الخرطوم الحاكم نيوز
لفت انتباهي أثناء مروري بأحد الطرق في مدينة بغداد امرأة عربية تتلفح بثوب زاهي الألوان وعكس بحق جمال تلك المرأة وانتابني الفضول لاقترب منها واتعرف عن قرب عليها وعلى الزي الذي ترتديه.
وبكل بساطة وكرم السودانيين تعرفت عليها واخبرتني بأن ما ترتديه يسمي عندهم بالثوب وقالت لي أن ثوب المرأة في السودان هو نسيج هوية ثقافية سودانية في الأزياء الشعبية
وتبرز جماليات ثوب المرأة السودانية، وقيمة دلالاته، إذ ينفرد بسمات كثيرة، ويعبر عن ملمح هوية ثقافية محددة، خصوصاً وأنه اكتسب جملة مزايا جذب وتطور، جيلاً بعد آخر، مستفيداً من تنوع الأذواق، وانعكاسات إضافاتها التي انتجت تصاميم وزخارف واكسسوارات متعددة.
وعند البحث عن الثوب السوداني وجدت أنه يرجع إلى الحضارات القديمة، منذ ميلاد الحضارة البيجراوية. أي إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وكذلك الحضارة الفرعونية والمروية، حيث كان خاصاً بالملكات- الكنداكات – في ذلك الزمان.
و الثوب السوداني يعتبر جزء من التراث والتاريخ، ومرتبط بالعادات والتقاليد وطقوس الزواج والفرح والحزن، فضلاً عن أنه يستر الجسد ويتناسب مع المناخات الحارة، بتشكيلاته وخاماته وألوانه المختلفة.
كما أنه يمثل الزي القومي المميز للمرأة السودانية في كافة المناسبات والمحافل العامة، وهو أحد معالم الانتماء الى الوطن. ويتم ارتداء الثوب عن طريق لفه على جسد المرأة. ويبقى جزء منه يغطي الرأس.
وتقول محادثتي أن المرأة السودانية تحرص على ارتداء فستان أو تنورة وبلوزة تتناسب مع لون الثوب والحذاء وحقيبة اليد لتكتمل الأناقة مع الاكسسوارات الأخرى.
وتضيف أن الثوب السوداني يرتبط بطقوس الإنسان منذ الولادة والزواج والفرح، و بالموت والحزن ولكل مناسبة من هذه المناسبات لون خاص فمثلا عند الزواج ترتدي المرأة الثوب المزخرف وفي المآتم ترتدي الأسود أو الأبيض
وترتدي المرأة العاملة الثوب الأبيض الخالص، وأحياناً تتخلله ورود ونقوش ملونة. وفي حالة وفاة الزوج، تواظب الزوجة على ارتداء الثوب الأبيض المصنوع من القطن الطبيعي طيلة فترة العدة، ويمثل رمزاً للحزن والحداد، على عكس ماهو متعارف عليه في العالم بارتداء الثياب السوداء أثناء مراسم الجنازة.
وعند اطلاعي على الثوب السوداني عرفت عظمة هذا الشعب وتمسكه بحضارته وثقافته وعرفت أيضا أن عدد من الشعراء والفنانين كتبوا وتغنوا للثوب السوداني ولجمال المرأة السودانية وهي ترتديه
