مهدي مبارك يكتب : الجيش ……الجيش …..الجيش!

الخرطوم الحاكم نيوز
من منا مستعدا للعق احذية العدو، بالطبع لا احد ، لكن الاستمرار في توجيه السهام نحو القوات المسلحة ايا كان نوع هذه السهام تجعل هذا الامر قريبا جدا ، فالذين يوجهون سهام السنتهم تجاه الجيش ربما لن يجدوا من يدافع عنهم عند اشتداد الوغي ، حتي الان يبدو الجيش السوداني هو الجبهة الوحيدة الصامدة والتي بمقدورها المحافظة علي كيان هذا البلد من التمزق ، وهو فقط القادر علي المحافظة علي تراب هذا الوطن من الاطماع التي تحيط به من كل جانب، ومهما قيل عن ادلجة الجيش فانه يبقي حديثا دون سند القصد منه النيل من افراده وقادته ، فهل الذين استشهدوا في معارك تحرير الفقشة وجوارها كانوا يحاربون من اجل فئة او تيار ام انهم بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل استرداد اجزاء غالية من تراب هذا الوطن استباحتها دولة جارة لسنوات خلت مستغلة انشغال الجيش بجبهات متعددة وهي لعمري الخيانة بعينها ممن كنا نحسبهم اشقاء لا اعداء.
اذن ما هو المطلوب من الجميع في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا وعظم التحديات التي تواجهها، بالطبع الكل يفكر في العمل السياسي وهذا ليس عيبا بل انه مطلوبا للنهوض بهذا البلد من كبوته لكن الاهم من ذلك هو العمل علي تقوية القوات المسلحة ، فاي استقرار سياسي اونهضة اقتصادية لن تتمتع باي صيروروة ما لم تجد القوة التي تحرسها والامثلة علي ذلك لا تحصي ولا تعد ، فليس غريبا ان تتمع اكبر قوي عسكرية في العالم وهما الولايات المتحدة الامريكية والصين الشعبية باقوي اقتصاد ، هل منا من يري في ذلك تناقض ، قد يبدو الامر ظاهريا صحيح لكنها هي الحقيقة ، فالولايات المتحدة اكبر قوة اقتصادية وكذا الصين ، واذا كان الامر كذلك فعلينا البحث عن نقطة التقاء بين الساسة والعسكر في بلادنا ، نقطة تقارب لا تجاذب وريبة تجعل من تحقيق تلك المعادلة ممكنا وما فشل فيه ساستنا منذ الاستقلال لتحقيق التوافق بين ما هو سياسي وعسكري قد يكون الان ممكنا مع تنامي الوعي الشعبي وتمتع بلادنا بامكانات هائلة تحتاج الي ايادي لاستغلالها وايادي اخري لتحرسها وتحميها من كيد الاعداء والمتربصين.
السودان دولة كبيرة ومترامية الاطراف وهو حديث معلوم لدي الجميع ولكن كيف يمكننا المحافظة علي ما تبقي منه ان لم نعمل باخلاص من اجل ان نرتقي بهذا الجيش ونرفع من هامته خاصة واننا مواجهين في السنوات المقبلة بتحديات جسام قد تكون سببا في بقاء هذا البلد او فناءه لاقدر الله ، ياتي علي راس هذه التحديات موضوع سد النهضة والذي اصبح يمثل لنا مسالة حياة او موت ، اذ ان بناء السد بهذه الكيفية المنفردة ودون اتفاق وضمان للنواحي الفنية والتامينية قد يطلب منا الاستعداد للمحافظة علي حقوقنا وهذا ليس مضمارا سياسيا بل مضمارا عسكريا يتطلب القوة الكافية التي لا تتوفر الا للجيش ، وفي احسن الاحوال فانه ليس من المستبعد ان يشهد الاقليم حرب مياه في السنوات القادمة في ظل تناقص الموارد المائية وهذا ليس مستبعدا مع وجود تعقيدات كثيرة تعتري هذا الملف مما قد تجعل منه قنبلة قابلة للانفجار في اي وقت فوق سمائنا فهل سنكتفي بالفرجة فقط فيما يقوم الاخرين بالدفاع عن حقوقنا؟
باختصار الجيش يا سادة هو العرض وهو حامي الارض ومن لا جيش له فمن المؤكد ان عرضه سيكون مستباحا كارضه وما يتوجب عليه فقط هو ان يكون مستعدا للعق احذية العدو

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى