شــــــــوكــة حـــــــــوت- الســــر أدم طـــــاهـــر – ياسر محمد محمود البشر

الخرطوم :الحاكم نيوز

علاقة صداقة وطيدة ربطت ما بين جدى الحاج محمود البشر أمد الله فى عمره والمرحوم أدم الطاهر وكانت علاقة مدهشة علاقة رجلان تحابا فى الله إجتمعا عليه وإفترقا عليه وإمتدت هذه العلاقة لتربط ما بين جدتى المرحومة زهرة بت موسى والمرحومة آمنة بت بخارى زوجة المرحوم أدم الطاهر وفى هذا الجو الأسرى ترعرعنا كنت أظن أن الذى يربط بين الأسرتين علاقة رحم وبالرغم من أننا نسكن بحى الهبانية وتسكن أسرة أدم الطاهر بالحلة الجديدة بمدينة أبوحجار إلا أنه يتم تبادل الزاد بصورة شبة يومية واتذكر تماما أن المرحوم أدم الطاهر وبحكم عمله بمصلحة الغابات فقد أهدانى لوح مصنوع شجرة الهجليج (اللالوب) وقام بتحفيظى العشرة آيات الأولى من سورة يس وما زلت أحفظها عن ظهر قلب وكلما قرآت سورة يس أترحم على روح المرحوم أدم الطاهر ولأول مرة فى حياتى أرى جدى محمود البشر يبكى كما الأطفال عندما توفى صديقه أدم طاهر.

فلذلك كنت سعيدا عندما وجدت السر أدم الطاهر زميلاً لى من مرحلة الروضة روضة ماما هجوة وماما جليلة وكنت اعتبره إمتداد طبيعى للعلاقة الأسرية وأكملنا المرحلة الإبتدائية والمرحلة المتوسطة وتفرقت بنا السبل فذهب السر إلى مدرسة سنجة الثانوية وذهبت أنا الى مدرسة الدمازين الثانوية وعندما بدأ العام الدراسى أوصانى السر على أخته إقبال التى تم قبولها بمدرسة الدمازين الثانوية بنات وكانت نعم الأخت ونعم الزميلة وكانت الرحلة من أبوحجار إلى الدمازين بالقطار وإمتدت هذه العلاقة وكانت أمنة بت بخارى أمنا وحبوبة زهرة بت موسى أمهم وعرفت كل أفراد اسرتهم ولا سيما محمد وفاطمة وإقبال والمرحومة صديقة وما أن أكملنا المرحلة الثانوية قرر السر أن يتزوج وكان برنامج زواجه شغلنا الشاغل وقمنا بطباعة الكروت وعمل اللازم إلى أن إكتملت الفرح ورددنا مع محمد على الشريف (يا شباب العصر همو العرس لازم نتمو أتركوا الزيف والمظاهر والبدور الغالى جاهل وربنا الناقص بتمو).

على ما أظن أن السر أراد أن يعيش سريعاً وينجز كثير من المشروعات فى حياته لذلك كان شعلة من النشاط ومستودع من مستودعات التواصل الإجتماعى ورجل فاعل ولا يهدأ له بال إلا إذا ما تقدم الناس في عمل الخير وكان يمثل وحده منظمة خيرية متكملة الأركان والتفاصيل وفوق هذا وذاك كان السر رجل حكمة وصاحب بال طويل وكنت اقول له (بالك أطول من ليل العشاق) وكان يبتسم فى وجهى مثلما يبستم فى وجوه الآخرين وكأنه خلق من غير شفاه من فرط التبسم وكان للسر نصيب من إسمه.

بالأمس نعى الناعى الشاب الخلوق السر أدم طاهر الذى رحل إلى جوار ربه راضياً مرضياً عنه يا الله مـــــات السر أدم طاهر والموت علينا حق مات السر وتركنا فى صدمة من هول الفجيعة والأسى لكنها سنة الحياة فقد شرب السر من الكأس الذى شرب به السابقون ونحن على رصيف الإنتظار ننتظر لحظة اللحاق به نسأل الله أن يحسن خاتمتنا فى الأمور ويلحقنا به وهو راضى عنا.

نــــــــــص شــــــــوكــة

اللهم يا حى يا قيوم يا بديع السموات والأرض أرحم وأغفر لعبدك السر أدم طاهر فقد نزل بك فى شهر مولد نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه اللهم شفع فيه نبيك وأدخله مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا وأربط على قلوبنا بالصبر الجميل.

ربــــــــع شــــــــوكــة

إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضى الله وإنا لفراقك لمحزنون يالسر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

yassir.mahmoud71@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى