محمد إدريس يكتب : محاضرة السفير الإثيوبي..!!

الخرطوم الحاكم نيوز

ولا اني كنت متأكد تماما بأن الندوة التي عقدت الأربعاء الماضي بقاعة وزارة الثقافة على شارع الجامعة هي بدعوة من مركز دراسات القرن الأفريقي، حول العلاقات السودانية الإثيوبية علي ضوء التطورات الأخيرة،وبإشراف الدكتورة فاطمة النقر من جامعة الزعيم الأزهري، لخلت أنني في إحدى أندية أديس أبابا اتلقي محاضرة، اودورة تدريبية في كيفية التعامل مع قضية أراضي الفشقة من منظور إثيوبي بحت يبسط العدوان ويستسهل الإحتلال ويتهم بلادي بالتصعيد وان المعارك مهما استمرت لن تحل الأزمة اوكما زعم ( المو) ..!!

كان حديث الرجل منفرا بل مستفزا للمشاعر الوطنية، ومجافيا لتقاليد العمل الدبلوماسي، الذي يتطلب شاغله سعة الاطلاع والحصافة والمرونة،فالدبلوماسية حسب فهمي العام غير المتخصص/هي لغة الحوار والنقاش والاقناع وهي لغة العقل الهادي وأظن أن الرجل تعوزه تلك الخلفيات والمعلومات، عن من يتحدث إليهم وهو كما يبدو حديث عهد بوظيفة التمثيل الدبلوماسي التي تطلب كفاءة وخبرة وعلم وفن في التواصل بين الشعوب والدول!

لقد خان التعبير السفير الإثيوبي بالخرطوم وهو يتحدث بلغة غير دبلوماسية لاتخلو من (عجرفة)، وبدي كأنه يعطينا دروساً في المهنية والموضوعية وسط دهشة الأكاديميين والإعلاميين.. ومترجمه الذي فاقم من فجوة اللغة وحواجز الامهرنية بردود تعوزها حصافة الدبلوماسي ولباقة أحاديث المسؤليين الحكوميين في العادة..!

السفير امرو المو طفق يحدثنا مراراً وتكراراً بأنه مطلع على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بترسيم الحدود، وأنه كان عضواً في اللجان التي شكلت وأنهم كان لديهم اتفاق بأن يبقى الوضع كما هو عليه للمزارعين، اي ان يقض السودان الطرف عن إحتلال ترابه فاي (قوة عين) هذه واي استخفاف بعقول الحاضرين ،لكنه تحاشي الإجابة عن لماذا أزالت دولته العلامات الحدودية وماطلت في دفع مايليها من التكلفة المالية لإعادة ترسيم الحدود، وكيف أنفقت بالمقابل ملايين الدولارات في التغيير الديموغرافي وتعمير المناطق المحتلة وشجعت مئات المزارعين على توسيع رقعة الاحتلال الذي كان في البداية، بضع مزارعين لايتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، وماهو حجم التعويض الذي سيجنيه المزارع عن انتهاك أراضيه طيلة زمان الإحتلال، والممتلكات التي سرقت والأرواح التي ازهقت والكرامة التي أهدرت بدعاوي استهبالية فارغة عن ازلية العلاقات وهلمجرا..!!

يخوض جيشنا الباسل معارك الكرامة في تخوم (ابو عروض) لاسترداد أراضيه المغتصبة عنوة واقتدار،ويتلاحم الشعب مع الجيش ويرفرف العلم السوداني في مناطق الفشقة الكبرى والصغرى لأول مرة منذ أزمنة سحيقة،بينما يلقى علينا السفير الإثيوبي محاضرة ليحدثنا عن أهمية المعايشة مع الإحتلال، مثلما يحدث بين إسرائيل وفلسطين اوهكذا ينبقي!

ختاما نذكر بأن ينحي أسلوب الحكومة في التعاطي مع مثل هذه التصريحات منحى الحسم ،
ولاتهاون وقواتنا الظافرة تواجه العدوان الإثيوبي ونيران مدفعيته بفدائية حتى اجبرته على التراجع ، لا مجال للاحاديث الباردة والرمادية فهي طعن في خاصرة الصمود، كنت أتوقع من الخارجية أن تستدعي ذلك السفير وتستوضحه حول ماقاله، ولو اقتضى الأمر سحب السفراء فليس بعد العدوان والاحتلال إلا المقاطعة وقطع العلاقات إلى حين تحرير كل شبر والتفاوض خارج منطق التعايش مع (الإحتلال)!!

وعقب التحرير الشامل ينتظرنا التعمير الكامل بنفرة قومية وملحمية، نأمل أن يتسابق إليها رجال المال والأعمال ورموز المجتمع بدلاً عن (الشو) الإعلامي
بقوافل الشوفونية التي لاحيلة لها غير الغناء والرقص والتقاط الصور والسيلفي وشوفوني،
قرى الشريط الحدودي يطمهرها النسيان ويطويها الإهمال تحتاج للخدمات والطرق والمعابر بلا التعمير سيعود المحتل من جديد
وسيغريهم..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى