من اعلي المنصة – ياسر الفادني – نرجا الله في الكريبة !

الخرطوم الحاكم نيوز

(ارجا الله في الكريبة) !…… مثل سوداني ، له قصة معروفة هي أن قرية (الكريبة) التي تقع غرب مدينة ودمدني….. تلك المدينة التي لم يعد يبتسم لها داخلها في هذا العهد ! …… روى أن اهل هذه القرية قديما أصيبوا بداء الكوليرا واستفحل المرض وحدثت وفيات كثيرة ، أصدرت السلطات الإنجليزية آنذاك قرارا يمنع الدخول لهذه القرية أو الخروج منها و(كردنت) هذه القرية تماما بواسطة البوليس الذي يلبس في ذلك الزمن (الرداء) وهو أقصر من (التلات اربع) ……والبرنيطة أم ريشة ، وسلاحه( القربينة) ظل سكانها هكذا…… لا حول لهم ولا قوة و(صابنها صبة) جبرية…… هناك ….و (راجين الله في الكريبة) الي ان يقضي الله في امرهم …..أمرا كان مفعولا….

حالنا في هذا الزمن وهذه الحكومة كأهل الكريبة تماما ، مغلوبين علي أمرنا ، يتخطفنا الفقر والجوع والمرض من كل جانب ، يحاصرنا الوضع الإقتصادي المنهار والأسعار التي يمكن أن تتضاعف أكثر من ثلاث أضعاف في الساعة …وممكن في أقل من ساعة أو بالأحرى كل لحظة…… حكي لي صديق أنه قطع تذكرة سفر من الميناء البري مسافرا إلي القضارف فدفع سعر التذكرة المعلومة وهي ١٦٠٠ جنيه وعندما ركب البص أتي أحد الكماسرة وقال للركاب إن سعر التذكرة قد ارتفع بموجب منشور من ١٦٠٠.الي ٢٤٠٠ جنيه كل راكب يدفع الفرق!….. وهو مبلغ ٨٠٠ جنيه ، حينها انتفخت( جضوم الركاب) غضبا…. و احمرت العيون وأصبحت( حمرا وشرارة) وتجر له نورا طويلا !……وضم كل راكب يده تحضيرا للكم الكمساري……. وعلت الاصوات فلا تسمع إلا شتما ….وحدث ما حدث!……. إلا أن تدخل الوسطاء وتم التوصل الي إتفاق يرضي الطرفين المتنازعين…. ماحدث يدل علي فوضي إدارية وعدم احترام للمواطن المسافر وقصور واضح من الجهات ذات الصلة بالأمر…

أسعار الكهرباء التي زادات بنسبة عالية تعتبر زيادة مخيفة ولاشك أنها تنعكس علي أسعار السلع المصنعة حيث تتضاعف أسعارها أيضا لتثقل كاهل المواطن الذي عاني ماعاني من ندرة في احتياجاته الأساسية المتمثلة في الوقود والغاز والخبز و الدواء ( يعني تبقي علينا) حكاية ( هي في البير ووقع فيها الفيل) !…… ، خرج علينا حمدوك بخطاب هزيل كعادته…… أكثر فيه من كلمة سوف وسوف …. لم يتناول المعالجات القوية والفورية للازمات المستعصية لهذه البلاد وركز علي المناصب التي سوف تعلن في الأيام القادمات في مجلس الوزراء والمفوضيات والمجالس التشريعية، فخطابه عبارة عن شوته (صرجت فوق) وصفق لها المشجعون ضحكا وصاحوا…. ( قووووون ) ..وهو طيران خارج السرب … خطاب كنا ننتظره بتلهف بعد غيبة طويلة ….. فكان …….(لاشوفة تبل الشوق ولا ردا يطمئن) .. كما ترنم النعام آدم …

إذن نحن في كربة ليس لنا غير الله ، فقدنا الامل تماما في الذين هم موجودون والذين سيأتون ….. وسوف نكون كاهل الكريبة سابقا…… نصاب ونحاصر بالفقر والجوع والمرض ….يحاصرنا فشل الحاكمين .. التحية لأهلي في الكريبة الذين يمتازون بالطيبة والكرم والشهامة واتمني ألا يصيبهم مكروه…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى