من أعلى المنصة – ياسر الفادني – الدلوكة داقا وين؟ !

الخرطوم الحاكم نيوز
المتخصوصون في علم الإيقاع يفرقون ويميزون تماما بين صوت الإيقاع وهو ما نسميه (البنقز) وبين صوت (الدنب) وبين صوت الطبلة وبين صوت (الدلوكة) ، كل آلة لها صوتها ولها خصوصيتها ولها زمنها وموقعها في النوته الموسيقية والتي إن مرت علي الذي لا يعرفها يقول إنها( شخبطة) ساكت لكن الذي يفهم الموسيقي ويعرف طلاسمها ربما يدندن بها ، إذن كل آلة….. عالم قائم بذاته كما نقول فعالم ( الدلاليك) عالم عجيب يتفنن فيه الذين يصنعونها ويجتهدون كثيرا في إخراجها بالشكل الذي يجذب ضاربي الدلوكة وبجتهد الصانع ببعض الفنيات مثل الرسومات والكتابة التي تظهر في منتصف الجلد الذي يشد علي اناء الفخار الذي يصنع خصيصا لها…

دلوكة حمدوك وزمرته الآن هي تخرج إيقاع النشاذ وضاربها يبدو عليه التعب و الوهن وجلدها الذي كان مشدودا في البداية اصابه الارتخاء وحتي العبارة التي كتبت في منتصفها (شكرا حمدوك) داخل إطار قلب بهتت وصارت غير واضحة ، ليس حولها (عراضين) إلا القليل بعد أن انفض السامر من دائرتها ، هناك بعض الضاربين (ينطون فجأة ) و يضربون إيقاعات (مشاترة) جدا وغير موفقة تماما مع التخيل أنها ايقاعات مشانق تنصب في ميدان ابو جنزير والمعروف أن هذا الميدان سمي باسم شيخ كان عابدا وكان ذاكرا لله لو سمع هذا الكلام الغريب لانتفض وقام من قبره !

دلوكة اخري يضربها العسكريون تخرج إيقاعات متعددة يغنون علي انغامها…. ليه بنهرب من مصيرنا؟ ويحي الشعب ، ونحن ماقصرنا حاشا….بس أنت اتلومت فينا !،دلوكة تارة يرتفع صوتها وتارة ينخفض حولها جمهور يريد أن يؤذن له برقصة الصقرية في الشوارع إيذانا بفرح قادم فيه عدل وسلام وحرية ورغد في العيش ورفاهية يبتغونها… بعد أن ضاقت بهم الحال ولا يعرفون متي تقف هذه الساقية التي( تشيل من البحر وتكب في البحر) ويغني( ما خلاص ريد وانتهي عمري ما بندم عليو )!

اما الحركات المسلحة التي( دقست) حينما وقعت علي إتفاقية جوبا ….لكل دلوكته الخاصة به والتي لا تقف من الضرب أبدا ، دقست لأنها ظنت أنها حاورت واتفقت مع جسم قوي ،وسوف تكتشف الضعف المزري قريبا ، دقست الحركات المسلحة لأنها ظنت أن( القبة تحتا فكي) وعندما يفتحون بابها سوف يجدون مسرحية حكم (اب تكو) السلام الذي نبتغي هو السلام الجامع من كل الحركات دون إقصاء حركة ، لايجدي ارضا سلاح في مكان وحرب يمكن أن تشتعل في مكان اخر إذن لا فائدة من سلام مجزء

نحن الآن في بلد كثرت فيه الدلاليك وكثرت فيه الإيقاعات ، دلاليك مساندة ودلاليك معارضة ولا نعرف دلوكة هذا الوطن داقا وين ؟ ولا ندري من الضارب؟ فواسفاه ياوطني….. خوازيق ودلاليك البلد كترت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى