محمد إدريس يكتب :من سفح جبال تلكوك.. مشاهدات من المؤتمر..!!

الخرطوم الحاكم نيوز

الطريق من كسلا إلى تلكوك لايستغرق أكثر من نصف الساعة، طريق جديد ويخلو من الحفر التي تعترضك وأنت تنسل خارجاً من عمق المدينةشرقا باتجاه منطقة( حامد وكيل)،ثمة إنتشار شرطي وتعزيزات هنا وهناك،قبل الشروق اللواري والعربات الصغيرة والدواب تسير في إتجاه (موسم الهجرة إلى تلكوك)..!!

على مايبدو إختار الشيخ سليمان بيتاي جبال تلكوك مقراً لمؤتمر داعمي اتفاق مسار شرق السودان لرمزيتها وكخلفية لرسالته للمركز الذي يتهمه البعض هنا بأنه لا يستحي من انحيازه للطرف الرافض للسلام بالغياب عن المؤتمر وبتعليق مشاركة ممثلي مسار الشرق في مجلس شركاء السلام وتسريب أحاديث عن تجميد المسار ومنح المؤتمرالتشاوري صلاحيات غير موجودة في الإتفاق لصناعة شيء ما، ومن ثم احكام القبضة الإقصائية ضد مكونات بعينها لصالح مكونات تدعي امتيازات تاريخية،رسائل بيتاي بأن تلكوك التي تجاور همشكوريب أكثر منطقتين حدوديتين في كسلا عاشتها ظروف الحرب من غارات جوية والغام أرضية وأن النقطة صفر قد تكون واردة في حال استمرار انحياز الحكومة إلى الطرف الآخر بإقالة الوالي صالح عمار وتجميد مسار الشرق وتنفيذ كل مطالب دعاة الفتنة بسخاء يحسدون عليه..!

حين استيقظت المدينة فجر السبت الماضي والشمس ترسل خيوطها من وراء التاكا،كانت هنالك جهات تعمل لعرقلة وإفشال أول مؤتمر داعم للسلام بإشاعة أن المؤتمر سيشهد اقتتال وبث خطاب تخويفي ، بينما “حيران الشيخ” يهللون ويكبرون ويسهرون لأسابيع في تنظيم كرنفال سوداني وطني تحت شعار السلام أولاً والمطالبة بالحقوق المدنية،ينبذون خطاب الكراهية
ويدعون لوحدة السودان، تدفقت حشودهم من سواكن وطوكر وبورتسودان وقلع النحل والبطانة وريفي كسلا والقنب والاوليب واروما وهداليا، نحرت الذبائح ونجح المؤتمر في إظهار التأييد الشعبي للمسار وهو أمر ربما لايروق حتى للحكومة التي وقعت الاتفاق وهي حالة شاذة وغريبة أعيت من يداويها..!

ولذلك ربما قامت السلطات بتوقيف قناتي الجزيرة والنيل الأزرق خوفاً على أعصاب المجموعة الأخرى، ونست أن الوسائط الجديدة طارت بالتغطية الفوريةفي لحظتها،كما لايفوت على فطنة الصحفيين الذين تم احتجازهم بأن الإجراء الغير قانوني لم يكن من أجل سلامتهم ولايحزنون بل لإفشال المؤتمر الذي نجح أكثر حيال تلك الإجراءات الغبية، التي كشفت بئس حال تلك (اللجنة) التي جعلت الوالي كالميت بين يدي غاسله!

الذين تابعوا الإجراءات التعسفية ضد المؤتمر ومنظميه،اندهشوا كيف يحدث ذلك في عهد الثورة، وكيف تم توقيف البعض اثنيا دون غيرهم في انتهاك لمبدأ المواطنة الذي ربما لم تسمع به حكومة كسلا..
وارتفع حاجب الدهشة أكثر لغياب الوالي المكلف وحكومته، بالقول أن الدعوة لم تصلهم فكيف يدعا الوالي في داره،ماذا كان يضيرهم لو حضروا المؤتمر واستلموا توصياته كانوا بذلك قد ضربوا نموذجاً في الحياد وتجنيب الشرق مخاوف التصعيد والخطر القادم من واقع شعور الناس بعدم حيادية القائمين على الأمر..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى