الراصد – فضل الله رابح – بدر .. تقاطعات جوية أم مطبات هوائية ..?!!

الخرطوم الحاكم نيوز
الأيام الماضية حدثت ضجة كبيرة وجدل كثير بعد إكتشاف ذهب مهرب عبر طيران بدر .. البعض أرجع العملية إلي ضعف البنية الرقابية بمطار الخرطوم الدولي وغالبية عزوه إلي مؤامرة و إستهداف من قبل جهات بعينها لطيران بدر باعتبارها أصبحت مؤسسة وطنية فاعلة خلفت الخطوط الجوية السودانية ( سودانير) التي ضعفت وإنهارت أمام نظر الجميع ـ وحتي الآن لم تحسم أزمة بدر والذهب المهرب ولم تكون لجنة تحقيق لتقول رايها بشفافية ووضوح حتي تحاسب شركة بدر وموظوفها إذا كان الخلل منها ولكن بكل أسف لم يتم إحتواء آثار هذه الازمة المدمرة لسمعة مؤسسة وطنية رائدة بدأت عليها ملامح النجاح وهي تسعى إلى تطبيق خطة شاملة بعد أن زادت إسطولها الناقل بعد كفاءة عالية لإسطولها القديم وفوق كل ذلك فتحت مسارات جوية جديدة في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا والعالم أجمع لتساهم في خفض مدة الرحلات بين مطارات المنطقة، وبالتالي هذا سيسهم في تعديل أسعار التذاكر للركاب وفقاً للمسافات الجديدةولأننا نعيش في بلد إسمه السودان دائما الحركة بالمقلوب وبدلا من تقوية هذه الشركة وتأمين ظهرها وإحساسهابأن ما تقوم به تجاه الوطن وإسنلد إقتصاده يستوجب الإهتمام وإن النمو المتسارع لبدر في حركة السفر الجوي وفتح مسارات جديدة وطلب إسطول جديد ربما بات مهددا لبعض الشركات المنافسة التي بعضها يواجه عوائق كبيرة تتعلق بقلة عدد المسارات الجوية وضعف التقنيات الملاحية المستخدمة وقلة الرحلات وقد علمت من مصادر خاصة إن المسارات الجديدة لشركة بدر والتي تنطلق من الخرطوم إلى مطارات مختلفة في مناطق غرب ووسط وشرق وجنوب القارة الأفريقية هي من جلب لها الغيرة والحسد من الشركات التي نافستها بدر في اسواقها وأخذت منها جمهورها ومن هنا بدأت رحلة البحث عن عيوب بدر وثغراتها لتشويه صورتها الذهنية وسط الجمهور .. ركز الاعلام علي الـ (19) كيلو ذهب المهربة رغم أهمية الضبطية بينما تجاهل مشكلة الدولار التي فاقمت أزمات شركات الطيران وأثرت علي خدماتها ، إن الدولار رغم الإجراءات الخاصة بتوحيد سعر الصرف ما بين العملات الاجنبية والجنيه السوداني الا أن الدولار أخذ قفزات جنونية في السوق الموازي مما زاد من أزمات شركات الطيران العاملة في السودان التي تشكو من ارتفاع أسعار الوقود والجبايات المتعددة، فضلا عن فشل الشركات الأجنبية في تحويل أرباحها بالدولار خلال الفترات الماضية فالرأي العام تغافل عن ذلك كله ، و غض الطرف عن بحث أسباب إنسحاب شركات عالمية كبري مثل : (الألمانية لوفتهانزا، والهولندية كي إل إم)، فضلا عن توقف عدد من الشركات الوطنية وانسحابها من السوق، إذ تقلص عدد الشركات الوطنية إلى ثلاث شركات فقط وربما واحدة وهي بدر ، في الوقت الذي وصلت في وقت سابق إلى أربعين شركة طيران خاصة ومعلوم أن السودان يعد الدولة الأولى في أفريقيا والوطن العربي التي إمتلكت شركة خطوط جوية حكومية في عام 1947، فضلا عن فتحها المجال لدخول شركات الطيران الخاصة في 1977، كما كانت طائرات الخطوط الجوية السودانية “سودانير” تحلق في الأجواء الأوروبية بأكثر من عشرين رحلة أسبوعية لكن كل ذلك أصبح تأريخا يروي وقصصا تحكي وكان الاوفق أن تتم مراجعة ذلك وتحليله ووضع الافكار ومقترحات المعالجات وبذات الاهتمام والجدل الذي حظيت به ضبطية الذهب المهرب عبر طيران بدر وإتخاذها مدخلا للهجوم علي شركة بدر للطيران وأن النقد والحملات الاعلامية الجائرة التي تعرضت لها شركة بدر جعلت الكثيرين من أمثالي يفتحون عيونهم لقراءة ما وراء الحدث وماهي دوافع الملاحظات والتعليقات والتعنيف الذي وجه لشركة بدر ومحاولة تحميلها مسئوولية القصور الرقابي كاملة وتبرأة جهات أخري معنية بالأمر بشكل رئيسي .. إن ما تتعرض له شركة بدر للطيران من تعسف وحملة تكسير هذه الايام سيشكل عقبة ضمن العقبات الكثيرة أمام تطور الاقتصاد السوداني ومعه سيتآكل مفهوم ومصطلح رأس المال والإستثمار الوطني ـ أو بعبارة أخري سيكون أداة فاعلة وناجعة لتشريد الرأسمالية الوطنية وهو موقف لا يقل سوءا من عملية التهريب والتخريب الإقتصادي بالبلاد ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى