الرادار – ابراهيم عربي – (جبريل) … Take Care 

الخرطوم الحاكم نيوز
(قطعت جهيزة قول كل خطيب) ، فقد إكتملت المشاورات وأصبح الدكتور جبريل إبراهيم قريبا جدا من كرسي وزارة المالية والإقتصاد (المحرقة)، وبالتالي تكون الحركة قد أوفت بوعدها وقدمت قيادتها وأفضل مالديها من كوادر وقيادات لحكومة الشراكة الإنتقالية ، فأهلا بالدكتور جبريل إبراهيم وزيرا للمالية والإقتصاد ولسنا ضد توليه هذه المهمة الشاقة التي فشلت فيها حكومة حمدوك في ظل تلكم الظروف الإستثنائية ، ولكننا بدافع الإشفاق علي الرجل لتولي هذه المهمة الشاقة ، حقا يالدكتور جبريل (Take Care) !.
بلا شك أن الأوضاع في البلاد لا تحتمل ، فالوقت لا ينتظر ! ، ولكن لسنا حقلا للتجارب الفاشلة ، ولن نقبل بتجريب المجرب وتدوير النفايات لتمرير الفاشلين ، الشعب يريد حكومة كفاءات وليست مجرد محاصصات لتقسيم كيكة السلطة ، ولن نسمح بتعلم الحلاقة علي رؤسنا ثانيا كما فعلت بنا حكومة حمدوك من قبل ، وقد ظل يقولها بكل سخرية البعثي محمد ضياء ، الذي فشل في مهمته فحطم أسطول مواصلات الخرطوم ، يقول أن رفاقه الفاشلون جاءوا ليتعلموا الحلاقة علي رؤوس الشعب ، ولكن تقولها بالمكشوف وليس بالدس لا وكلا أيها الفاشلون !.
قطعا لن نقبل بالمحاصصات وإلا أن تأتينا الحرية والتغيير (قحت) بكويماتها وخلافاتها وشركاءها في الجبهة الثورية والمكون العسكري بأفضل مالديهم من كوادر وقيادات مؤهلة وقادرة علي تحمل قيادة المرحلة الإنتقالية كمرحلة تأسيس لإخراج البلاد من أزماتها التي إستفحلت ، وبالتالي لن نقبل أي إعتذارات أو محاصصات ، وإلا الدفع بأفضل القيادات المؤهلة لقيادة المرحلة الإنتقالية ، وبالطبع سنحاسب عليها هؤلاء نجاحا أم فشلا .
الدكتور جبريل ، إستبشر بكم الشعب خيرا كإضافة كفاءات حقيقة للحكومة الإنتقالية ، وينتظر منكم المواطن تحقيق العيش الكريم له ، وقد إنعقدت عليكم الآمال والطموحات والأحلام التي هزمتها حكومة حمدوك الإنتقالية الفاشلة ، التي وقفت عاجزة دون توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للشعب الذي جاء بها عبر ثورة شعارها (حرية ، سلام وعدالة) .
فالواقع أن حكومة حمدوك قد تملصت من كل واجباتها تجاه المواطن ، وبالتالي أصبحت الأوضاع في البلاد تعاني ندرة في الحصول علي السلع والخدمات ، ولازالت الصفوف متراصة كبارا وصغارا ، رجالا ونساء في سبيل الحصول علي الرغيف والوقود والغاز ، فشلت حكومة حمدوك دون تقديم حلول ناجعة وقد تجاوز التضخم 300% وارتفعت أسعار السلع والإحتياجات الأساسية لأكثر من 500% ، فيما هبطت العملة الوطنية لأدني مستوياتها مقابل الدولار والعملات الأجنبية ، وبالتالي البلاد في حاجة ل(نفرة وطنية) ولن تكتمل دون تسامح وتصالحات ، ونحسب أن الحال لن ينصلح دون تضافر الجهود كافة وتسخير الطاقات الكامنة لخدمة الوطن ، فالسودان بلاد غنية بخيراتها في باطن الأرض وظاهرها من المياه والزراعة والثروة الحيوانية والمعادن وإنسانها المعطاء .   
ولذلك لست إنت يالدكتور جبريل وزيرا للمالية فحسب بل وزيرا للمالية والإقتصاد الوطني ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وبالتالي إنك رئيسا مناوبا لمجلس الوزراء ، ولكنك حتما لا تملك عصاة موسي ولن نطالبك بالمن والسلوي ، وأهلنا يقولون (الجواب يقرأ من عنوانه) ونقصد هنا بالعنوان الخطط والسياسات القابلة للتطبيق والتنفيذ والقياس والتقييم والتقويم ، فأي خطة لا تلامس قضايا وتطلعات الشعب تصبح بلا عنوان ، لا سيما وأن الإقتصاد أس الأزمة السودانية ، وبالتالي مالم تكن خططكم الإقتصادية واضحة وقابلة للتنفيذ وتصب في قالب إدارة الأزمة بشكل هارموني لن يكتب لكم النجاح ، وبالتالي سيثور الشارع عليكم ، وليست تلك بعيدا عن مآلات ميزانية الدولة للعام 2021 ، والتي أصبحت تعتمد علي المواطن وقد سرقت جيبه وأصبح لا يحتمل ، وبالتالي الفشل سيكون بمثابة الطامة الكبري وربما تدخل البلاد في فوضي ومرحلة (خيارات صفرية) .
الدكتور جبريل يجد المراقب أن (المالية والإقتصاد) قد أصبحت في ظل حكومة حمدوك الإنتقالية ، بؤرا للفساد والمحاصصات والشلليات والتمكين والأجندات الخاصة ، ودونك ما يحدث في وزارات (مجلس الوزراء ، التجارة والصناعة ، الرعاية الإجتماعية ، الطاقة والتعدين ، الزراعة ، الصحة والشباب والرياضة ومفوضية الإستثمار) وهنا نطالب بالمراجعة والشفافية ، وقد جاءت المحاصصات في التشكيلة الجديدة الحالية هكذا للمحافظة علي ذات التمكين ولذلك نحسب أن إدارة الإقتصاد قد تفرق دمها بين الوزارات (فاللبيب بالإشارة يفهم) ولا أعتقد أنها تفوت عليكم ، ونحسب أن إدارتك لم يكتب لها النجاح دون وضع يدكم علي كل مفاصل المال والإقتصاد تحت ولاية وسيطرة وزارة المالية والإقتصاد .
الدكتور جبريل لا ندعو لممارسة الدكتاتورية والإستبداد ، بل ندعو للتعاون والتنسيق وحسن الإدارة وولاية وزارة المالية علي المال العام ، وبالتالي يتطلب ذلك تنسيقا خاصا مع مؤسسات الامن والجيش والشرطة ليصب معينها في ماعون الإقتصاد الكلي للدولة ، وليست من المصلحة خلق عداءات أو خلافات لا سيما وان البلاد تهددها المخاطر في حدودها الشرقية وليست  حدودنا الشمالية والجنوبية بعيدة عن ذلك أيضا ، لا ندعو للمواجهة بل ندعو للحوار والتفاوض وليس التنازل والتخاذل ، ولكننا أيضا يجب علينا التحوط لكافة الإحتمالات ، علي كل يظل الأمل معقود عليكم ونعلم هنالك من يترصدونكم فشلا يالدكتور جبريل (Take Care) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى