصنع بأيدي الحاخامات،وبهذا تصدق مقولة الوزير النمساوي (مترنيخ) “بأن لكل بلد يهود من نوعه،فهم نباتات متطفلة على كل أرض وعلى كل شجرة وكما تكون التربة تكون الأشجار وتكون هذه النباتات المتسلقة المصاصة للدماء.

■بإتساع رقعة إنتشار اليهود ليس في أمريكا وحده بل في العالم كله أعلن اليهود أن كل يهودي هو مزدوج الجنسية ومزدوج الولاء فاليهودي الأمريكي إسرائيلي أولا وأمريكي ثانيا،والفرنسي كذلك،والإنجليزي أيضا.
أصبح البعد الديني التوراتي التلمودي هو المسيطر والمحرك للوجدان والشعور لغالبية سكان أمريكا من المهاجرين الأول بعد أن تمكن اليهود من إعادة هندسة الوجدان والشعور الديني برؤاهم التوراتية،وإذا كان هذا الإحساس والوجدان يضعف عند أسفل خط منحنى سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن هذا الوجدان يظل متقدا متأججا عند قمة هرم السلطة الأمريكية ومطابخها الخلفية لإتخاذ القرار ووضع مواصفات الرؤساء الأمريكان وأطقم مساعديهم بالبيت الأبيض وعضوية الكونغرس وقادة المؤسسة العسكرية في البنتاجون منذ عصر الرئيس الأمريكي “هاري ترومان”الذي أمر بإلقاء القنابل الذرية على بلدتي (هيروشيما)و(نجازاكي)عام 1945والذي دشن به بداية عصر سيادة القوة الأمريكية الغاشمة مرورا بالرئيس”جون كنيدي”الذي إغتاله اليهود لخروجه عن الخط المرسوم له والذي إغتاله المتطوع اليهودي”أزوالد”والذي تم إغتياله كذلك فور تنفيذ العملية بواسطة المتطوع اليهودي(روبنستين)حيث تم إغتياله هو الآخر ضمن مسلسل إغتيالات غامضة حيث لم تظهر نتائج تحقيقات مقتل الرئيس حتى ساعة يوم الناس هذا ومن ثم جئ بنائبه (لندن جونسون)الموالي تماما لليهود ليصبح خلفا للرئيس الأمريكي القتيل”جون كنيدي”والذي كان يحظى بحب غالبية الشعب الأمريكي هو وزوجته الفاتنة (جاكلين كنيدي)حيث تم إغتياله من فوق سطح إحدى بنايات ولاية”لوس أنجلوس”وسط الآلآف من الحشود الجماهيرية التي كانت في إستقباله على طول الطريق وهو يحييها من على ظهر عربة مكشوفة وهنا بدأ البعض يدرك تماما سر وجود الحكومة السرية الخفية لليهود في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ترسم مواصفات الرئيس القادم للبيت الأبيض والمطلوب منه وتترك له خصوصية نزواته غير أنه ما أن يحيد عن الخطوط المرسومة فإما أن يقتل مثل “جون كنيدي”أو تنفجر له فضيحة كفضيحة “ووترقيت ” كما حدث للرئيس “ريتشارد نيكسون”أوفضيحة كفضيحة” مونيكا لوينسكي” المتدربة بالبيت الأبيض على عهد الرئيس “بيل كلينتون”والذي حاول تغطية فضيحته وشغل الرأي العام الأمريكي والعالمي عنها بإطلاق سته صواريخ كروز من حاملة الطائرات الأمريكية بالبحر الأحمر لتدك وتدمر مصنع الشفاء للأدوية “بالخرطوم_بحري” بالسوادان وتصيب مصنع”الطحنية”المجاور له بأضرار بالغة!!

■لكننا نضع بين يدي القارئ الكريم شريحة كنموذج يدلل ويؤكد على أن البعد الديني التوراتي هو الذي يحرك الوجدان الرئاسي الأمريكي دوما ويصبغ ويلون تصرفاتهم وقراراتهم بالرؤية والميثولوجيا والأساطير التوراتية والتلمودية المحضة دون خجل أو مواربة حيث يقول الرئيس الأمريكي الأسبق الجمهوري”رونالد ريجان”لأحد زعماء اللوبي الصهيوني في أمريكا((إنني أعود إلي نبوءاتكم القديمة في التوراة حيث تخبرني الإشارات بأن المعركة الفاصلة بين الخير والشر مقبلة وأجد نفسي أتساءل عما إذا كنا نحن الجيل الذي سيشهد وقوع ذلك،ولكن صدقني أن هذه الإشارات التوراتية تصف الأوقات التي نجتازها الآن))_مجلة الأمة 58_1985.

■ويقول وزير خارجية أمريكا الأسبق”جيمس بيكر”في معرض حديثه عن نشأته الدينية في تكساس ما يلي:-[لقد إحتلت دولتان على نحو خاص مكانا خاصا في ضميرنا وهما الولايات المتحدة حيث نعيش وإسرائيل القديمة التي شهدت مولد الديانة المسيحية ولذا فإن إسرائيل تمثل جزءا من القيم التي نعتز بها]_جريدة الخليج بتاريخ 31/3/1991.

■ولنأخذ مثلا نموذج فريق الظل لحكومة الرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد ريجان” وهو النموذجي الإطاري لكل رؤساء أمريكا مع تبدل الأسماء تبعا لمقتضى الأحوال بما يناسب كل إدارة جديدة منتخبة مثلا:-
1-دينيس روس،رئيس مجموعة تخطيط السياسة الخارجية الأمريكية يهودي كان من أقدم العاملين في البيت الأبيض وتم إستبقائه في موقعه لفترة طويلة لخبرته بالرغم من تبدل الرؤساء،وكان صاحب جولات ماكوكية بين أمريكا ومصر وسوريا وإسرائيل في إطار التمهيد لمفاوضات سلام الشرق الأوسط.

2-دانيال كورتسير،يهودي ملتزم متدين عمل نائبا لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون التخطيط السياسي،أسهم في هندسة الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية.

3-آرون ميلر،يهودي يتقن اللغة العبرية يحمل درجة الدكتوراة في تاريخ الشرق الأوسط سبق أن عاش وعمل في إسرائيل.

4-رتشارد هاس،مساعد خاص للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي_يهودي نشأ ودرس في إسرائيل.

5-وإستكمالا للأهداف قام السفير الأمريكي في”تل أبيب”في 4/9/1995 بالتعاون مع اليهودي الصهيوني (آيهود أولمرت) عمدة القدس آنذاك بتنظيم بداية الإحتفالات بإعلان تهويد القدس وإعتبارها عاصمة أبدية وتاريخية لدولة الكيان العبري.

يصبح الإستشكال هنا أين هي أمريكا وأين هي إسرائيل؟وأين الأصل؟وأين الصورة؟ هو مجرد لعب أدوار ليس إلا .
ولما كانت حكاية الإبراهيمية هذه حكاية كبيرة (شوية)رأت
إسرائيل أن تحملها أمريكا بصفتها القوى الأحادية الدولية ليبشر بها “أوباما” في خطابه الدراماتيكي بجامعة القاهرة عام 1914 ويواصل “دونالد ترامب” الرئيس الأمريكي السابق إخضاع مصر(الأزهر)والخليج العربي،والمملكة المغربية،وأخيرا السودان للتوقيع على الإتفاق الإبراهيمي للتعايش السلمي والإجتماعي بين الأديان والشعوب في مقابل زهيد لا يساوي ثمن الحبر الذي كتبت به.

….ونواصل المزامير بمشيئة الله تعالى

شرف الدين أحمد حمزة
0114541743

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى