الرادار – ابراهيم عربي – (الفشقة) … الحصة وطن ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
بالطبع لا ندعو لقتال أو حرب مع جيراننا لا سيما الشقيقة أثيوبيا ، وهذا ما أكدته قياداتنا (السيادية والتنفيذية والشعبية) ، ولكننا في ذات الوقت لن نصبر كثيرا علي إستفزازات وإعتداءات أثيوبيا وشفتاها ومليشياتها ، المستمرة علي حدودنا وجيشنا وأهلنا العزل في داخل أراضينا وفي حدودنا الشرقية في منطقة الفشقة ورفيقاتها خاصة ، ولن نجامل ولن نساوم ولن نتنازل عن شبر منها  . 
ربما لا تعلم أثيوبيا أنها قد أهدتنا فرصة ثمينة بإعتداءات قواتها علينا ، أهدتنا فرصة لوحدة صفنا من جديد بتعدد إثنياتنا ومكوناتنا السياسية والمجتمعية ، أهدتنا فرصة للتكاتف والوقوف مع جيشنا في صف واحد في خندق الشرف والمدافعة عن أراضينا بالنفس وبالمال ، ولذلك كانت تلكم التجريدات والمبادرات المجتمعية السودانية التي هب لها الجميع رجالا ونساء ، عسكريين ومدنيين وستستمر من كل حدب وصوب لأجل الوطن .
فالتاريخ يعيد نفسه من جديد ، عندما إحتلت قوات جنوب السودان (الوليدة من رحم السودان) ، إحتلت هجليج في العام 2012 ، مع الأسف بمساعدة بعض بني جلدتنا من حاملي السلاح وقتها (وهم الآن علي سدة الحكم) ، هب أهل السودان وبل تجاوزوا خلافاتهم الداخلية والصراع حول كرسي السلطة ، وكانت قد سبقت تلكم الأحداث (مذكرة الألف أخ الإصلاحية) والتي دفع بها الشباب يطالبون بالإصلاح داخل دولاب الدولة ، كانوا يرونها قد إنحرفت عن جادة الطريق ، إلا أن إحتلال هجليج قد وحد صف الجميع ، فخلعوا ثوب الخلافات ولبسوا ثوب الوطن حلة ذاهية . 
حقا لن ندع ذات هفوة العمالة والإرتزاق والتي تسبب فيها بعض بني جلدتنا الذين باعوا الوطن بحفنة من الدولارات لتقاطعات المصالح وقتها ، حينما إستضافتهم أثيوبيا وتوأمتها إرتريا وساعدتهم وقدمت لهم المساعدات والتسهيلات العسكرية والمدنية لأجل مصالحهما ، فانشغلت قواتنا المسلحة حينها بحروبها الداخلية في الجنوب والغرب والشرق ، مما عزز موقف أثيوبيا لأجل فرض سيطرة قواتها ومليشياتها علي تلكم المناطق أكثر من (25) عاما . 
الآن قد تغيرت الظروف في السودان ، وأن أثيوبيا تعلم بأن من كانت تدعمهم وتساعدهم ، هم الآن مسؤولون علي سدة الحكم وأن المعارضة ما أصبحت ذات المعارضة ، وان الجميع قد أدرك إنها كانت (غلطة وغفلة) ، وقد توحدت إرادتهم الوطنية خلف جيشنا وحدودنا وحقوقنا ف(الحصة وطن) !.
وبلاشك لن تتوقف تجريداتنا بل ستستمر لتعزيز تمسكنا بأراضينا وإصلاحها وتنميتها والتي تم تحديدها ومنصوص عليها في إتّفاقية 1902، وكذلك إتّفاقية 1972 لترسيم الحدود بين الدولتين (السودان وأثيوبيا) ولم ينقصها إلا الترسيم على الأرض بوضع العلامات وقد ظلت أثيوبيا منذ وقتها تماطل بمزيد من فرض سيطرتها عليها (لشيئ في نفس يعقوب) ، حقا لن نتراجع خطوة للوراء عن أرضنا ، ولكننا أيضا لن نرفض أي وساطة أو مبادرة جاءت بها الدول الشقيقة والصديقة ، بل نرحّب بها ولكن (لا تفاوض ولا مساومة) بل لأجل تنفيذ ترسيم الحدود بموجب تلكم الإتفاقيات المذكورة ، ونطالب بريطانيا بان تقوم بدورها وتبرئ ذمتها .
علي الأثيوبيين أن يقدروا إحترامنا ومساعدتنا لهم في السراء والضراء ، وعلي منسوبيهم أن يكفوا عنا إستفزازاتهم المتكررة ، وعليها أن توقف أكاذيب عضوها في لجنة الحدود الإثيوبية السودانية المشتركة وهيب مولونه عند حده ، حيث لازالت لجنتها تتهمنا أحيانا بالعمالة والوكالة لطرف ثالث ، وأحيانا تدعي زورا وبهتانا أن الجيش السوداني قد إستغل إنشغالاتها الداخلية وإستولي علي أراضيها وممتلكات مواطنيها.
أولا : نؤكد أننا لن نعتدي بل إستعدنا أراضينا وستظل قواتنا عليها ونتمسك لها .
ثانيا : نطالبها رسميا وشعبيا بتوضيح مزاعم عضو لجنتها تلك وماذا يقصد بالوكالة ولمن وما هو الطرف الثالث ؟! .
وعليها أن تكف لسان ملونه هذا وتوقفه عند حده ، دون تلكم الإتهامات التي لا أساس لها من الصحة ، ونؤكد بأننا لسنا وكلاء أو أجراء لأحد بل ندافع عن حقوقنا وأراضينا بالاصالة وليست بالوكالة .
أما إن كان يقصد مولونه هذا ، الربط ما بين مشكلة الحدود ومفاضات سد النهضة بين (أثيوبيا ، مصر ، السودان) ، فإن الدكتور معاذ تنقو عضو اللجنة ورئيس لجنة ترسيم الحدود السودانية قد دحض تلكم المزاعم والإدعاءات الأثيوبية ، وقال إذا رفضت أثيوبيا إتفاقية ترسيم الحدود المذكورة تلك فإن ذلك يعني ان بني شنقول منطقة سودانية وبالتالي ما ينطبق عليها ينطبق علي سد النهضة .
علي كل فإنما ظلت ترمي به أثيوبيا مجرد أكاذيب وأن الهجمات علي الأراضي والقوات السودانية نفسها بدعم وإشراف الجيش الفيدرالي الإثيوبي وليست (الشفتة) والمليشيات كما تزعم ، ولذلك ونقولها بكل عزة وكبرياء أراضينا دونها المهج والأرواح ولن نترك شبرا منها ، وقد عادت الحقوق لأهلها وهي مزارع وحواكير لمواطنين سودانيين وستظل سودانية .
وليس ذلك فحسب بل علينا أن نطلق المبادرات الواحدة تلو الأخري لمزيد من التكاتف من أجل تعمير تلكم الأراضي وتعبيد الطرق وإنشاء الكباري والعبارات والمشروعات ذات الصلة بالأمن والإستقرار والتنمية والخدمات ، فالوقت والظروف ليست في مصلحة أي تلكؤ لاسيما وأن موسم الأمطار علي بعد أشهر قلائل ، يجب أن تنطلق الجهود وتتكاتف اليوم قبل غد (الحصة وطن) . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى