أخر الأخبار

هل سينجح حمدوك في طرح برامج يخرج السودان من ازماته؟

 

الخرطوم: أحمد جبارة

 

“سنعمل على عدم إنهيار الاقتصاد ” بهذه العبارة ابتدر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك حديثه في المؤتمر الصحفي الذي اعلن من خلاله الحكومة، مؤكدا إنه سينتهج وصفة إقتصادية تخرج السودان من ازماته ، وطرح حمدوك برامج كثيرة منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء ، أبرزها إنتهاج حمدوك للبرغماتية ، فضلا عن إعلانه لمشروع مارشال الذي طبق في اوربا ، لكن بالرغم من ذلك فإن البلاد مازالت تشهد ظروف إقتصادية قاسية كانت سببا لكثير من الاحتجاجات التي اندلعت ، وبالامس عاد حمدوك ليطرح برنامجا جديدا ، قال إنه تم التوافق عليه مع كل المكونات ، مؤكدا إنه سيتم المصادقة عليه خلال هذا الأسبوع، ونوه إلى أن برنامج الحكومة الجديدة سيتعامل مع الديون المتزايدة التي وصلت إلى 70 مليار دولار. وحدد حمدوك الاطار العام للبرنامج في خمس نقاط، أولها معالجة قضايا الاقتصاد، فضلاً عن استحقاقات السلام بتنفيذ الموقع في جوبا، والانتقال لمرحلة الثانية مع الحلو وعبد الواحد ، وثالثها العلاقات الخارجية المتوازنة التي يجب أن تمضي لأكثر من ذلك، بالاضافة تحقيق العدالة الشاملة والانتقالية، وخامساً الإصلاح في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.

*برنامج غامض

ولان البرامج الذي طرحه حمدوك لم يحوي تفاصيل كثيرة ، كان لازاما على (الجريدة) أن يبحث وتنقب في البرنامج حيث كشفت مصادر مطلعة من قوى التغيير لها ، عن أن مجلس شركاء الفترة الانتقالية سيجتمع اليوم لمناقشة برنامج رئيس مجلس الوزراء د عبد الله حمدوك للحكومة الجديدة ، في وقت قالت فيه تمت مناقشته مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير الاثنين الماضي ، وأكدت تمسكها فيما يتعلق بالمحور الاقتصادي والاجتماعي بتنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادي القومي ، وبمحور السلام بتنفيذ اتفاق سلام جوبا واستكماله بالوصول لاتفاق شامل مع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو ، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور . ونوهت المصادر الى أن المجلس المركزي لقوى التغيير تمسك فيما يختص بالمحور الأمني بضرورة التركيز على اعادة هيكلة واصلاح الأجهزة الأمنية والشرطية والعسكرية كمدخل لبناء منظومة الأمن القومي ، وفي محور العلاقات الخارجية شددت قوى والتغيير بحسب المصدر على ضرورة الالتزام بسياسة خارجية متوازنة بعيدة عن المحاور الاقليمية والدولية، وذكرت المصادر ، أن التعامل مع القضايا المستجدة خاصة ملف التطبيع مع اسرائيل أكد المجلس المركزي على ارجاء البت فيه الى حين تشكيل المجلس التشريعي مع تجميد كافة الاتفاقيات ، وأضاف، كذلك في محورقضايا الانتقال أكد المجلس على أن التصدي للردة والثورة المضادة وتفكيك بنية الاستبداد والفساد تحتاج لالتزامات أكبر من الحكومة الجديدة. وأوضحت ذات المصادر التي فضلت حجب اسمها ( للجريدة) أن البرنامج عبارة عن رؤية سياسية تم فيها تحديد أولويات الحكومة الانتقالية وقالت ( كان من المقرر أن أن يناقش مجلس الشركاء البرنامج أمس لكن تم تأجيله الى اليوم الخميس، وأوضحت ذات المصادر أن الرؤية التي تقدم بها حمدوك الهدف منها الاتفاق حول التطبيع مع اسرائيل واستمرار الحكومة في تنفيذ سياسة صندوق النقد الدولي والتحرير تعويم الجنيه وأكدت المصادر أن العلاقات الخارجية مازالت موضوع خلافي لوجود أطراف كثيرة داخل قحت رافضة لاتجاه الحكومة نحو التطبيع ، ونوه إلى أن البرنامج الذي قدمه حمدوك حمل لمسات العسكر.

*حبر على ورق

في الصدد ، يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير الطيب العباسي ، إن برامج حمدوك لم يكن شفاف بل كان عبارة عن خطوط عريضة دون الخوض في تفاصيله ، مشددا على ضرورة أن يأتي البرنامج من الحاضنة السياسية وبعدها يطرح لمجلس الوزراء ثم يقوم حمدوك بعرضه على وزرائه ليقوموا بتنفيذه ، وأبدى العباسي أسفه من تعامل الحكومة مع البرامج التي تطرح عليها ، مؤكدا أن كل البرامج التي تقدم لها تتجاهله ولا تعمل بها ، وشدد العباسي في حديثه لـ(الجريدة) على ضرورة أن تكون هنالك مناقشة للبرنامج ، بجانب أن يكون مسؤولية تضامنية لكل الحكومة وحواضنها ، وقلل العباسي من البرامج القادم لجهة أن المجلس التشريعي الذي يراقب ذات البرامج لم يشكل ، لافتا إلى إنه سيكون حبر على ورق في حال لم يوجد مجلس تشريعي يراقبه ، مشددا على ضورة أن يكون جزء من إنفاذ البرامج ، واردف ، كذلك اي برامج بدون مراكز دراسات إستراتجية سيكون مجرد حلم وعليه يجب أن يوضع من جهات متخصصة لكي يكون البرنامج بالطريقة الفعالة والمرجوة والتي من خلاله يخرج السودان من بر الامان .

*برنامج غير مجدي

ويرى الخبير الاقتصادي عثمان أدم الشريف أن تطبيق روشتة البنك الدولي التي سينفذها حمدوك في برامجه لن تفضي إلى نتائج ايجابية حال تبنيه لهذه الخطوات مقرونة في هذه اللحظة ، وأضاف، المواطن السوداني ينتظر من هذه الحكومة النظر بجدية لحاله و الذي اصبح كل يوم ما بين صفوف انتظار الخبز والغاز وما بين معاناة قطوعات الكهرباء وارتفاعاً للاسعار بصورة متسارعة دون توفر اسباب لتلك الزيادة، فهذه المشكلات بحسب الشريف الذي تحدث لـ(الجريدة) لابد ان تقابل ببرنامج وطني تستثمر فيه تنوع الموارد المختلفة التي يتميز بها الاقتصاد السوداني ، مؤكدا أنها تستطيع ان تستوعب فيه برنامج اقتصادي تنموي وطني يكون المخرج للضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الراهن السوداني ، وتابع ، أما ملف التطبيع فقد حسم حيث مضت فيه الحكومة بعيداً دون تلمس العائد البرغماتي له ، فالتطبيع بحسب عثمان كان ولا سيزال كرت ضغط لحكومة الفترة الانتقالية من قبل دول ومحاولة منهم لإستيعابها في محاور اقليمية جديدة بالمنطقة ، لافتا إلى إنه لن يكون له عائد وفائدة على البلاد .

*برنامج سابق

من جهته يقول الخبير الاقتصادي الاخر الفاتح محجوب ، إن البرنامج الذي طرحه حمدوك هو ذات البرنامج الذي سبق له ان عقد اتفاق على تنفيذه مع شركاء السودان وهو برنامج إصلاح سياسي واقتصادي ، وتابع ، بما ان حمدوك واجه معارضة قوية سابقا من بعض مكونات قحت حول الغاء الدعم السلعي وايضا حول السياسات الخارجية فإن الاتفاق بشكل رسمي يقلل من المظهر الخلافي السابق للحكومة خاصة في قضايا التطبيع ورفع الدعم ، واردف ، البرنامج ينظم أيضا العلاقة مع العسكر ويزيد من سلطة الحكومة المدنية بإنشاء المجلس التشريعي ووضع كافة الشركات الحكومية والعسكرية تحت إشراف المالية .

* برنامج متوازن

في ذات السياق أستبعد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة امدرمان عبده مختار ، أن ينفذ حمدوك في برنامجه علاقات خارجية متوازنة لجهة أن السياسة الخارجية للفترة الانتقالية ليست في يد حمدوك بل المكون العسكري في مجلس السيادة يتحكم فيها ، وأضاف مختار (الجريدة) إذ كان حمدوك يريد أن ينفذ برنامج متوازن في العلاقات الخارجية عليه أن يضع حدا لتدخل المكون العسكري في مجال السياسة الخارجية ، مؤكدا أن المكون العسكري ظل يقوم بعديد من الزيارات أبرزها زيارة الفريق البرهان إلى يوغندا ولقائه بالرئيس الإسرائيلي ، فضلا عن عديد من الزيارات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى