تقرير : الشئون الدولية بالحاكم نيوز
التاريخ حاضر :
إدارة العلاقات الخارجية تحتاج من كل دولة إلى أعمال نظرتها الاستراتيجية التي تتوافق مع مصالحها بقدر كبير.
لم تعد السياسة الخارجية كتلك التي كان يعيشها العالم إبان أزماته العالمية منذ الحرب العالمية الأولى والثانية 1914/1945م والتي أفضت إلى هيمنة قوي جديدة تسيدت على العالم بعد انتصارها على دول مايسمى المحور بقيادة ألمانيا النازية.. ففترة الحرب العالمية كانت فترة عداء صارخ بين بعض الدول ولهث بشدة لتقسيم ثروات العالم بعد إزاحة ألمانيا والقوى التي معها فكان نفس المفهوم الاستعماري بأسلوب مختلف وطرق هيمنة غير تقليدية لكنها شكلت نضال العالم الآخر الذي كان يرضخ لمطامع الكبار بشكل آو بآخر.
إن سياسات الدول في التعامل مع الآخر تندرج خلف قائمة طويلة من الأهداف يقابلها نفس الشي الان لدى كثير من الدول بل معظم الدول التي تتطلع للافادة من علاقاتها مع دول أخرى وهذا الأمر يرتبه برتكول محدد في شكل التعامل وكيفية إيجاد مصالح مشتركة حقيقية للطرفين.
عداء وتعاون :
ملف العلاقات السودانية الإسرائيلية واحد من الملفات المهمة التي دار حولها جدل كثيف لكن هذا الملف نتاج لرغبة كبيرة في تنفيذ استراتيجية أمريكية لإحلال السلام بين إسرائيل وكل الدول العربية من جهة وخنق إيران من جهة أخرى.
لاشك أن السودان يمكنه الاستفادة القصوى من علاقاته باسرائيل التي لم تعد خافية على احد ولم يعد هذا الملف يحمل كلمة سرى للغاية فالعلاقة أصبحت أمراً واقعا يتبقا له فقط إيجاد طريق محدد لتنفيذه على أرض الواقع ولن يغير تشكيل المجلس التشريعي من الأمر شي فكل المؤشرات تؤكد مضى العلاقة بين الطرفين لحدود *الا عودة* وهذه العلاقة كما اسلفنا يمكنها أن تفيد الطرفين لأن أي علاقة استراتيجية بين اي دولتين هدفها المصلحة لكل طرف وتحقيق قمة الاستفادة منها في كل المناحي وفق مايحفظ لكل دولة سيادتها ومكانتها.
الرفض :
رغم رفض عدد من مكونات الحاضنة السياسية للحكومة شكلاً ومضمونا للعلاقات مع إسرائيل إلا أن هذا الرفض تكتيكي ليس إلا خوفا من ردة الفعل لدى الشارع الذي لم يعد يكترث لهذا الملف لانشغاله بالعديد من المشكلات الداخلية أبرزها الأزمة الاقتصادية الحالية وان كانت الآراء ترجح بشدة قبول قطاع واسع من الشعب التطبيع مع إسرائيل في ظل الانفتاح الذي تشهده الدبلوماسية السودانية.
مشكلة :
واحد من أحزاب الحاضنة السياسية وهو حزب الأمة كان يعارض شكلا ومضمونا تطبيع العلاقات مع إسرائيل وهاهو الان يجلس على رأس الدبلوماسية السودانية بعد أيلولة وزارة الخارجية لحزب الأمة بقيادة المنصورة مريم الصادق المهدي فكيف ستكون المواقف الرسمية هذا ما ستكشف عنه الايام القادمة،،،،