من أعلي المنصة – ياسر الفادني – ورحلت خادمة القرآن الكريم….

الخرطوم الحاكم نيوز
رحلت عن الفانية…… أمنا الشيخة نفيسة ابراهيم شمو …أو كما يحلو للمريدين لخلاوي الفادني وأهلها (نفيسة بت رقية) الفقيدة…. سليلة أسرة مباركة وكريمة ظل أهلها يخدمون القران ويخدمون من يريد دراسة و حفظ القران عقودا من الزمان حفاة يهرعون مشيا ويمنة ويسارا خدمة لضيوف القران …..بل ويتفانون في ذلك وظلوا هكذا يبذلون الغالي والنفيس من أجل القرآن ، والدها شيخ متصوف ذاكر لله سبحانه وتعالي وعابدا وهو من الشيوخ الذين يشار إليهم بالبنان في السودان بصفة عامة وفي غرب السودان وبالذات في مدينة الجنينة بني عددا من دور العبادة وله مسجد كبير يقبع في مدينة الجنينة لا زال شامخا ومنارة للعلم والعبادة والذكر ، امها إمرأة صالحة سلسلة الفادنية وسليلة من اناروا (تقابة ) القران الكريم من عهد السلطنة الزرقاء ولم ينطفي بريقها ونورها حتي الآن….

رحلت السمراء …..ذات السمرة التي يضفي نور العبادة علي محياها القا وضياءا ، ثغرها الذي لا تفارقه البسمة علي الاطلاق ، السمراء ذات( الشلوخ) ( العراض) هذه الشلوخ التي تحكي سيرة صافية ، سيرة عمر إمتد عشرات السنين عاشت فيه تتفاني في خدمة ( الفقراء) وهم الطلاب الذين يأتون من بقاع السودان المختلفة بل ياتون من خارج السودان….! ولعل كل من درس و حفظ القرآن في خلاوي ودالفادني يعرفونها تماما ويعرفون طيبتها وتسابقها في خدمتهم وتقديم ما يرضيهم ، يعرفون طعم ملاحها وكسرتها التي يستلذون بها تذوقا وطعما وبركة ويعرفون كيف أنها تحرض أبنائها من أجل خدمة القرآن وأهله ، يعرفون كيف أنها علمتهم أن كتاب الله هو اعظم شييء في الوجود ويفوز في الدنيا والآخرة من يقوم بتدريسه وحفظه…علمتهم أن نور القران هو نور الله في الارض هذا النور الذي لاينطفي ابدا، علمتهم أن خلاوي ودالفادني هي امانة في أعناقهم يجب أن يتحملوها بمسؤولية وتجرد ونكران ذات …فلله درهم … حملوا الامانة ظلوا خداما للقرآن الكريم ولا يزالون….

خلاوي ودالفادني واحدة من الخلاوي الكبيرة في السودان أسست في عهد السلطنة الزرقاء ، ظلت جذوة القران فيها متقدة من ذلك الأمد ، خرجت العديد من الشيوخ أمثال الشيخ القرشي ود الزين الذي درس الإمام المهدي وعلماء مفكرين واساتذة الجامعات منهم علي سبيل المثال وليس الحصر البروفيسيور العالم العلامة علي شمو القامة الإعلامية والسياسية والرقم المعروف والبروفيسيور بشير محمد بشير الأستاذ الجامعي الذي تخرج علي يديه عدد من المميزين……. وغيرهم الكثير والكثير الذي صاروا منارات سامقة منهم من إنتقل الي رحمة ربه……ومنهم من ظل يشع علما ونورا فلهم التحية والاحترام جميعا…..يشرف علي هذه الخلوة العالم العلامة الشيخ محمد الخليفة الريح الذي في عهده تطورت خلاوي ودالفادني وواكبت التعليم التقني الحديث وهي الآن نموذج بحتذي به في التعليم الديني المتقدم والمتطور وهو إبن أمنا نفيسة( أم الفقراء) التي ارضعته حب القران الكريم وحب من يحبه وظل هكذا علي هذا المنوال ولم يحيد….

برحيل الشيخة( نفبسة بت رقية) فقدت البلاد واحدة من النساء العظيمات اللواتي غبرن ارجلهن…. وانحني ظهرهن….. من أجل خدمة القرآن واهله ومريديه…. بفقدها تكون خلاوي ودالفادني وقرية ودالفادني قد فقدت اما عظيمة حنينة وعطوفة وقد عرفناها صغارا وكبارا …. أما ظلت خدومة طوال عمرها لم يؤثر فيها….كبر السن ولم يؤثر فيها المرض أن يحولان بينها وبين واجبها التي جبلت عليه واحبته… الا رحم الله خادمة القرآن الكريم سليلة الصالحين والصالحات وجزاها الله خيرا بقدر ما قدمت وأشارت ونصحت وعلمت وربت احبابها .. وانا لله وانا إليه راجعون….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى