بُعدٌ .. و.. مسَافَة – مصطفى أبوالعزائم – السيّد الإمام .. شفاك الله

.الخرطوم الحاكم نيوز
وجد مقالنا بالأمس إهتماماً كبيراً من الكثيرين ، ساسة ورموز مجتمع وخبراء وأهل إختصاص في مجالات مختلفة ، خاصّةً وإن المقال كان بعنوان : (الإمام في الإمارات .. لماذا ؟ ) وقد كان _ لمن فاتهم الإطّلاع _ عن السّيّد الصّادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار ، وعن سفره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتلقّي العلاج من الإصابة بفايروس كورونا المستجد ، وهو ما طرح أسئلةً عديدة في الأذهان ، حول إختيار الإمارات محطةً للعلاج ، وربط ذلك بما يمكن أن يكون محاولة لتليين المواقف في قضيّة تطبيع العلاقات السُّودانيّة الإسرائيلية ، ودوافع الرفض المهدوي للتطبيع ، إضافة للتعرف على مواقف السيّد الإمام من قضايا سياسيّة داخلية وخارجية ، حديثة ومستحدثة .
تلقّينا رسائل وإتصالات عديدة إضافة لتعليقات في بعض المجموعات المرتبطة بالتطبيقات الإلكترونية ، لكن أهم ما تلقّيناه كان توضيحات من أحد أقرب المقرّبين للسيّد الإمام الصّادق المهدي ، كشف فيها حقيقة الأمر ، مؤكداً إن إختيار دولة الإمارات العربية للعلاج جاء هكذا دون تخطيط مسبق ، وقد ذكر مصدرنا الذي لا نشكّك في قربه من السيّد الإمام ، إن نقل السيّد الصّادق تقرر نقله للعلاج بالخارج بعْد أن تعقّد وضعه الصّحي بعض الشيء ، وقد تمّ التواصل مع بعض الجِّهات العربيّة والأوربيّة ، في ظلّ توتّرٍ وقلق خيّما على أفراد أسرته ، خوفاً وخشيةً على ربِّ الأسرة ، وقد كان السيّد الإمام رافضاً لفكرة السفر والعلاج بالخارج ،حتّى إن الطائرة التي أُستُقْدِمتْ لنقله إلى الخارج عادت بدونه .
بعد إجراء فحْصٍ مجدّد ظهرت الملاريا إضافة إلى الإصابة بفايروس الكوفيد 19 ، وهنا تدخّل الأطباء ونصحوه بالسّفر كما قال لي أحد أقرب المقرّبين له ، وكان مخطّطاً أن يغادر إلى ألمانيا ، وقد وافقت الحكومة الألمانية ، لكن كان عليه الإنتظار لأربعٍ وعشرين ساعة حتى وصول ، طائرة الإسعاف ولكن خلال هذه الأثناء وصلت طائرة دولة الإمارات وقرّرت الأسرة إختصاراً للوقت أن يغادر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، وتدخّلت أسبابٌ أخرى عجّلت بإتخاذ هذا القرار ، منها عاداتنا وتقاليدنا السُّودانيّة الموروثة بأن يُعسْكِر الأهل والأقارب والمعارف والأحباب داخل وحول المستشفى ، وأن يظلّ باب الغرفة مفتوحاً لا يغلق أبداً ، دون تقيّد بموعد الزيارة .
يقول لي مصدري المقرّب من السيّد الإمام ، إنه لم تكن هناك أي تقديرات سياسِيّة في الأمر ، وإن السيّد الإمام قال ذات ما قلت به في منطق رفضه للسفر والعلاج بالخارج ، بل قال إنه ضِدّ أن يغادر أي شخص للعلاج بالخارج إن أحسّ بأقل وعكة أو صُداعٍ خفيف ، لكن ضغط الأسرة والأحباب وقيادات حكومية رفيعة تدخّلتْ ، جعلت السّيِّد الصّادق يرضخ في نهاية الأمر ويغادر للعلاج .
أجد نفسي شاكراً ومقدّراً للأخ الكريم والصديق العزيز وأحد أقرب المقرّبين للسيّد الإمام على تواصله و إتصاله الذي كشف فيه عن حقيقة سفر السيّد الإمام الصّادق المهدي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشّقيقة لتلقّي العلاج هناك دون أن يكون للأمر ظلال أو أبعاد سياسية .. نكرّر الشُكر مثلما نكرّر الدعاء بعاجل الشفاء للسّيِّد الصّادق سائلين المولى عز وجل أن يشفيه شفاءً عاجلاً غير آجل ، وأن يعود إلى أهله ووطنه سالماً غانماً ومُعَافىً من داءٍ وبلاءٍ وشر .. إنه سميع مجيب الدعاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى