مهدي مبارك يكتب : بعد اعتداء مليشياتها اليوم على الجيش:ماذا تريد إثيوبيا من السودان

الخرطوم الحاكم نيوز
كنت قد زعمت في مقال سابق ان استعادة بعض الاراضى السودانية في حدودنا الشرقية مَع الجارة إثيوبيا تحت عنوان (الفشقة التي قصمت ظهر البعير) هي السبب الرئيس في اختصار زيارة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك من يومين إلى سويعات تعد على أصابع اليد الواحدة، والذي يبدو لي أن زعمي كان صحيحا ذلك بالاستناد الي بعض التصريحات الإثيوبية الرسمية التي حاولت الربط بين ما يحدث في اقليم التيغراي وبين الحكومة الإثيوبية وهي تصريحات بدت في بادئ الأمر غريبة وغير منطقية ذلك بالنظر الي ان السودان لا مصلحة له البتة في خلق اي توتر بينه وبين إثيوبيا لعدة اسباب اجملها في الاتي؛ –
اولا موقف إثيوبيا الإيجابي من الثورة السودانية ونحاح الوساطة التي قام بها ابي احمد لراب الصدع بين الفرقاء السودانيين.
ثانيا العلاقة الجيدة التى تربط رئيس الوزراء باثيوبيا
ثالثا ملف سد النهضة والذي شهد عدة تحولات في المواقف السودانية
رابعا ان اي توتر داخل إثيوبيا سينعكس سلبا على السودان من خلال تدفق اللاجئين الإثيوبيين على السودان وما يحمله من مهددات اقتصادية وأمنية على البلاد وهو ما حدث بالفعل حيث يستضيف السودان قرابة الخمسين الف لاجئ اثيوبي فارين من الحرب في بلادهم.
اذن فإن إثيوبيا يبدو أنها كانت على علم بتحركات سودانية عسكرية على حدوده الشرقية بدت عازمة على استعادة أراضيه التي تحتلها لأكثر من عشرين عاما حيث استبقت تلك التحركات بتصربحات سلبية وأتهامات غير منطقية للسودان تشير الي ان له يد فيما يحدث في إقليم التيغراي من خلال تدريب بعض العناصر داخل حدود البلاد ومد المتمردين بالاسلحة وهي اتهامات باطلة تماما ومنحازة لاسباب غير معلوم مقصدها من قبل الحكومة الإثيوبية
مما يؤسف له ان اعتداء المليشيات الإثيوبية وبدعم من جيشها يمثل قمة الاستهتار وعدم احترام للدولة السودانية وهو اعتداء يستوجب ردا حاسما وسريعا والا فإن هذه الاعتداءت لن تتوقف والمطلوب من الجيش السوداني مواصلة زحفه لتحرير بقية الاراضى التي تحتلها إثيوبيا وبسط كامل سبطرته عليها ويجب على الحكومة ان تتخذ قرارا بالغاء موافقتها على دخول مائة ألف اثيوبي للعمل في الحصاد لان وجود هؤلاء في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتوترة قد يكون مهددا امنيا على بلادنا
رسالتنا لإثيوبيا هي أن الاعتداءات المتكررة على جيشنا ومحاولة احتلال اراضينا لن تجعل منها دولة عظمى على حسابنا بل دولة معتدية اقل ما يمكن القيام به تجاهها هو رد اعتدائها والبادئ أظلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى