السر القصاص يكتب .. ويسألونك عن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل !

الخرطوم الحاكم نيوز

شكلت حركة العدل والمساواة السودانية حضورا لافتاً عقب اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة ، على المستويين الوطني والإقليمي ، حيث خاطبت قياداتها بالداخل منابر الثورة ، وإستمرت قيادتها بالخارج في دعم الثورة التراكمية عبر اللقاءات والمخاطبات والعمل العسكري ، ومؤخرا برز اسم الحركة بقيادة الاقتصادي والمهندس العسكري جبريل إبراهيم شقيق الراحل مؤسس حركة العدل والمساواة الشهيد خليل ابراهيم والرجل معروف ، برزت الحركة على المشهد السياسي بشكل منظم منذ بدء المفاوضات بين الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري ، حيث لمعت إطروحات الدكتور جبريل لحل الأزمة السودانية المتجذرة والمستفحلة والمعلومة بالطبع لدي الجميع .

وعطفا على هذا التنظيم الجيد فقد خطفت الحركة الاضواء وبدت أكثر جاهزية وتنظيم على المستويين الأفقي والرأسي ، وأصبحت القيادة تسجل يوميا هدف لصالح تواجدها في الشأن السوداني وهي مقاربة للأفكار التى نشأت عليها الحركة وقامت بها ، وهي بذلك تختبر شعاراتها ، فالعمل أصعب مراحل التطبيق للأفكار والرؤى وإطلاق الشعارات .

نضوج قيادة الحركة ووحدة الخطاب والقضايا ومرونة الطرح جعلت حركة العدل والمساواة السودانية الاكثر طلبا على نافذة المهتمين والسفراء وعسعس الدول وصائدي الجوائز السياسية .

ولقد إستفادت الحركة دونما غيرها من التنظيمات السياسية من رؤيتها المفتوحة للحل السوداني للأزمة أكثر من الأحزاب التى تبنت الثورة وهتفت بإسمها ، وصارت الحركة تتحرك في زاوية بقياس 380 درجة بمعني الكلمة ، فالحركة لا تري سببا في عزل (النُضاف) من الإسلاميين وغربلتهم ، وتري أنه من غير الصحيح ان تستئثر الحرية والتغيير بكل الكيكة طالما هناك أطراف أصيلة وكما لا تري سبباً وجيها يمنعها من المجاهرة برغبتها في العمل مع كل السودانيين دون سقوف وهذا ما جعلها تستهوي الكثيرين من من كانوا في الرصيف من كافة المحاور .

اتوقع ان تخرج الحركة بتحالف سياسي جديد يبتلع الخصومات وينقي الجراحات ويفتح الباب أمام تواجد مؤثر للحركات الموقعة على السلام في المشهد السياسي السلمي .

اري أيضا أن الحركة إستفادة من العوامل المحيطة وحالة الإحباط والشتات داخل الكتل الحزبية السودانية والتحالفات التى عجزت عن المواكبة للمتغيرات المحلية والدولية .
لاشك أن الحركة إستفادت من علاقاتها الدولية ووجود رجل العمل الخارجي بالحركة في قيادتها سهل لها الكثير واحتفظ لها ولفكرتها بعوامل التفرد من الكروت الرابحة .

أن إنفتاح الحركة المبكر على تقديم رؤيتها بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام بالسودان لاشك خلق لها حساد كثر واولهم الأحزاب السياسية التى ركبت موجة الثورة ولم تفلح في المقاربة .
_أعتقد أن الحركة ستجد نفسها قريبا أمام كماشات ومطبات لعزلها وشل حركتها هذا على الصعيد الداخلي ،، ولعلكم في المستوي الخارجي تابعتك المكائد التى تحاك لعزلها وتجريدها من الزخم الجماهيري حيث

كان لافتاً محاولة إثيوبيا قطع الطريق على هذه الحركة مبكرا ويمكن قياس ذلك من خلال الإجراءات التى إتخذتها إثيوبيا بترحيل رئيس الحركة د جبريل إبراهيم بُعيد لقائه بالسفير القطري لدي إثيوبيا وهو الأمر الذي أظهر قصر نظر دولة إثيوبيا وافقدها ميزة استضافة منبر التفاوض بين الأطراف السودانية ، وذلك في خضم موجة التعاطف مع آبي أحمد بعد وساطته بين المجلس العسكري الحاكم حينها والأطراف السياسية أو ما يعرف بالشق المدني وتوقيع الوثيقة الدستورية بدعم من الاتحاد الإفريقي وبعثته بقيادة الموريتاني ولد لبات .

عموما ملاحظاتي وقصاصات الرأي هذا جاءت عرضا وانا أقراء رد أو تصريح الجبهة الثورية بأن مسألة المصالحة مع الإسلاميين أو كما تطرح حركة العدل لن يؤثر على تماسك التحالف ، وانا اقول إنه سيؤثر حتما فالاطراف في التحالف مربوطة بإطراف ، لها فلسفتها الخاصة في بتر الإسلاميين من المشهد ولكن !

في هذه المرحلة يجب التأكيد على أن الدولة برمتها أمام محك الاقتصاد الذي تولته في الفترة السابقة وحتي الان كفاءات عديمة النفع جلبت الفشل وتدثرت بقبضة الشركات الأمنية على الاقتصاد وهي رواية تكذبها الوقائع وتدحضها الظروف الراهنة والحقائق بائنه والتى لن تنتهي بالفاخر والبدوي ولن تنتهي بمستشاروا حمدوك الواجب عزلهم وتنحيتهم قبيل البدء في إطلاق النسخة الثانية من حكومة الثورة والاولي من هجين الأحزاب السياسية والحركات الموقعة على السلام الجزئي!

ختاما اري وبصدق شديد أن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل تلعب الان مباراة ماراثونية في ارض خصبة لصالح افكار ناجحة وبإدوات تحتاج لتعقيم وقليل من التقانات السياسية والجماهيرية الجديدة لتتجاوز بلادنا البل العام والبل الجغرافي ، نحو السودان للسودانيين/ات جميعهم الا الفاسد والمندس وممثلو المنظمات المشبوهة الذين مكنتهم قحت من مصادر القرار .

وملاحظة مهمة يجب النظر إليها وهي ان كثرة الشعارات تُنسي الفكرة الجوهرية وتقتل القضية الحية المعروفة للعامة والخاصة .

حتى نجيب على السؤال كيف ينهض هذا البلد ويشعر مواطنيه بصدق شعارات الساسة ويلمسوا النتائج ، والنية زاملة سيدا ..

الخرطوم 4 يناير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى