معوض مصطفى راشد يكتب: يكاد قلبي ينفطر!

الخرطوم الحاكم نيوز

يكاد قلبي ينفطر حزنا واضع يدي على قلبي – او قل اضع قلبي في يدي – وانا اري نساء واطفال وشيوخ يصطفون منذ ما بعد منتصف الليل امام المخابز عليهم يظفرون ببضع لقيمات من الخبز والذي قد يتحصلون عليه بعد ساعات طوال من الانتظار.
يكاد قلبي ينفطر حزنا وانا اري الكهول – وانا منهم – والعاملات والطلاب يقفون في محطات الحافلات لفترات تطول او تقصر، وفقا لمزاج السائقين، انتظارا للظفر بمقعد في الحافلة التي يتزاحم عليها العشرات من الشباب.
يكاد قلبي ينفطر حزنا وانا اري العشرات من الشاحنات والحافلات السفرية مصطفة انتظارا للتزود بالوقود وقد يطول الانتظار.
يكاد قلبي ينفطر حزنا وانا اري المئات من السيارات كل صباح ومساء ملتفة حول محطات الوقود انتظارا وهذا الانتظار يكون على حساب مصالح البلاد والعباد.
يكاد قلبي ينفطر حزنا وانا اري اطفالا يفعا يحملون خرقات متسخة يقفون قرب اشارات المرور يمسحون زجاج السيارات التي تتوقف عند الاشارة الحمراء علهم يظفرون ببضع جنيهات لشراء ما يقيم اودهم في الوقت الذي كان من المفترض ان يكونوا بين اهليهم يستمتعون بعطلتهم الصيفية ويلعبون مع اقرانهم.
يكاد قلبي ينفطر وانا اشاهد بعيني رأسي المئات من المواطنين والمواطنات يلوذون باسوار معمل استاك في صفوف للكشف عن الكورونا دون التزام ببرتوكولات وزارة الصحة والتباعد الاجتماعي.
يكاد قلبي ينفطر حزنا وانا اشاهد شبابنا من خريجي الجامعات وهم يتنقلون من ظل الضحى الى ظل العصر دون هدى بعد ان فشلوا في الحصول على وظيفة واشعر بما يعانونه نتيجة انسداد الافق وفشل الدولة في التعامل مع قضايا توظيف الخريجين.
يكاد قلبي ينفطر حزنا وانا اري الشفع اليفع يبحثون في اكوام القمامة امام صالات الافراح والمناسبات والمطاعم والكافتيريات ليأكلوا من بقايا الطعام, وكنت قد اقترحت من قبل مشروعات يسمي (اعادة تأهيل الكرتة) ويتلخص في وضع اكياس نظيفة في زوايا تلك الاماكن ليتم وضع بقايا الطعام فيها بطريقة نظيفة ليجد هؤلاء المحتاجون ما يقتاتون به بطريقة تحترم آدميتهم.
يكاد قلبي ينفطر حزنا لأني لا اري بارقة امل تلوح في الافق.
اللهم الطف ببلادنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى