محمد إدريس يكتب :مناوي.. الشجعان لايخشون التسامح..!!

الخرطوم الحاكم نيوز
*عقب التحول الديمقراطي في جنوب افريقيا الذي أوصل ايقونة التحرر نيلسون مانديلا إلى سدة السلطة، والذي أنهى حقبة الفصل العنصري هناك، تأسست (لجنة المصالحة والحقيقة) طبق قانون تعزيز الوحدة والمصالحة الوطنية، بصلاحيات الاستدعاء والتحقيق في أنماط انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الموظفون الرسميون خلال ٣٤ عاماً،اللجنة أمرت بدفع تعويضات للضحايا، والتقى الجناة والضحايا وجها لوجه،لتضميد جراح الماضي ثم بدأت مرحلة بناء جنوب أفريقيا الجديدة، على أساس التسامح والعدالة..!!

*كأنما اقتفي ذات الأثر، وطبق شعار مانديلا (الشجعان لايخشون التسامح)،ظهر القائد مني اركو مناوي رئيس جيش وحركة تحرير السودان في مؤتمر صحفي للحديث حول راهن المشهد السياسي داعياً لمااسماها المصالحة الاجتماعية والسياسية الشاملةللخروج من المشاكل،التي لاتستثني احدا،فضاءها واسع بين جميع السودانيين ولاتقصي الإسلاميين وبين مكونات قحت ذاتها المتنافرة،كلبنة أولى لبناء مستقبل السودان واخراجه من براثن الصراع والكيد السياسي!

*لايبدو على (كمرد مناوي) اي إهتمام بردة فعل قطيع مستجدي السياسة، على فحوى دعوته التي ظل يرددها بشجاعة في اكثر من منبر،بطبيعة العقلانية والرشد السياسي اللذان يميزان قادة حركات الكفاح وفي ومقدمتهم مناوي وجبريل والهادي إدريس..!

*مبعث هذه العقلانية والنضج السياسي التجربة القاسية للحرب ودفعهم لفاتورة باهظة الثمن، لايقدر عليها أصحاب الحلاقيم الكبيرة من ساكني القصور الخرطومية من قادة الأحزاب، التي قفزت على قطار الثورة في أبريل من أمام القيادة العامة، وحاصل جمع نضالها تروس ولساتك مشتعلة لصبيان غرر بهم وتم شحنهم في إتجاه الإنتقام والتشفي لتكون النتيجة مانعيشه الان من فشل وانسداد أفق..!

*العنوان العريض لدعوة مناوي التسامح وبدأ صفحة جديدة،مع محاسبة جميع المجرمين بالقانون عبر القضاء والنيابة ،وكان شجاعاً حينما قال ابدأ بنفسي اذاكنت مذنبا، وأن إقصاء اي مجموعة سيعيق التغيير وسيزيد من التنازع بين الحاكمين والمعارضين ويهدر موارد وإمكانيات البلد في الصراع ويعرقل الفترةالانتقالية!

*لم يغفل مناوي توضيح نقطتين هامتين، الأولى قواته الموجودة في ليبيا، والثانية المحاصصة في السلطة التي أخرت التشكيل الوزاري قائلا إن المجموعة التي ادعت أنها تمثل الثورة تسعى للتكويش علي المناصب نحن كذلك نريد المشاركة ، وبرر بأن جود قواته في ليبيا كان اضطرارا وليس طوعا وأن جميع قواته الان في السودان مع زوال أسباب الحرب وأنهم لم يكونون ضد طرف من الأطراف!

*دوت القاعة بالتصفيقات الحارة للاحاديث الصريحة والقوية لمناوي الذي تحدث قرابة الساعتين والنصف وأجاب على جميع الأسئلة الصعبة بعد عودته من ألمانيا حيث زار أسرته التي تقيم هنالك، حيث أسدل الستار على فضول الصحفيين حول نتائج الزيارة التي كان يتوقعها البعض ذات طابع رسمي.!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى