مرشح القوي المدنية لمنصب والي شرق دارفور ، الهادي ابو ضفائر في حوار للحاكم نيوز :

لدينا رؤية وفكر إستراتيجي لقضية السلام الإجتماعي

نسعى لتأهيل شباب لقيادة المجتمع

عبر الجودية سنرتق النسيج الاجتماعي وسنعيد دارفور سيرتها الاولى

البرامج الفردية والمشاريع الشخصية تسقط أمام المصلحة العامة

نقد الثورة لا يعني الهدم

منذ ثورة ديسمبر ٢٠١٩م التي أطاحت بحكومة الإنقاذ ، لم يشهد السودان إستقرارا سياسياً يمكنه من إرساء دعائم الحكم المدني حتى الأن ، حيث مازال القادة العسكريون يسيطرون على مقاليد الحكم بالولايات كافة ، بل أن عملية السلام التي تُجرى مباحثاته بمنبر جوبا قد شكل العائق الأساسي في تعيين ولاة مدنيين لإكمال حلقات الثورة وأهدافها والتي من ضمنها القضاء على كافة مظاهر الحكم العسكري بالسودان كما جاء في منفستو الثورة .
شدٌ وجذب وتوترات بين شركاء المرحلة الإنتقالية أدى إلى تفكيك الحاضنة السياسية بخروج جل مكونات قوى الحرية والتغيير عنها ، ودونكم حزب الإمام المهدي الذي جمد نشاطه في سالف الأيام ، رشحت بعض المعلومات للسطح تؤكد أن اسباب الخلاف هي تعيين الولاة والمجلس التشريعي .
التحول المفاجيء لحركات الكفاح المسلح لموقفها من تعيين الولاة وموافقتها لتعيين ولاة مدنيين مؤقتاً وإشترطت إستقلاليتهم عن التظيمات السياسية كان بمثابة حجرا حرك ركود الساحة ، فجاءت الترشيحات تترا للولاة وطفى للسطح أسماء لم تكن مألوفة في الساحة السياسية السودانية
كالأكاديمى الدكتور الهادي أبو ضفائر لتولي منصب والٍ على ولاية شرق دارفور من قبل القوى المدنية بالخارج ، ما لفت إنتباهنا أنه لم يكن من السياسيين ذائعي الصيت ولم يرد إسمه من قبل ، صحيفة النيل الدولية بحثت عنه لتكشف عن المرشح الغامض أبو ضفائر لتزيح الستار عنه وتتعرف إليه ، فإلى مضابط الحوار.

IMG 20200510 WA0061
الاستاذ الهادي ابو ضفاير

حاورته : زمزم خاطر

د. الهادي عبدالله إدريس أبوضفآئر.
في العام ١٩٦٩ م كان ميلاده بقرية (أم سعونة) بولاية شرق دارفور
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لخمس أطفال..
السكن الخرطوم عد حسين
تخرج في كلية القانون جامعة النيليين ثم إلتحق بعدد من الجامعات الدولية وتحصل على عدة شهادات ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
دكتوراه في قانون القعود الدولي ((دراسة مقارنة في قانون العقود الدولي فيينا 1980 والقانون الإنجليزي والشريعة الإسلامية) المملكة المتحدة جامعة غلاسقو كلدونيا 2016
ماجستير فلسفي في قانون العقود الدولي فيينا ١٩٨٠ جامعة غلاسقوا كلادونينا بريطانيا ٢٠١٢
ماجستير في قانون العقود الجامعة الامريكية المملكة المتحدة لندن 2004
دبلوم عالي في إدارة المخاطر جامعة غلاسقوا كلادونينا ٢٠١٨
دبلوم محاسبة جمهورية مصر العربية طنطا 1992
في التسويف سنترال غلاسقو2018

السياسة هي فن الكلام والتأثير أيا كانت مآلاته ، بخلفياتك القانونية والمحاسبية هل ستخوض فيها كرصفائك في التخصص أم لك رؤية مختلفة؟

السياسة لا تنفصل عن الارتباط بالواقع المهني، فهي وظيفة مثل غيرها من الوظائف الاخرى، فقط تتطلب مهنيةً عالية ومصداقية في التعامل، لمعالجة الهموم المُعايشة بشكل مختلف من شخص لآخر حسب الخارطة الذهنية .. بل هي موجودة في التعاطي العام للهموم المشتركة بين الجميع ..حتي في مكامن السكون والحركة للإنسان بمختلف تكويناته وانتماءاته وانطباعاته العامة ، ولا تلعب عوامل الجغرافيا والمسافات بعداً في المتغيرات كعوامل أخرى في سياق المعادلات القائمة .
أما فيما يخص الشق الآخر من السؤال الذي يتعلق بالمهنية والرؤية المختلفة. أكيد الكل سواسية أمام القانون، أما من الناحية المحاسبية فالكل محاسب على أدائه وفق المعايير المحاسبية الدقيقة مما يقودنا إلى التطلع لما هو أفضل لإنجاز ما نصبوا إليه، مع إستصحاب الإيجابيات من التركة القديمة إن وجدت وتمازجها مع التجربة الجديدة في استحقاقات المرحلة القادمة التي تتطلب مساهمة الجميع في الهم المشترك برؤية جماعية تُخرجنا إلى رحاب وطن يسعنا جميعا.

دارفور تاريخ معتبر في التنقل بين الأزمات والقادة والمسئولين هل لديك رؤية جديدة؟

أكيد دارفور تاريخ حافل بالكثير المثير، من كسوة الكعبة ورواق دارفور وتراث حافل في حل المشاكل عبر الاجاويد والجوديات ولا يمكن حصرها في أسطر، فأنسان دارفور تدرب على الحكم من زمن السلطنات والممالك فالمسألة ليست جديدة، ولكن لكل شخص نظرة في إدارة الأزمات، كثير من القادة كانت لديهم محاولات لدفع مشروع النهضة ولكن هنالك تقاطعات كثيرة أربكت المشهد والتطلعات، لا ندعي إمتلاك عصا موسى لحل كل الأزمات التاريخية المتراكمة في لحظة واحدة ولكن لدينا رؤية ونمتلك فكر استراتيجي تهتم بقضية السلام الاجتماعي في المنطقة باعتباره اولوية ومدخل للتنمية. فالاهتمام بمعاش الناس هو الأساس، لاننا نؤمن تماما اذا أفقر الانسان يُخرج أسوأ ما لديه، لذلك همنا الأوحد هو معاش الناس. وتوفير الاحتياجات الضرورية لحياة الإنسان وفق قاعدة ومبدأ كرامة الانسان .

كيف يمكن التعامل مع الهم الإجتماعي والإقتصادي مع الولاية باعتبارك مرشح ؟

الهم الاجتماعي أولوية قصوى، دارفور كانت وحدة اجتماعية لا تنفصل مكوناتها من بعضها البعض، عبر الروابط الاجتماعية، (المصاهرة من كل القبائل نموذجاً)، ولكن في الآونة الأخيرة سالت الكثير من الدماء والدموع بفعل فاعل، مما أدى إلي تدمير مكونات المجتمع وخاصة الشباب، باستخدام كآفة الوسائل المدمرة، إضافة لفتق النسيج الاجتماعي وتمزيقه، هدفنا تأهيل الشباب لقيادة المجتمع لذا سوف نبذل كل ما في وسعنا لاستعادة السلام ورتق النسيج الاجتماعي رغم التعقيدات وفق تراث أهل دارفور المعروفة دون تدخلات الغير، وذلك بغرض إحداث تحولات جذرية في الرؤى المجتمعى للمنطقة، مستخدمين أدوات (الحكمة والجودية ) التى ترشدنا وتدفعنا الي طرق التفكير المتعدد وتمكننا من رؤية الواقع وفهمه واستشراف المستقبل بشكل مختلف. أما من الجانب الإقتصادي يعتبر المنطقة من اغني أقاليم السودان من حيث الموارد ولكن اهملت من قبل النخب الحاكمة، مما ساعد على تزايد الفتن وإشعال الحروب التي مزقت النسيج الاجتماعي لمكونات المنطقة. هدفنا الوقوف على مسافة واحدة من كل المكونات بغرض توعية الانسان لاستخدام ممكناته وخبراته العقلية، لجعله قادرًا على صناعة مستقبل اقتصادي مشرق، وإبتكار الحلول للتحديات التي تواجهنا ونعمل عكس تيار إعادة انتاج الفشل، متسلحين بخطط وافكار جديدة من الواقع لبناء عالم أفضل.

لديك استثمارات كيف ستديرها من على البعد أم أنك ستنقلها معك ؟ أم ستجمد نشاطك فيها إبان تولي المنصب العام؟

لكل شخص همومه الخاصة تجاه أسرته الصغيرة والكبيرة لتأمين العيش الكريم ولكن المبدأ الذي تم عليه قبول التحدي هو لم يكن في سياق تطلع فردي للسلطة وإنما تم في سياق القبول لتكليف من بعض الأخوة والزملاء الذين دفعوا استحقاقات النضال وقدموا أرواح ودماء ومعاناة وتشرد وفواتير متراكمة من التضحيات ‘ لذلك أولويات البرامج الفردية والمشاريع الشخصية تتأخر في الاهتمامات الملحة طالما هي قائمة علي ترتيباتها المنفصلة خارج الحدود.

عشت كثيرا خارج السودان وربما تأثرت بالثقافة الغربية* *هل أنت قادر على التعامل مع مجتمع تغربت عنه كثيرا؟

لم أكن لوحدي وإنما غالبية الشباب تم تهجيرهم قصراً للأسباب المعروفة، ولكن انا جزء اصيل من المجتمع، رغم الظروف التي أجبرتنا كرهاً للعيش بعيداً عنه جغرافياً، ولكن متعايش مع كل مشاكل وهموم أهل المنطقة، صحيح تأثرت بالمجتمعات التي عشت فيها وهذا أمر طبيعي لكل إنسان، أن يتأثر ويؤثر في المجتمع الذي يعيش فيه وأنا منهم، ولكن هذا الثأثير لم يكن سلبياً في وجهه نظرى ، بالعكس تعلمنا كيف يصان كرامة الانسان وفق المعايير الإنسانية بعيدًا من التقاطعات الاثنية الضيقة وفق رؤيه كونية هدفه رفاه الإنسان، كما تعلمت التخطيط السليم للمشاريع الذاتية والعامة الصغيرة منها والكبيرة ومبدأ الشفافية ومحاسبة الذات والعمل الجماعي والاعتراف بالخطأ. وعبر التاريخ كل حركات التصحيح كانت تمرداً على الواقع، وهنالك تجارب إنسانية أسهمت فى بناء وتطور المجتمعات، كل إصلاحاتهم كانت تمرداً على الواقع، فما تعلمناه من الأخرين إبان فترة تغربنا، مثل التمرد على الاثنية والجهوية وقبول الآخر وفق الاحترام المتبادل، ينبغي ان نطبقها في ممارساتنا لنعيد لدارفور سيرتها الأولى والسودان اجمع.

كيف تنظر إلى دارفور الكبرى

قناعتى دارفور جسم واحد متعدد الأجزاء فيما بينها، ما نفتقده هو الرؤية المتكاملة للمنطقة، حالنا مثل الطبيب الذي يتعامل مع الباطنية ولكن يعلم أن الجسم وحدة واحدة لا يمكن للبطانية أن تشتغل لوحده دون سائر الأجهزة الأخرى. دافور افريقيا او سودان مصغر متشابك كالاوردة فى جسم الانسان لا يمكن أن يُنظر اليها إلا كوحدة متكاملة.

ما هو تقيمكم لاداء الحكومة كمجموعات داعمة لثورة ديسمبر ؟

الحكومة الحالية ورثت مشاكل لا تعد ولا تحصى لا يخفى على احد منا ، ومعارضة غير معلنة ولكن أداءها الحالي دون طموحات الثورة والثوار ولم يلبى معظم الشعارات التي نادت بها، لاسباب تاريخية كثيرة ومتراكمة. ولكن ندعمها ونسعى لتقويتها حتى نعيدها إلى الطريق الصحيح. نحن ندرك أن التغيير عملية طويلة ولم يتم وفق الأماني والأحلام بين عشية وضحاها. وأنما بالعمل الجماعي المشترك يمكن نحقق نجاح وتقدم فى كل المبادئ والشعارات المرفوعة من قبل الثوار.

وما هو دور المجموعات الخارجية التى دعمت الثورة فى ترسيخ مبادى الديمقراطية ؟.

دور المجموعات اذا كنت تقصدين مجموعات السودانين خارج حدود الوطن فكانت لهم إسهامات في كل المجالات مما ساعد في تغيير الوضع السياسي، فالآن دورهم التركيز على بناء الوعي والمشاركة بالخبرات فى الحكومة الانتقالية. فالمشاريع والخبرات الناجحة ترتفع اذا توفرت لها ركائز ودعائم ادارية قوية، ايضا اضافة مقومات الصعود والمشاركة بالجهد المستمر للمجموعات يساهم في تقوية عوامل استمرار ونمو مفاهيم التغيير للجماهير المتعطشة للحرية والكرامة. مستصحبين معنا عملية إعمال الفكرة وتطوير الأهداف والاستراتيجيات التي يمكننا من خلالها تحقيق الأهداف المرجوة. فمن خلال رؤية المواقف والمبادى الثورية الثابتة، بأفكارنا وخطواتنا تصبح اعمالنا اكثر واقعية، لا عالة على الثورة العظيمة.

بإعتبارك عضو فى السكرتارية الإدارية لمجموعة دعم الثورة فى بريطانيا كيف تنظر الى الوضع الراهن ومآلاته ؟

الثورة السودانية والتي توجت بنجاح يعتبر مفخرة لكل سوداني داخل أو خارج حدود الوطن، إلا الفئة القليلة، لذلك نحن ننظر للوضع الراهن بأعتباره مخرجات لبنود الثورة، صحيح التغيير لم يكن على قدر الطموح ولكن عازمون لحراستها حتى تتحقق كل الأهداف المرجوة، ونقد الثورة لا يعني الهدم بقدرما هو تصحيح للمسار، ووضع العربة في الخط المستقيم، بالرغم من تثاقل الخطى نحو الاأهداف، والتحديات الكبرى، مع ذلك ننظر للحكومة بإعتبارها الابن الشرعي للثوار.

ثورة ديسمبر هل حققت أهدافها؟

الثورة حققت الجزء الأكبر من المشوار ألا وهو سقوط رأس النظام، ولم يسقط النظام كاملاً، ولكن المسألة مجرد وقت حتى تتحقق الأهداف التي نسعى لاكتمال تحقيقها ومنها السلام ودفع مطلوباته، وازالة كل العتبات التي تعيق مسار الثورة، ورد ممتلكات الدولة التي تم نهبها من قبل ضعاف النفوس، ولكن كلنا ثقة بنجاح الثورة ولا تراجع ولا استسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى