مدارات – مراد بلة – جائزة نوبل للسلام للثلاثي (…. ) أما أنتم فجوعتونا

الخرطوم الحاكم نيوز

لا أظن أن أحد قد نسي الأستقبال المهيب الذي حظي به الدكتور جون قرنق عند حضوره.. عقب توقيع إتفاق السلام الشامل…

+كان المشهد عظيماً بل إستفتاءاً لا لأهمية قضية السلام في نفوس جماهير الشعب السوداني الذي لا يكاد يخرج من حرب حتى تداهمه أخرى فحسب إنما كذلك لشخص الدكتور قرنق لما لهو من كاريزما طاغية إنعكست على شكل الأتفاق الذي جنى منه الجنوبيون مكاسب لم يكن يحلمون بها…….

+التقديرات كانت تشير إلى أن عدد الذين خرجوا لاستقبال جون قرنق أنذاك يناهزون الأربعة ملايين نسمة جاءوا من كل فج عميق، واليوم بعد إنجاز إتفاق جوبا بين الحكومة السودانية وفصائل الجبهة الثورية والأخرى يمكن القول بأن التاريخ يعيد نفسه فالجموع التي خرجت لأستقبال أبطال السلام، دكتور جبريل ومني وعقار وعرمان وجلاب ورفقاءهم لا تقل بأي حال من الأحوال عن تلك التي خرجت لأستقبال قرنق، ولا أدري حينها أكان استقبالاً أم وداع لرجل حارب الخرطوم زهاء الواحد وعشرين عاماً ثم وافته المنية بعد واحد وعشرين يوماً من دخوله القصر الرئاسي نائباً أول لرئيس الجمهورية………

+وظل السؤال مات أم قتل حائراً إلي يومنا هذا بلا أجابة لكن الثابت في الأمر أن الأجندات الدولية كانت حاضرة، وفيما يبدو ان اللاعبين الدوليين الكبار كانوا يريدون خلاف ما كان يريد قرنق الذي تكشف انه من دعاة الوحدة الأمر الذي حدا بهم لتدبير المؤامرة التي أودت بحياته…..

+وما يميز إتفاق السلام الذي ابرم في جوبا بين الفرقاء السودانيين أنه يعد عملاً سودانياً خالصاً بنسبة كبيرة ولم تستطيع القوى الدولية حشر أنفها بذات قدر اتفاق السلام الشامل وانحصر دورها هذه المرة بما يمكنها من التواجد في جوبا كشهود أو ضامنين للأتفاق، وهذا ما جعل الأطراف تجد براحاً في التداول والنقاش دون إملاءات تلكم القوى التي لم ولن تكل البحث عن مصالحها..، وهو ايضاً ما عزز الثقة بين المفاوضين من حكومة الثورة بشقيها العسكري والمدني وبين حركات الكفاح المسلح والثورة التراكمية ……..

+والخطوة الأهم التي كانت سبباً مباشراً أدى إلى نجاح عملية التفاوض تمثلت في شكل إختيار الوفد الحكومي حيث دفعت الحكومة السودانية وتحديداً المكون العسكري برجالات من خيرة من يمثلها من الهرم الأعلى للدولة بقيادة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو والفريق أول ركن شمس الدين كباشي الرجل الأقوى والأكثر حنكة والذى يتمتع بقدرات كبيرة في قيادة دفة عملية التفاوض و الممسك بها، بجانب محمد حسن التعايشي وهو لا يقل عنهما، وهم لما بذلوه من جهد جبار وجدية وصدق في النوايا يستحقون جائزة نوبل للسلام و التي عادة ما تمنح للمبدعين في كافة المجالات العلمية منها والحياتية بدءاً بالسلام.. ، تقديراً لجهدهم في تحقيق هذا الأنجاز العظيم وحقن دماء السودانيين…….

+أما أنتم فقد جوعتنونا .واللبيب بالإشارة يفهم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى