على احمد عباس يكتب : الطريق نحو التحول الديمقراطي

الخرطوم الحاكم نيوز

غير مدرك وواهم لطبيعة وطينة وعجينة انسان السودان وأهله من ظن أن ثورة ديسمبر المجيدة قد تفجرت واندلعت بسبب جوع او مثغبة أو انعدام وقود ودواء وكهرباء وغيرها مما كابد منه انسان السودان إبان عهد الإنقاذ المباد،، لا والف لا فالثورة تفجرت لنيل الحرية ونشر السلام وتحقيق العدالة كقيم وحقوق حرم منها شعب السودان ثلاثين عاما حسوما،، تلك القيم الفاضلة والمبادئ السامية كانت هى وقود الثورة وزادها لانتزاعها عنوة من براثن الطغيان والاستبداد وكان هدفها ومرامها الأول الذي قادها الي النصر على دولة البغي والفساد،، ومضت الثورة تشق طريقها وتثبت اقدامها بفضل قوة جماهيرها التي خرجت بالملايين في كل مكان من أرض السودان في مدنه واريافه وقراه شيبه وشبابه نساؤه ورجاله خرجوا جميعا لقيادتها وحمايتها فأصبحت حقيقة بعد أن كانت حلما واملا طال انتظاره،،ومضت مسيرة الثورة وتسارعت خطاها والكل يمني النفس بإنزال شعاراتها الي ارض الواقع بتاسيس دولة ديمقراطية حديثة تتوفر فيها الحرية ويتحقق فيها السلام وتطبق فيها العدالة،، ومن خلال مسارها كتب دستورها وتشكلت هياكل سلطتها التي اتت مشاركة بين العسكريين والمدنيين على النحو الذي نعايش والذي جاء بأسف يشوبه كثير من العوار والعلل فكثرت المطبات وتعددت التقاطعات نتج عنها الوضع الراهن بكل مشاكله وهشاشة بنيانه التي باتت تهدد مسار الثورة بجملة من المخاطر في أمنها ومعيشة اهلها،، بل ان شعاراتها الخالدة التي رفعتها لتمتين ثقافة الحكم المدني وبسط الحريات واعلاء قيم الحق والقانون كادت تتلاشى وتندثر ،وقد ظهرت ثقوب عديدة في جسم الثورة بسبب التناحر والتشاكس بين فصائلها ومكوناتها مما اتاح الفرصة لفلول نظام الإنقاذ واذنابه أن يتسللوا من خلالها فظهروا من جديد بصورة سافرة على مسرح الأحداث مستغلين سماحة الثورة وكرمها في بسط الحريات وبفضل تراخي بعض السلطات فاعملوا معاول هدمهم تخريبا وتخذيلا وتحريضا فى كل ارض السودان بطولها وعرضها دون حسيب ولا رقيب وانتشروا بخطة محكمة ومحبوكة في كل وسائط التواصل الاجتماعي وكافة الوسائل بما فيها منابر المساجد وشاشات الدولة،، وقد نجحوا باسف في غفلة من الجميع وتمكنوا من اختراق كثير من أجسام الثورة ومكوناتها وتنظيماتها الوليدة فاشتعل الشارع واستجاب لتحريضهم الخبيث دون وعي ولا ادراك.
وهنا لا بد أن يقرع ناقوس الخطر لتنبيه الثوار لمالات ما يجري لعل الثوار بوعيهم وحسهم الثوري ونضجهم الذي لا بد يستدعوه لينتبهوا لما يحاك لهم وما يساقون له من ردة والا يسمحوا للفلول أن يخترقوهم ويشقوا صفوفهم ويزرعوا الفتنة بينهم ويعملوا على تخذيلهم مستغلين أزمات الخبز والوقود والكهرباء والدواء لان الثورة عندما اندلعت لم تكن بسبب جوع او مثغبة ويدركوا انها تفجرت لتحقيق الحرية والسلام والعدالة التي حرم منها شعب السودان ثلاثين عاما. ونربا بالثوار أن يصبحوا أدوات تخريب ومعاول هدم لتحقيق نزوات ومطامع لفلول النظام يسعون لتحقيقها متسلقين على اكتاف الثوار ومتحججين بتلك الأزمات الطاحنة والمعيشة الضنكة التي يكابد منها المواطنين وليتذكر الثوار أن كل تلك الأزمات هي ورثة مثقلة من نظام الإنقاذ المباد تراكمت ونشأت كنتاج طبيعي لفسادهم ونهبهم لموارد البلاد باخضرها ويابسها وقد تركوا خزائنها خاوية باعتراف عرابهم وسدنتهم.
وليعلم الثوار أن الفلول لا زالوا يحلمون ويمنون أنفسهم مرة أخرى لسدة الحكم فيتحايلون بكل الحيل والوسائل بل هم على استعداد للتحالف مع الشيطان لواد الثورة واجهاضها ووقف مسيرتها فغازلوا العسكر وكالوا لهم المدح للتقرب منهم فحشدوا لهم فلولهم وتابعبيهم من المتاسلمين مقدمين لهم فروض الولاء والطاعة وعملوا على حثهم على الانقلاب على شركائهم في السلطة المدنية وهكذا مضوا في سعيهم لضرب الثورة في مقتل وهذا الحلم يصبح بعيد المنال اذا كانت جماهير الثورة وخاصة شبابها واعية لما يحيكه الفلول من تآمر ما اظهروا منه وما ابطنوا وراء حجب. إن وعي الجماهير وتوحيد كلمتها وتنظيم صفوفها وحرصها على حماية مكتسبات ثورتها هو السلاح الوحيد لدحر فلول النظام المباد وكسر شوكتهم وافشال مخططاتهم ومحاولاتهم لاختراق صفوف الثوار بعد أن تفرقت تنظيمات الثورة ايدي سبأ وتشتت شملها واختلفت فيما بينها بعد أن كانت وحدة واحدة قادت الثورة عند اندلاعها بكل قوة وثبات واقتدار عبرت بها إلى بر الأمان ولكن بأسف دب بينها الخلاف والاختلاف فتنكبت الطريق وأصبحت لقمة سائغة لكل طامع ومغامر وأصبحت كلمتها دون قيمة ورايها دون وزن وصوتها خافت لا سامع له وتجلي ذلك بضعف من جلس باسمها في كراسي الحكم الشئ الذي بات يهدد هدف الثورة الأول بتحقيق التحول الديمقراطي وتأسيس دولة السودان الديمقراطية الحديثة الذي لن يتاتي الا بوحدة وتماسك وصمود جماهيرها التي تمثل صمام امانها وممثلها الوحيد في الساحة لقيادة قطار الثورة للوصول به إلى محطة الانتقال والتحول الديمقراطي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى