مصطفي سيد أحمد 25 عاما على الرحيل

25 عاما مرت علي رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد

كتب نوح السراج

في صبيحة اليوم الموافق 17/1/1996 خيم حزن عميق على الشعب السوداني برحيل الفنان مصطفى سيداحمد في دولة قطر بعد صراع طويل مع المرض بعد أن أصاب الفشل الكلوي جسده النحيل وكان استقبال جثمانه في مطار الخرطوم حدثا مؤثرا، ضجت الشوارع بالمواطنين بكافة أطيافهم رغم منع السلطات الأمنية للجماهير من الحضور .. والتعتيم الإعلامي على خبر وفاته .. تغني مصطفى بالعديد من الاغنيات التي ظل الشعب السوداني يرددها .. فقد كانت تحمل من الأفكار .. فوضعت مصطفى في المقدمة لأنه كان لا يغني من أجل المغني بل من أجل التنوير ونشر الوعي والدفاع عن الغلابة .. فصنع لنفسه هرما ثقافيا في بلاد السودان الواسعة ..، فعرفه القاصي والداني .. فكانت حفلاته قبلة لكل المثقفين والأدباء والشعراء والشباب الذين كانو يرون فيه امال الغد واحلامهم وتطلعاتهم .

هلاوي : يحكي قصة اول لقاء له بمصطفى ويقول بكيت عندما استمعت لاغنية الملام لاول مره

سيف الجامعة : مصطفى كان يرى ان دور الفنان في التنوير يوازي الدور المتفق عليه في الترفيه

المعروف ان مسيرة مصطفى سيد احمد بدأت فعليا على نطاق واسع وانتشرت في العام 1980 اثناء مشاركته في مهرجان الثقافة الثالث

في ليلة الواعدين باغنية ( الشجن الاليم ) كلمات الشاعر صلاح حاج سعيد والحان الموسيقار محمد سراج الدين

وفازت الاغنية بالمرتبة الثالثة في المهرجان , ويعد المهرجان بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لمسيرة مصطفى نحو العديد من الاجهزة الاعلامية ..

الشاعر عبد الوهاب هلاوي كانت تربطه علاقة وثيقة بمصطفى سيد احمد تحدث عن مسيرة الفنان الراحل مصطفى سيد احمد قال هلاوي :مصطفى سيد احمد كما عرفته كان عجيبا ومدهشا ,ذلك الراحل .. هو من بين مجموعة صغيرة جعلت من ارتباطي الفني بهم قيمة لا تدرك بالاحرف والكلمات .. وكفاها تظل مسألة للاحساس والشعور .

تعاوني معه كان سريعا وخاطفا لم يتعدى سوى بعض السنوات ,فتمنيتها لو طالت .

هو نفسه وبكل مشروعه الفخيم جاء الى الدنيا كما يجيء الطيف .. القى نظرته , قال كلمته ومضى دون ان يلقي على الاحباب كلمة الوداع او يقول ( موعدنا غدا ) .

كنت انا واخرين في المنطقة الوسطى في حياته الفنية , وقد سبقني الشعراء صلاح حاج سعيد والراحل محمود حسين خضر ذلك على سبيل المثال .

ليجيء بعدنا جيل الشعراء يحي فضل الله وعاطف خيري والكتيابي وازهري محمد علي ومدني النخلي والقائمة تطول .

وفي سؤال للشاعر هلاوي عن اول مره تعاون فيها مع مصطفى سيد احمد قال :

حين زارني في داري ببحري لاول مره طلب مني عددا من النصوص , اخذاغنية ( الملام ) وذهب بعد ان اودع المكان سحرا لا يقاوم , الحقيقة لا اعرف الطريقة التي اوصل بها الاغنية للموسيقار يوسف السماني الذي لحن الاغنية

لكن كل ما اذكره انني بكيت حينما استمعت لمصطفى يغنيها لاول مره , ولا زالت هذه الاغنية من احب الاغنيات الى نفسي .

اذكر كذلك انني كتبتها على صفحة ( علبة سجاير ) فارغة , وانا داخل حافلة تحملني من المؤسسة بحري حتى الشارع قبالة الاذاعة السودانية ببيت المال .

ويواصل هلاوي حديثه فيقول كل هذا لا يعني القارئ في شيء , ما يعنيه ان مصطفى سيد احمد كان ظاهرة نادرة الحدوث .

في سؤال اخر لهلاوي عن تقييمه في كلمات لتجربة مصطفى سيد احمد قال :

مضى مصطفى سيد احمد وقد منحنا درسا في العشق والرسالة ,

كلمة حق اخيرة اسطرها في ليلة رحيله اقول ( اعجب ما قد كان فيه ذلك الاحساس الذي يدسه في قلبك , فتشعر انك صديقه الوحيد , بينما لا تعدو انت من ان تكون نقطة مضيئة واحدة في قلب رجل يختزل النجوم والاقمار والشموس ) .

الفنان سيف الجامعة كانت تربطه به علاقة وثيقة ليحدثنا عن تجربة الفنان مصطفى سيد احمد .. قال سيف :

مصطفى سيد احمد يمثل فكرة وعنوانا للاحترام والالتزام , فقد تميز بالاغنيات الهادفة , وكان يرى ان على الفنان دورا في التنوير يوازي الدور المتفق عليه في الترفيه , وهذا ما جعل من اغنيات مصطفى خالدة لانك تجدها تناقش قضايا كثيرة وتعبر عن الكثير من المسكوت عنه .

فقد كان صوتا للشباب وللشعراء الذين كانو يعبرون عن امال وطموحات جيلهم .

يقول سيف لازلت استحضر مقولة لمصطفى سيد احمد لا زالت ترن في اذني حينما كان يخاطبني يقول لي ..

( نحن الذين افسدهم الوعي , وافسد عليهم حياتهم , كان من الممكن ان نكون فنانين عدادات وحفلات راقصة واغنياء نركب اجمل السيارات الفارهة ونرتدي افخر الثياب , لكنه الوعي الذي اشقانا وافسد علينا حياتنا , لم نندم بعد هذا كله ) .

السودان اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى