هشام الكندي يكتب : انقلاب التانكر … انقلاب الأخلاق

الخرطوم الحاكم نيوز
نحن فى تدريبات كرة القدم العصرية بالكلاكلة الوحدة وأثناء التمرين يحتسب المدرب (الكوتش ابشنب) خطاء على (ودطه) بالرغم من عدم ارتكاب مخالفة مع الخصم فسرعته الزائدة وهو بخانة الجناح يطلع فوق الكرة ويسقط لتكون مخالفة ضدة يقوم باعتراض القرار باعتبارة لم يضرب لاعب آخر ، يرد الكوتش علية (ياابني دا خطر على نفسك) يعترض (طه) ثانية ويرد الكوتش مجددا ( انتو ماقريتو حفظ النفس من مقاصد الشرعية الكليات الخمس) لا أدري من أين أتى بتأصيل اللعبة وهو يفتقد لأدنى قوانينها .
حينها على طريق المرور السريع والعام 2016 يلملم أطرافه نحو ولاية الجزيرة وصولا إلى لافتة كتب عليها (ابتسم أنت فى ودمدني) ترفع معنويات سائق العربة التانكر وهو يعدو بين تلك الخضرة على جانبي الطريق و يستمع لمحمد الأمين (ابوي ود مدني) رائعة (خليل فرح أفندي) تزيد سرعة حركة التانكر وللاسف مع رداءة الطريق ينقلب بمنطقة (فداسي) وهو محمل بشحنة كاملة من الوقود (البنزين) بحمدالله لم يصب أحد واتكا التانكر على رصيف الطريق وبوادر تدفق (نقاط) البنزين من التانكر ، ساعات تفشى الخبر بين سكان الأحياء القريبة (تنكر البنزين انقلب)
الأعمى شايل المكسر أي زول عندو (جركانة، جردل، طشت) أحضرها وتم وضعها تحت التانكر مكان (النقيط) وكلو زول منتظر الدور من المولد المجاني حلة الكمبو ناحية التانكر رواكيبها أصبحت جرادل وجركانات بنزين كحقل (هجلبج) من قوة الرائحة ، الوقوف فى الصف المجاني يحتاج لزمن طويل لكي تملأ الجركانة من (التتقيط) و طولة بال صفي وصفك (دي باغتي معلملا بالبوهية) وسط ذلك الزحام يحضر أحد الأشخاص عامل فيها (معلم) يحضرمعه (شاكوش واجنه) لتوسيع الفتحة البتنقط عشان الناس تملأ سريع بالله الراجل ضرب الضربه الأولى الضربه الثانية لا حولا ولاقوة إلا بالله تحول المكان إلى كومة لهب احترق وتفحم كل من كان قرب المكان مشهد لايمكن تصورة النار وصلت الكمبو الكان زي هجليج العربات المارة بالزلط لم يسلم أحد جملة وفيات بلغت (63) شخصا وعشرات المصابين بالمستشفى ، الفقد جلل والواقع مؤلم وسرادق العزاء تبكي ووالي الجزيرة لحكومة العهد البائد الطاهر ايلا ووزير صحته يطردان من سرادق العزاء وهتافات ضدهم .
بين آهات كارثة تانكر فداسي تتجدد نفس الملامح بمدينة آمدرمان خلال الشهر الجاري بالقرب من السوق الشعبي انقلاب تانكر وقود محمل وتدفق الوقود منه ، يتدافع الناس إلية مع أزمة الوقود الطاحنة (المنهل العذب كثير الزحام) كل شخص أحضر (جركانة ، جردل ، قارورة ) واصبحوا (يملو) مالديهم من (المواعين) حتى الساقط على الارض استفادوا منه بعيدا عن صفوف التجاري والمدعوم (وقود مجاني) الناس اصبحوا (كتار) كما المعدنيين الاهليين عن الذهب وحكمة ولطف الله لم يحدث آي إنفجار حتى انجلاء الموقف.
بين انقلاب تانكر فداسي وسوق امدرمان أسئلة مبعثرة بين باقي الوقود فى الجركانات والجرادل بأن هناك نقص كبير فى الثقافة الوقائية بالنسبة لأجهزة الدولة والمواطن كيف ينقلب تانكر وقود والأجهزة الشرطية (الدفاع المدني) تكون غائبة أو تأتي على مهل ويكون الناس بالقرب منه بل يتعاملون معه (بالشاكوش) كحال انقلاب لوري محمل (بالبطيخ و الشمام) وشتان بين البنزين والبطيخ .
إذا حدث هذا في دولة أخرى لكانت عربات الدفاع المدني حاضرة توا وقامت بإخلاء الشارع العام من العربات والمارة وأغلقت المحال التجارية وربما اخلت السكان(ناس قراب منك) واصحبت عربات الإطفاء على أتم الجاهزية.
اننا بتصرف حصولنا على الوقود المسكوب نكون استبحنا غير الغير من وجه حق حتى إذا كان المالك الدولة نفسها وهذا يدل على (انقلاب الأخلاق) للإنسان السوداني وإن أتى التصرف من جماعة محددة يحسب علينا جمعيا ويعطي مؤشر خطير لتغير مكون الشخصية السودانية وتنعي (كيف يكون الحال إن ماكنت سوداني) يعني حال تعرض السودان لعداون خارجي الناس بدل تكون مرابطة بالخنادق حتكون مرابطة للنهب بعمارة الذهب وبرج الواحه وسوق ليبيا وسوف تباع عربات التاريخ من المتحف الحربي بالقصر الجمهوري فى دلالة الجمعة بامدرمان وتهرب آثار المتحف القومي إلى مصر كيف لا وعند وقوع حادث حركة بالبص السفري أو السفر الخاص اوحتى مستخدمي الركشة الإنسان يكون بين الموت والحياة ينطق بالشهادة هناك من يجرد المرأة من الذهب والموبايل والرجل من الجزلان والساعة أليس هو واقع الحال على قلتة، حتى شباب الحي الجالسين على الطرقات كانوا حامين للبنات من الكلاب أصبحوا هم الكلاب يخطفون (الشنط والموبايل) ويتباهون بانتصارهم .
نحن الآن أيها السادة أمام تحدي كبير حكومة وشعب أن نحافظ على من تبقى من أخلاق الشخصية السودانية التى كانت إلى زمن قريب (سفارة) شعبية بالخارج والعمل على بناء جيل جدبد قادر على اقتلاع الأزمات والسموم لبناء وطن موحد معافى من الأمراض ونشر الثقافة الاحترازية الوقائية وتطوير قدرات الدفاع المدني ودحص مقولة (بوليس الموية) مصطحبا حديث (الكوتش ابشنب) (ياابني دا خطر على نفسك) مع رفع مستوى الأخلاق السودانية للأجيال الحاضرة والقادمة حتى لا نبكي على ( البنزين) المسكوب (وإذا أصيب القوم في اخلاقهم فاقم عليهم ماتما وعويلا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى