خطاب جديد كليا لـ “حميدتي” في مؤتمر الإسلام و التجديد .. إليك التفاصيل

الخرطوم : الحاكم نيوز

قدم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” خطابا ضافيا وجديدا من حيث الطرح والمفاهيم واللغة أمام مجمع العلماء والباحثين والمفكرين في مؤتمر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والذي جاء حول الإسلام والتحديد بين الاصل والعصر بمشاركة دولية محلية معتبرة .

ويري الدكتور ضياء الدين عبد الرحمن الباحث الدولي ومدير مركز رؤي الإعلامي أن حميدتي قدم وجها جديدا لتعاطي السودان مع ملف الإرهاب الشائك أبرز من خلاله القيم السودانية السمحة القائمة على السلام والتسامح .

وأشار ضياء الدين في حديث قصير لـ “لحاكم نيوز” إلى أن الخطاب حوي مضامين ومفاهيم جديدة لخطاب الدولة الموجه للعلماء ودعوتهم لمنازلة الأفكار المتطرفة الهدامة وهي بمثابة اهتمام بمكانتهم العالية في المجتمع ، ويضيف “ضياء” بأن الخطاب أوصد الباب أمام وصم السودان بالإرهاب حيث قطع سيادته بان السودان ليس إرهابيا ولا يرعي الإرهاب بعد يوم من إزالة اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب تلك الخطوة التى لعب فيها شركاء المرحلة دورا عظيما ونالت فيها الشؤون الدينية والأوقاف دورا هاما وكبيرا تتجلي عظمته وعظمة مؤتمر الاسلام والتجديد بين الأصل والعصر ليكون ذلك أنجع الخطوات لفتح الصفحات البيضاء معاملة وتعامل .

في السباق “الحاكم نيوز” يرصد خطاب حميدتي في الجلسة الافتتاحية  أمام مؤتمر (الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر) الذي إنعقد “السبت” بقاعة الصداقة بالخرطوم و تنظمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، ومركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري ويورد نص الخطاب كاملا .

نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

السيد/ وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ نصر الدين مفرح

السيد/ وزير الأوقاف بجمهورية مصر الدكتور محمد مختار جمعة

السادة/ رئيس وأعضاء اللجنة العليا للمؤتمر

السادة/ رئيس وأعضاء مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري

السادة/ رئيس وأعضاء مجمع الفقه الإسلامي

السادة/ العلماء والمفكرين من أساتذة الجامعات ورجال الدين والدعوة

الضيوف جميعاً:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً نهنئ أنفسنا والأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بمولد حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه خاتم الرسالة ومُجدّد حياتنا كلها، نأمل أن نُحيي ذكرى مولده العظيم باتباع منهجه ورسالته وتعاليمه التي وضعت لنا خارطة طريق واضحة المعالم للعيش في هذه الحياة.

لا بد لي أيضاً أن أتوجه بالشكر للقائمين على أمر هذا المؤتمر الذي يجيء في وقت نحن بحاجة فيه إلى مراجعة أنفسنا وتجديد حياتنا الدينية والسياسية والاجتماعية حتى نعيش في سلام اجتماعي وسياسي وديني وفكري.

IMG ٢٠٢٠١٠٢٤ ١٢٤٦١٧
النائب الأول لرئيس مجلس السيادة يخاطب مؤتمر الاسلام والتجديد

وأخص بالشكر السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ نصر الدين مفرح والسادة في مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري لاهتمامهم الكبير بقضايا التجديد في هذا التوقيت الذي تنتشر فيه كثير من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين بالرغم من أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يتركا أمراً من شؤون حياتنا دون منهاج واضح، قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء).

يأتي هذا المؤتمر وبلادنا تستقبل عهداً جديداً بتوقيع اتفاق السلام مع إخوتنا في حركات الكفاح المسلح وبعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وهنا لا بد أن نشكر كل الجهود التي أسهمت في أن نتجاوز هذه المرحلة العصيبة وهي فرصة كذلك يجب أن نستثمرها في توضيح أن الشعب السوداني ليس إرهابياً ولا يرعى الإرهاب، بل إننا شعب مسامح محب لكل شعوب الأرض وسنظل كذلك نحترم كل الأديان السماوية لا نسعى للعنف أو التطرف أو الغلو نهتدي بقوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ).

إن عالم اليوم الذي نعيش فيه يواجه الكثير من التحديات المتمثلة في قضايا الأسرة والمجتمع، وعلاقة الدين بالدولة، وتحديات المرأة والطفل، وخطاب الكراهية والغلو، والتكفير، والتطرف، والخطاب الدعوي، والتطرف السياسي، والنعرات القبلية وغيرها من القضايا التي تمثل تحدياً لأمتنا الإسلامية ولنا هنا في السودان.

لا شك أن هذه القضايا تحتاج إلى نقاش جاد وعميق يُحدِّد المشكلات ويضع الحلول والمعالجات التي تواكب العصر دون مساس بثوابت العقيدة تحصيناً لمجتمعاتنا ولشبابنا وهي بالطبع مهمة كبيرة تقع على عاتق جميع مؤسساتنا الدينية والتعليمية من مدارس وجامعات ووزارات أوقاف.

إننا ومن هذا المنبر ندعو جميع مؤسساتنا الاتحادية والولائية أن تجعل من هذا المؤتمر بداية لحوار مستمر عبر ورش ومؤتمرات نناقش من خلالها كيفية تجديد حياتنا بكل أشكالها .

كما ندعو علماءنا الأجلاء للاهتمام بالخطاب الدعوي ومواجهة أصحاب الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى الغلو وتُنمِّي الأحقاد والكراهية تجاه الآخر الذي يخالفنا في الدين أوالقبيلة أوالجهة.

إننا نتطلع إلى تجديد في معاملاتنا وفي تعايشنا الاجتماعي، نحتاج أن نُجدد علاقتنا السياسية، نحترم اختلافنا الفكري، نُعزز من قيمنا الوطنية، نُؤكد على ثوابتنا الدينية التي تحترم تنوعنا الإثني والاجتماعي والثقافي والفكري.

نأمل أن يخرج مؤتمركم هذا بتوصيات حقيقية وجادة تُعزز في أمتنا وخاصة فئة الشباب، مفاهيم الوسطية والاعتدال وثقافة الحوار وقبول الآخر ومواجهة التطرف والغلو والإرهاب بأشكاله كافة.

الشكر أجزله للجنة العليا التي أعدت للمؤتمر ويمتد الشكر للسيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف ولضيوف البلاد الذين شرفونا بالحضور من جميع الدول، آخر شكرنا لجميع السادة العلماء والمفكرين الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة لتحصين أمتنا بالعلم والفكر الراشد.

نسأل الله التوفيق والسداد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى