هشام الكندي يكتب : عرض …الأزياء والوقود

الخرطوم الحاكم نيوز
حينما كانت حواء بلادي يقفن في هجير ورمضاء الشمس في صفوف الخبز والغاز وحقول الزراعة كان نفرا من أبنائه ينظم برنامجا لعرض الأزياء بفندق السلام روتانا ربما لاتصدق إنك بالسودان حين تتمايل أجساد الفتيات والفتيان وياليتهم تمايلوا على أنعام صه ياكنار وعزه في هواك تمايلوا على أنغام مرور شخصيات العرض وياليت التنظيم كان لقضايا البلاد مؤتمر حول (الإستفادة من طاقات الشباب) ورشة عمل (أبعاد التحرير على الحياة العامة) سمنار (الذهب المورد والتطوير) .
لكن بالله عليكم الوطن يمر بجراح واهات يحتاج الى عرض أزياء و أين هي المحافل التي نحتفي بها لكي يرتدي المواطن الزي (المودرن) حتى هاشم فى العيد اصبح غير قادر على شراء ثوب العيد السعيد. أليس هذا ضحكا على محمد احمد الاغبش الذي يكابد منذ صياح الديك ليحصل على جنيهات لا تسد رمق أسرته من اللبن والخبز والسكر والطماطم ألم يكن استخفافا بالاف المواطنين الذين تضرورا من السيول ألم يكن استخفاف بموت اهلي المجاني بدارفور ومنحى النيل بالحمى النزفية وأطفال المناصير بلدغات العقارب .
يمكن للشعب التصفيق لمنظمي العرض حال كان الواقع خلاف ذلك وصفوف الخبز هي صفوف إستفتاء تقيس الأداء الحكومي أو تقديم للخطة الاسكانية لكنهم يبحثون عن الخبز وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .
والناس بين عرض أزياء الشعر المنفوش و البنطلون المشروط يصحو على قرار حكومة حمدوك برفع الدعم عن الوقود بعد أزمة طاحنة طالت كل ولايات السودان في زيادة ليست مسبوقة على مستوى السودان والعالم أجمع زيادة جالون البنزين من128ح إلى 540ج اي نسبة زيادة وصلت الى أكثر من 500% والمدعوم وصل الى 240ح للجالون وصفها المراقبون بشهر العسل فالزيادة لها انعكاساتها السالبة على المواطن مالم تتدخل لدعم الشرائح الضعيفة في المجتمع فضلا عن إيجاد فرص وسوق عمل لآلاف الخريجين العاطلين وربما تحول الموظفين أنفسهم إلى محتاجين للدعم أي إذا كان راتب الموظف 20 مليون للشهر ويمتلك عربة اكسنت يحتاج لملء العربة مرتين خلال الشهر بواقع 10جالون للمرة بسعر 5400ج للمرتين 10800ج أي نصف الراتب صرف فقط للوقود والنصف الأخر يوزع على الخبز حال الوصول إلى 5ج وحال وصول رطل اللبن 100ج يكون الراتب انتهى فقط في الوقود والخبز واللبن وباقي مصروف الشهر الله كريم ، وربما كان مشترك بتطبيقات الأجرة ليعمل تاكسي بعد خلع البدلة والكرفتة.
يعني سيدي دكتور حمدوك حكومة العهد البائد تجار الدين الكفرة الفجرة كانوا ثلاثون عاما يقدمون وقودا مدعوما بسعر ترواح من 8ج الى13ج الى 28ج في اخر عهد حكومة معتز ونقدم مقترحا باضافة تهمة الكذب والتضليل الى قادة الحكومة وتنفيذ الحكم في اسرع وقت ممكن ، نحن نتفق أن سياسة رفع الدعم كان لابد منها في ظل الانهيار الإقتصادي للبلاد لكن الظرف الآن لم يكن موفقا باعتبار انخفاض دخل الفرد مع سرعة التضخم وعدم وجود أفاق إستثمار اضافية تساهم في رفع المستوى المعيشي للأسر ، فركشات البنوك ضاقت بها الطرقات وتسببت في تسلل الطلاب من المدارس لقيادتها ، وماتقوله الحكومة بأن عائد رفع الدعم سيذهب للمشروعات هذا حديث ونسة في قعدة الجبنة لأن الحكومة ذاتها لم يكن لها حصائل وارد كافية لتغطية الصرف الحكومي والاعتماد على مطابع العملة حتى الكتاب المدرسي لم تفلح في طباعته حتى الآن على حد قول وزير التربية (هناك إنجاز كبير في طباعة كتب الصف الأول والثالث) قال (انحاز) وماذا لو تم عمل الحقيبة التعليمية الإلكترونية أو برنامج التعليم عن بعد هل سنكون وصلنا القمر. سيدي حمدوك رفع الدعم كان يجب يأتي متدرجا خلال ثلاث سنوات مثلا حتى لا يؤثر على نواحي الحياة المختلفة التي ستنعكس سلبا على المواطن الفقير ومتوسط الدخل ولا يتأثر به سكان القصر العالي ، لأن المواطن الاغبش لم يستطيع شراء الدواء ودخول أقسام الطوارىء الخاصة ولا يستطيع عمل رسم القلب حينما يصدم من فاتورة قفة الملاح وطلب الفول (أنا قلبي بدق ياحبيب مالك حق) نعم ماليك حق ياحمدوك أن ترفع دعم المحروقات وانت خبير اقتصادي متميز أتت بك حكومة الثورة لتنقذ البلاد من جور الكيزان إلى عدل ورفاهية العباد ورفع الدعم لا يحتاج الى وزيرة مالية متناهية الجمال انما يحتاج الى مفكر متناهي الفهم والإبداع ورفع الدعم يمكن ان يعين له وزير خريج جديد من جامعة الخرطوم يأتي ويذهب للعمل بالدراجة او الركشة ولا يحتاج الى سعادة الوزيرة والشعر الميج .
على كل حال رفع الدعم عن المحروقات سيدخل كثير الاسر إلى دائرة الفقر والسجون ورسم صورة قاتمة على ملامح براءة اطفال بلادي وعلى ديوان الزكاة فتح دفاتر لزبائن جدد من الموظفين والعمال باعتبار الدخول إلى دائرة الفقراء والمساكين .
وأصبح أهل السودان بين عرض الأزياء وعرض أسعار الوقود الجيدة وعلي قول المثل(عدم الشغلة بعلم الرجال المشاط )نتمنى أن تتعلم حكومة حمدوك المشاط حتى لو كانوا بين خضرة المزرعة السعيدة مع السماح بالمشاط لناس الشعر الموج فقط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى