الانتخابات الامريكية لماذا تأجيل اعلان النتائج؟

يراقب العالم عن كثب نتيجة الانتخابات الامريكية والتي كان من المفترض ظهورها في نهاية ليلة الثالث من نوفمبر كالمعتاد من كل دورة انتخابية.

لكن الجميع في كل انحاء العالم مشدود الى شاشات التلفاز وها نحن في اليوم السادس من نوفمبر مع ان المرشح الديمقراطي جو بايدن قد حصل على ٢٦٤ صوتا من المجمع الانتخابي وبقي له فقط ستة أصوات لكي يعلن رئيسا للولايات المتحدة الامريكية للأربع سنوات القادمة وتبقى على النتيجة النهائية خمس ولايات يقسم المرشح الجمهوري ترمب في الحصول على الفوز بأربع منها ليحصل على مجموع ٢٧٠ من أصوات المجمع الانتخابي التي تؤهله للفوز.
إذا نظرنا الى شاشات التلفاز فإن ولاية نيفادا وحدها والتي تعطي ٦ أصوات في حالة الفوز بها المرشح جو بايدن، فإن من الرابع من نوفمبر هذه الولاية قليلة العدد من السكان قد تم فرز ٨٦٪ من الأصوات وأظهرت تقدم بايدن بما يزيد على سبعة الاف صوت انتخابي على منافسه ترمب أي انه فاز بهذه الولاية.
لكن العجيب في الامر انه حتى اليوم السادس من نوفمبر لم يكتمل فرز أصوات هذه الولاية الصغيرة ولم تعلن نتيجة الفرز أي ان هنالك تباطأً مقصوداً بعدم اعلان نتيجة هذه الولاية التي سوف تحسم الجدل.

فلماذا يحدث هذا؟
يبدو ان هنالك ما يسمى بEstablishment او بالعربية النخب الخفية او الملاءة بلغة اسلافنا اهل الحل والعقد في الدولة هؤلاء النخب الخفية او اهل الحل العقد في الدولة الامريكية وهم يمثلون أصحاب الخبرات من قدام الساسة ورجال الاعمال واعضاء من المجالس التشريعية والنيابية ورجال المال وصفوة العلماء وأعضاء من الأحزاب السياسية المخضرمين وقليل من قادة الخدمة المدنية هؤلاء هم من النخب الخفية والذين لا يريدون السقوط للدولة الامريكية ويسعون الى التهدئة وتقليل حالة الاستقطاب والانقسام لكي لا يقع المجتمع في براثين الحرب الاصلية او المدنية. اما السبب الاخر لهذا التأخير او التأجيل المتعمد لإعلان النتيجة فهو المساومة مع ترمب الذي يثقل كاهله ملفات الضرائب والتجاوزات المالية الضخمة خاصة وانه الى الان لم يفصح عن ملفه الضريبي، تأخير النتيجة وإذلال الرئيس بهذه الصورة حتى تحصل النخبة من الرئيس على Deal والذي يتلخص في الحصانة مقابل التهدئة للخروج من البيت الأبيض وضغط الدولة والمجتمع من الاحتراب لكن السؤال اين النخب الخفية من الدولة السودانية وها نحن نشهد الانهيار المريع في كل جوانب الدولة السودانية اين أصحاب الحل والعقد اين أصحاب الملاءة.

ام عاصم السلفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى