من أعلي المنصة – ياسر الفادني – تشاهد قريبا…!

الخرطوم الحاكم نيوز

نحن علي أعتاب عام بعد أيام سوف ينتهي، ويأتي عام جديد ، عام مضى كثرت فيه مشاهد التراجيديا المحزنة ومشاهد الكوميديا السياسية الضاحكة والمبكية أحيانا، البطولات لشخصيات بعضها مهرجين وبعضها صامتين، لم يصفق لها أحد ولم تعجب أحد ، ظل الجمهور فيها واجم ويشتط غضبا ، يحل علينا عام جديد يبدو أنه سوف يعج بالمسرحيات والأفلام والمسلسلات التي كتب لها السيناريو والحوار …..ونفذت في استديوهات هوليود السياسة الغريبة ، المخرجون فيها بلهاء والممثلون ثقيلي الدم…… والمنتجون أغبياء والموزعون قد كسدت تجارتهم…..

المسرحية تسمي (حمام ميت) ! علي مسرح الهواء الطلق يتصارع فيها ممثلون علي اصطياد الحمام الميت ، كل من يحظي بجمع حمام كثير تصيبه العزة بأنه كسب الكثير…… الموسيقى المصاحبة لأحداث هذه المسرحية عبارة عن عواء كلاب ومواء قطط ! …..قتال شرس بينهما يصل حد الإبادة بينهما ويتفرج الأسد علي المعركة الذي يريدها أن تكون له سهلة المنال في نهايتها ، أضواء حمراء تضيء تارة وتارة اخري تنخفض ومرة تنطفي ويستمر الوميض حتي يصير الضوء أبيضا وتظهر بؤرة ضوء كبيرة تتركز علي مجزرة لا نعرف من المهزوم فيها ومن المنتصر ،مجزرة حصيلتها نفوق اسود وثعالب وكلاب حول الحمام الميت ! وتنتهي المسرحية

المسلسل تركي ! وعدد حلقاته كثيرة حلقاته غير مشوقة ومملة ، ولا قصة فيها ،مسلسل تكثر فيه الإعلانات يحكي قصة وطن يذل فيه العزيز ويكرم فيه من لا وزن له ، وطن فيه خير يمكن أن يكون مخزون غذائي للعالم لكنه( ممحوق )و السبب من يسيرون دفة حكمه ، وطن أصبح القتل فيه جهارا نهارا في قلب الخرطوم ، المسلسل القادم يحكي قصة خوف هي ليست خوف الراعي علي غنمه من الذئاب هذه درجة مقبولة من الأمان، المسلسل يحكي خوف الشخص من السير في الشارع لوحده ! مسلسل يحكي تراجيديا المعاناة في المعيشة وانعدام الاحتياجات الأساسية للمواطن ، قوم جوعي (مصارينهم) قد يبست….. ومرضي لا يجدون عناية صحية ولا دواء…… وقوم يركبون الفارهات ذوات الزجاج المظلل وياكلون مالذ وطاب ويحتسون الحلال والحرام …

غدا نشاهد في شاشة الوطن الكبير الفيلم الهندي (نطلع زيتم) ! تتخلله أغنية تسمي( سنصمد ونعبر) حشد لها (شيالين كتار ) وموسيقى صاخبة ورقص وزفة ألوان واضواء تومض هنا وهناك برغم مابذل من جهد ومن مال ومن كومبارس مدفوعي الأجر….. إلا أن هذا الفيلم (ماجاب حقوا)ولم يصفق له أحد وكل من يجده في الشاشة يغيره سريعا الي قناة أخري!

نشاهد قريبا زرقاء اليمامة عميت بسبب الجلكوما السياسية ……وان الحجاج قد عاد مرة أخري بنسخة محدثة…… وان عام الرمادة استدار به الزمان واتي….. وأن حرب داحس و الغبراء أوشكت أن تقوم ليس في جزيرة العرب ولكن في الخرطوم ، إن غدا لناظره قريب…… وربنا (يكضب الشينة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى